متى يبسط العدل .. أليس بينكم رجلا رشيد

 


 

 

كتب الجرّاح بن عبد الله ، والي خراسان ، إلى عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى: ( إنالرّعية لا يُصلحهم إلا السيف والسوط) .. فرد عليه عمر بقوله :

( كذبت بل يصلحهم العدل والحق ، فابسط ذلك فيهم ، والسلام) ..

ما ان تسير مواكب ثورية شبابية او مطلبية مستحقة لرفع الظلم عن كاهلهم ولتحقيقمطالب مشروعة لمعلمين او أطباء ومزارعين كادحين إلا وتتدفق الدماء او تبتر الايادي اوتخطف الارواح الشابة النقية للدرجة التي تضخمت قوائم الشهداء وزادت حسرة الامهاتالثكلي والمفجوعين بفلذات اكبادهن .. وتزايدت اعداد القتلي للدرجة التي تكدستالجثامين بالمشارح والمشافي بالخرطوم وبعض المدن وهو ملف ظل احد ابرز علاماتالضجر والضيق يطول شرحه في ظل غياب شبه كامل للحقيقة .. فقط تتدفق اخباروحكايات كالمطر عبر وسائل التواصل الاجتماعي تنقل مظاهر الفوضي بالشارعوالاسواق والتجمعات ... تتمدد هذه المؤاجع وتتداخل معها لغة الخطاب الخشن بينالمتنافرين والمختلفين عرقيا او اثنين او حتى فئويا .. نتابع اختلاف مشين لم يألفه "الزولات " ولغة سوداوؤية حتى بين المنتمين لكيان واحد قانونيين او اقتصاديين وحملةاقلام ومفكرين وكلا يغني علي ليلاه .. المواطن البسيط فقط تطحنه الضغوطات من كلحدب وصوب وفي كل مناحي الحياة .. انه يئن ويصرخ من غلاء فاحش وغياب للامنوالامان وفي صحته وتعليم صغاره واشباع صوصوة بطونهم التي تصرخ من الجوعوالعطش حيث كثير من الاحياء بالعاصمة تعاني قطوعات للكهرباء والماء ...وحدث ولاحرج .. وهناك في القاعات الفخيمة ومساكنهم وقصورهم يجلس من صنعوا هذه المفارقاتالبغيضة التي اوقفت عجلة التنمية وزادت العطالة وانتقصت من سمعة ونهضة ونماء بلداسمه السودان حباه الله بموارد طبيعية يصعب تحديدها .. أليس بينكم رجلا رشيد ..

عواطف عبداللطيف

Awatifderar1@gmail.com

 

آراء