ليعلم الشعب السوداني

 


 

 

وصلنا اليوم إلى نهاية الأسبوع الأول من الحرب في السودان والتي لا نعلم من الأول الذي بدأ بالعدوان، لأن الطرفان يصدران أخبار غير صادقة ودقيقة ولكن الثابت في الأمر أن العداء والمكر كانا موجودين منذ فترة طويلة فقط تم إيقاظها في الرابع والعشرون من شهر رمضان المبارك 1444 ويا لغرابة المشهد بأن تبدأ الحرب في شهر رمضان شهر التوبة والرحمة والغفران والتعاضد بين الناس، لن يغفر لكم الشعب السوداني مسؤولية هذه الحرب والأرواح التي زهقت جوراً وغطرسة وتكبراً في وجه إقامة أبسط مقومات الأمان والاستقرار وهي من واجبات قواتكم. وهاهو التاريخ يسجل وليعلم الشعب السوداني إلى أي مدى أهان جنرالات الحرب الشعب السوداني إزاء عمليات إجلاء البعثات الدبلوماسية ووقف العدائيات خلال العملية، بينما يطلق وابل الرصاص العشوائي الذي يقتل آلاف الأبرياء في منازلهم وفي الشوارع. مجرد خروج المواطن السوداني إلى خارج المنزل يمكن أن يتعرض لإطلاق نار عشوائي وقد يحدث ذلك أثناء مكوثه في المنزل أيضاً. ثم ينبري لك شخصاً مدعياً بأن ق.ح.ت هي التي أججت الحرب.. ناسين بأن هذه القوى هي التي دعت إلى دمج الدعم السريع في الجيش الوطني القومي الواحد المنشود.
اليوم حصدت الحرب مايقارب ال 400 قتيل كما يقول سكان العاصمة السودانية إن مناطق من الخرطوم تبدو كمدينة أشباح، في تناقض صارخ مع الأجواء السعيدة التي تشهدها عادة خلال عطلة عيد الفطر، الذي يحتفل به المسلمون بمناسبة انتهاء شهر رمضان. يأتي عيد الفطر بعد أسبوع من القتال بين الكتلتين العسكريتين في البلاد، الذي راح ضحيته ما لا يقل عن 400 شخص.ويقول شهود عيان إن إطلاق النار ما زال مستمرا في الخرطوم. ما يعني فشل هدنة لثلاثة أيام، دعت إليها الأمم المتحدة والولايات المتحدة ودول أخرى. كلنا رأينا الجنود القادمون من أطراف الهامش السوداني بطبيعتهم لا يعرفون الخرطوم لأن ليس لهم ذكريات جميلة فيها فهم يطلقون الرصاص ويعدون قدموهم لتحرير الخرطوم من القتلة كما يدعون وقد رأينا كلاهما يكبر ويهلل والإله واحد، و يتندر قائدهم بأن يجعل الخرطوم ملاذ للقطط إن دعا الداعي في إحدى خطاباته الحمقاء. ولذلك قلناها سابقا لا للحرب وحذرنا من النفق المظلم الذي رأيناه اليوم بأم أعيننا.
هنالك أمور جسيمة وكبيرة متفاقمة يجب أن يعلمها كل من يحمل السلاح أو كل من الطرفين العسكريين المتقاتلين ألا وهي الخسائر في الأرواح، فواحدة من أكبر مشاكل الحرب هي الخسائر في الأرواح. غالبًا ما تؤدي الحرب إلى مقتل جنود ومدنيين، مما قد يكون تجربة مؤلمة ومدمرة العائلات والمجتمعات. وتتسبب الحروب في تدمير الممتلكات بما في ذلك المنازل والشركات والبنية التحتية. يمكن أن يكون لذلك آثار طويلة الأمد على الاقتصاد ونوعية الحياة للأشخاص الذين يعيشون في المناطق التي مزقتها الحرب. اضافة إلى الأزمات الإنسانية التي يمكن أن تخلق الحرب أزمات إنسانية، بما في ذلك النزوح و المجاعة وتفشي الأمراض. يمكن أن يكون لهذه الأزمات تأثير مدمر على صحة ورفاهية الأشخاص المتضررين من الحرب. ناهيك عن المعضلات الأخلاقية فغالبًا ما تثير الحرب معضلات أخلاقية ، مثل ما إذا كان من المبرر قتل الأرواح أو الانخراط في أعمال عنف. قد يكون من الصعب حل هذه المعضلات ، ويمكن أن تؤدي إلى تضارب الآراء ووجهات النظر. الموضوع الخطير في الأمر هو التكاليف الاقتصادية أي أنه يمكن أن تكون الحرب مكلفة للغاية، مع وجود تكاليف تتعلق بالأسلحة والجنود والبنية التحتية. يمكن أن يكون لهذا تأثير كبير على الميزانيات الوطنية ويمكن أن يؤدي إلى عواقب اقتصادية طويلة الأجل.

د. سامر عوض حسين

24 أبريل 2023

samir.alawad@gmail.com
/////////////////////

 

آراء