مبادرة الحركات التي فقدت وجهها!

 


 

 

* إتفقوا، في الدمازين، على تكييف رؤية موحدة لحكم السودان.. ضمَنُوها في مبادرة عصَروها في مبادئ حوت (٢٣) بنداً.. وعرضوا المبادرة على البرهان فاستحسنها، (وقعتْ ليهو في جرح!)

* شطبت المبادرة بعض بنود اتفاق سلام جوبا.. وتمسكت ب(العضُّم) المرتبط بمصالحهم الشخصية، وإن ظهرت في ثوب مصلحة السودان..

* في تقديري أنهم لم يعرضوا المبادرة على حميدتي الذي هزمهم هزائم، وإن أنكروها يومَ أطلقوا على كيانهم اسم (اللجنة الثورية)، فليس بوسعهم إنكار استسلامهم لحميدتي في العديد من بنود اتفاقية (سلام جوبا المعكوف) والتي لم تحسم قضية الحواكير التي احتلتها ميليشيا الجنجويد في دارفور، بشكل قاطع، ولم يتطرقوا لها في مبادرتهم المقدمة للبرهان، قبل يومين..

* وفي المبادرة، زجوا بميليشيا الجنجويد في ما لايرغب فيه من دمجٍ للميليشيا في مؤسسة الجيش السوداني العريقة، وأتت فكرة الدمج في توازٍ مع فكرة دمج حركاتهم المهزومة لإكساب الحركات والميليشيا شرفاً غير مستحق..

* لكن حميدتي يرفض شرف الانضمام لمؤسسة الجيش السوداني العريقة، وكأني بالمؤسسة تعلن للعالم أنْ " رضيت بالهم والهم أباني!"

* أيها الناس، قد ترون في المبادرة (لقطات) جميلة المظهر.. تروق لكم، لكنها، قطعاً، لن تروق لحميدتي.. وفي الميادرة (لقطات) أخرى (سمحة سماحة جمل الطين) لا تقدم ولا تؤخر.. إذ كلُّها كلماتٌ تُقالْ.. "... كلها لا تؤدي لتلٍّ إليهِ تحدِّقُ أمٍّ وتصرخ فيكََ:- لماذا؟ لماذا الصليب؟....... وإني أشكُّ كثيراً بأن التي وقفت فوقَ تلٍّ وناحتْ، تلَقَّت جواباً، لأن الوحيدَ الذي كان يعرفُ مات..!"، أو كما قال الشاعر العراقي فالح عبد الرحمن..

* وحين تقول المبادرة:- .".... وإلغاء كافة الاتفاقيات التي قامت او تأسست علي كيانات قبلية او جهوية خارج مناطق النزاعات المسلحة والحروب بما في ذلك مسارات الشمال والشرق و الوسط التي تمخضت عن اتفاقية جوبا للسلام."، نقول للتوم هجو الذي هتف "مابنرجع إلا البيان يطلع..!" نقول له:- ما ترجع يا التوم هجو.. ما ترجع! خليك قَبَلَك.. وامسك معاك برطم والجاكومي!..

* أيها الناس، إن الحركات التي فقدت وجهها في زحام الخبث والدسائس، حركات لا تستحي فتتجرأ وتطالب بالتوافق بين ".. كافة المكونات السياسية والمدنية والقوات المسلحة السودانية لأجل سلامة البلاد والعباد.".. بينما هي التي قتلت ثقة قوى الثورة الحية فيها.. ولم تعد لها أهلية للاتفاق والتوافق على أي حال..

* وبالمقدور، تصوُّر حدوث شيئٍ من التوافقٍ بين قوى الثورة الحية وبين حزب المؤتمر الشعبي.. لكن ليس بالمقدور تصوُّر أي توافق مع الحركات التي فقدت وجهها.. فمن أين يتأتى التوافق مع من قتلوا ثقة قوى الثورة فيهم جراء غدرهم بأهداف الثورة، بالتمهيد لإنقلاب 25 اكتوبر، والمشاركة الفعلية في الانقلاب.. ومن أين يأتي الاتفاق مع من غدروا بشركائهم الانقلابيين المدنيين، من أمثال التوم هجو، ولفظوهم لفظة عصف مأكول"؟!

* أيها الناس، ماذا يريد البرهان أكثر مما جاء في البند الثامن من المبادرة.. ويقرأ:-
" القوات المسلحة هي السلطة المؤسسة والراعية للانتقال تتولي صلاحيات مجلس الامن والدفاع من موقعها العسكري اسوة بتجربة الانتقال في ابريل 1985.."

* ثم تتحدث المبادرة في البند التاسع عن " اختيار وتسمية رئيس مجلس الوزراء من ذوي الكفاءات الوطنية المستقلة...."

* وعلى أساس هذين البندين بنى انقلاب 25 أكتوبر دفوعاته.. كما وأن في البند الثامن اعتراف كامل بوصاية البرهان على الثورة وشرعنة لكل ما قام ويقوم به منذ تسلم السلطة حتى الآن!

* والدافع للمبادرة ذاتها هو الاحتفاظ بالمكتسبات المضمنة في اتفاقية جوبا لصالح الحركات التي فقدت وجهها.. وتتعشم الحركات في أن يحمي البرهان تلك المكتسبات، فهو، حسب المبادرة، الوصي على السودان والراعي للانتقال..
osmanabuasad@gmail.com

 

آراء