مالكم يا السودانيين؟!

 


 

 

ضفاف شاردة
======
مالكم يا السودانيين؟!
قالها بنبرة حزينة أحد الزملاء ولم يزد.
حسرة كبيرة جالت على خاطري قبل أن يأذن اللسان بالإجابة: (ظروف وبتعدي ما تهتموا للأيام).
هذه الحسرة الطاغية التي سيطرت على محيا السودانيين في ديار الغربة وهم يتلقون التعاطف والدهشة والتعازي من الزملاء والمعارف وسابلة الطريق، ومزيد من الأسئلة نقرأها على عيونهم ويمنعها من بعضهم حُسن الأدب، حتى لا نشعر بالانكسار والضعف والهوان، وخاصة أن ردودنا غير مقنعة، وهي بالتأكيد تبريرات نُخفي تفاصيلها حتى نحتفظ ببعض البريق والاحترام الذي تُحظى به الشخصية السودانية في بلاد المهجر.
الحقائق المُخجلة والمُذلة التي يتداولها الإعلام الخارجي ووسائل التواصل الاجتماعي، للأسف الشديد رسمت صورة قاتمة عن السلوك البربري الذي أفرزته حرب 15 أبريل في الخرطوم، وتمدد إلى مدن وقرى دارفور من جديد، لم يُصدق إخوتنا العرب أن الأخلاق قد تغيرت في طائفة كبيرة من بني جلدتنا، إذ لم تعد الأمانة من الاهتمامات التي تُورث من جيل لجيل، وانتهاك الحرمات وهتك الأعراض أضحى حدثًا عادياً لا يلفت الانتباه لتكراره الدائم في الأخبار والتقارير المحلية والدولية، ولم تُعد سرقة ونهب الممتلكات الخاصة والعامة سُبة ووصمة عار، بل أصبحت مغنمًا يجلب الفرح والتباهي والاستعراض بالتقاط الصور التذكارية ونشرها بفخر ونشوة وتشفي؛ كأن (المؤامرات الخارجية والخونة والمندسين) سكبوا أطنانًا من (مسكنات الضمير) في نهر النيل فشرب الشعب منه فحدث ما حدث، وما سيحدث مستقبلًا، لا سمح الله، وما خُفي أعظم.
لن نستطيع الدفاع عن أنفسنا لنبرر سبب الارتفاع الانتهازي في إيجارات المنازل التي يقصدها الفارون من جحيم الحرب، فليس لنا حُجة نجابه بها هذا الطمع والاستغلال من المستثمرين بأمر الأنانية في الأزمات، الأرقام الفلكية التي يطالب بها (المُلاك) جعلت الكثيرون يقصدون دول الجوار فهم أرحم بنا من بني جلدتنا الذين نحتنا لهم في المخيلة الصفات السودانية الأصيلة التي كانت تٌميز هذا الشعب النبيل، للأسف (كانت).
هذا التغيّر الجذري في المجتمع جعل السؤال المؤلم يبحث عن إجابة لا وجود لها (مالكم يا السودانيين؟!).
=== == =

gamous1972@gmail.com
//////////////////

 

آراء