محمود محمد طه بين الفكر وشراح المتون
زين العابدين صالح عبد الرحمن
19 June, 2023
19 June, 2023
أكتب مقالا استثنائيا خارج دائرة السياسة ذات المفهوم السوداني الذي لا يضع أهمية لقضية الفلسفة و الفكر، باعتبار كليهما يتطلبان إمكانيات و قدرات و استعداد عقلي و وجداني في نفس الوقت فالنخب السياسية لا تعطيهما أهمية، الأمر الذي جرد السياسة في السودان من قضية الاستنارة و الجدل الفكري و أكتفت النخبة بالشعارات و الهتافات و و حالات الاصطفاف، و رغم أن السياسة في السودان لا تحتاج إلي الكم المعرفي و لا تنتج ثقافة ديمقراطية، و لا أدب سياسي يهزبها و يجردها من العنف الفظي، إلا أن حالة الاستقطاب فيها خاصة وسط المثقفين كبيرة مع ضد رغم أن السياسة جوهرها هي مصالح متحركة باستمرار و متغير حسب هذه المصالح. في هذا الأجواء الغاتمة. لكن أيضا تجد هناك متفردات.
في عقد السبعينيات أثناء حكم الرئيس نميري و قبل تدهور الجنيه السوداني كانت هناك حالة اقتصادية مستقرة بعض الشيء، و كانت الطبقة الوسطى ماتزال فيها نبض، لذلك كانت الدولة تمنحنا كطلبة (أبونيهات لركوب بص الحكومة) و كان هناك نوعين من الأبونيهات الأول 25 قرشا خط واحد مثلا أركب من المزاد بحري إلي الخرطوم فقط و لا استخدم بص الضواحي الذي يذهب من الخرطو غلي بحري و أخر 45 قرشا تركب به كل خطوط المواصلات، و كنا نحصل على ابوني 45 قرشا للمدرسة و يوم الخميس نذهب لسينما الوطنية غرب التي شاهدنا فيها أجمل الأفلام ( السرعة القاتلة و رقص مع الذئاب و Z و ضيف على العشاء ...الخ) و كلوزيوم و أيضا الوطنية أم دررمان. في حالة الرجوع من المدرسة نعرج على شارع الجمهورية و نلتقي بمجموعات الجمهوريين نعرفهم من لباس نسائهم (الثوب الأبيض) كانوا يحاورون الناس بساعات طويلة، و هم يحملون كتب المفكر محمود محمد طه، لا يملون و لا تظهر عليهم علامات الغضب إذا طرحت عليهم الأسئلة الجارحة التي تكون خارج سياقات الحوار، بل كانوا يحاولون التعاطي معها ببرود شديد و حكمة تبين اتساع الصدر و ثقل للمعرفة و استيعاب للمشروع الذي يقدمونه للناس. كانوا يعتمدون على الحوار و خاصة مع الذين يختلفون معهم الرأي. كانوا بالفعل يحاولون أن يقدم ثقافة جديدة تؤسس على وعي جديد يحاول أن يتغلب على الإرث الثقافي التقليدي، كانوا يعتقدون أن تقدم السودان في مجالات التعليم و التنمية و العدل يحتاج إلي فلسفة جديدة و كان الأستاذ محمود عائش راقب و يتابع و ينظر فلسفيا و يقدم رؤيته في مجال العبادة و الدين. و رحل الأستاذ بسبب الدكتاتورية و التطرف الديني، و تغيرت إستراتيجية المجموعة.
أطلق تلاميذ محمود محمد طه عليه أسم الأستاذ باعتباره مدرسة جديدة في تناول القضايا خاصة في السودان، و كان بالفعل يعد مفكرا لأنه اعتمد على الفكر كأداة للتغيير، بالإضافة إلي تقديم أسئلة عديدة لكي يغير بها طريقة التفكير في المجتمع. لكن غيابه جعل مريديه أو تلامذته بدلا أن يجعلوا إنتاج أستاذهم الفلسفي و الفكري مرجعية لهم ينطلقوا منها و يواصلوا المسيرة باستخدام ذات الأداة مواصلة للإنتاج الفكري و الفلسفي لمعالجة العديد من القضايا الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية، و تكون الحكمة قاعدة الانطلاق كما كانت في عهد الأستاذ، و لا يدخلون في المساجلات التي لا تقدم ثقافة و معرفة، لكنهم أرادوا فقط أن يجعل أفكار الأستاذ (ضريحا يلهمهم الصلاح) و إصبحوا هم فقط شراح للمتون، توقف الفكر و توقفت الفلسفة تماما برحيل الأستاذ، و حتى ذلك الحوار الذي كان أهم أداة لعملية الوعي و يكتسبون منه حب الناس بسبب صبرهم و جزالة لغتهم و عدم الانحراف للمناكفات غاب تماما.
قرأت جريدة سودانيل مقالا للأستاذ طاهر عمر بعنوان (السودان و نخبه و الأستاذ محمود محمد طه و ديفيد هيوم) المقال يؤكد أن الساحة السياسية السودانية خالية من الفكر و الفلسفة بكل تياراتها يمينا و يسارا و ربما هذا كان سبببا في حالات الفشل في السودان حقيقة المقال جدير بالقراءة. يذكر في المقال الأستاذ محمود محمد طه و جاء ذكره للأسف في أخر المقال دون أن يسترسل فيه أو يعكس مصير هذه المعرفة بعد رحيل الأستاذ يقول "و نجد في فكر الاستاذ محمود محمد طه كثير من الفكر الذي يشبه فكر ديفيد هيوم حيث يصبح العقل عبد للحواس عندما يتحدث عن تطابق الفكر و الشعور و بفكر الاستاذ محمود كاد المجتمع السوداني أن ينهض من سباته الدوغمائي العميق كما نهض عمانويل كانط بسبب فكر ديفيد هيوم إلا أن نخب السودان قد فرّطت في فكر الاستاذ بسبب سيطرة فكر الهوس الديني الذي يدافع و يؤبد ثقافة عربية اسلامية تقليدية.
حاول الاستاذ محمود محمد طه محاولات عباقرة الرجال لكي ينتصر للانسان و الانسانية و هنا نجده يشترك مع ديفيد هيوم و سبينوزا في فكرهم الذي يندر وجوده في المكتبة السودانية. علاقة فكر الاستاذ محمود محمد طه بفكر ديفيد هيوم تحتاج لبحث منفصل و يعتبر مدخل لفكر يمجد الانسان في حدود عقله البشري و هذا ما يجعلنا نفرح بأننا مهما إنخفضت قامة النخب السودانية إلا أن فكر الاستاذ محمود محمد طه سيكون ذات يوم قداحة لشعلة التنوير في سوداننا و بالتالي فكر الاستاذ و إلتقاءه مع فكر ديفيد هيوم يهدّي من روعنا و يجعلنا في أنتظار الجميل الآتي من المستقبل. و ديفيد هيوم هو انجليزي من أصل اسكوتلندي و مؤرخ ثم اشتغل بالفلسفة و هو أبو التجريبية و كان متأثرا بعدد من الفلاسفة في بداية حياته أخذ منهم و طور فلسفته العقلانية. و الأستاذ كما يقول كاتب تأثر بفلسفة هيوم لكن أيضا طورها من خلال الواقع الذي يعيش فيه باعتبار أن الواقع هو ملهم الأفكار. لكن نجد تراجع كبير بعد رحيل الأستاذ حيث أصبح كل المنتمين للحزب الجمهوري يكررون مقولا الأستاذ رغم أن الواقع متغير باستمرار و مادام الواقع متغير أيضا الثقافة في المجتمع متغيرة.
في أوائل التسعينات التقيت بإثنين في القاهرة الدكتور عبد الله أحمد النعيم الذي قرأت له كتاب (عن التشريعات الدستورية) و تابعت اللقاءات التي أجريت معه حول القانون و التشريعات و رؤيته في قضية ( الشريعة) خاصة أنه داعي للعلمانية قال فيها "يجمع مشروع «مستقبل الشريعة» عدة مواضيع كنت تناولتها في بحوثي الأكاديمية وفي دعوتي إلى إحداث تغيير اجتماعي. لقد تطور تفكيري في هذه المسائل منذ فترة دراستي في القانون، في ستينيات القرن الماضي. وفي ما يتعلق بالمسار الإصلاحي للإسلام والدراسات الإسلامية، فقد توصلت إلى التوفيق بين التزامي بالدفاع عن مفهوم الدولة العلمانية من منظور إسلامي، مثلما قمت به قبل ذلك فيما يخص الدفاع عن حقوق الإنسان، وبين عقيدتي الدينية." و استفاد الدكتور النعيم من فكر الأستاذ و قدم من خلاله رؤيته في المجال التشريعي و الدستوري، لكن القضية لم تجد لها طريقا كمادة حوارية في المنابر المختلفة داخل السودان. و أيضا حاول الدكتور عبد الله الفكي البشير سمعت عدد من ندواته الفكرية التي يحاول من خلالها تقديم نقد فكري للاوضاع السياسية و الثقافية باعتبارها موروثات فقدت قدرتها على تقديم حلول للقضايا السودانية لأنها لم تؤسس على مناهج صحيحة. و يتناول قضايا الدين من خلال رؤية الأستاذ محمود لكنه لم يبرز الجديدة في العملية الفكرية التي تتماشى مع المتغيرات في المجتمع. و هي قضايا تحتاج لندوات مفتوحة ليس في القاعات المغلقة و لكن كما كان هؤلاء جميعا في بداية طريقهم الفكري يجوبون شوارع الخرطوم و يتصيدون الناس لفتح حوارات. كان لهم صدور تسع كل مساحة السودان و عقول مفتوحة و لا ينفعلون في الحوار و تقديم ارائهم كما يفعل صديقنا الدكتور عمر القراي الانفعال دائما يضيع الموضوعية في الحوار. هل يستطيع أن ينهض الجمهوريون على ذات التجربة السابقة و ينتشرون بين بثيابهم البيضاء أم يفضلون الطواف فقط على ضريح الأستاذ الفكري و ينشدون في مجالس الخاصة و يفضلون تقديم رؤاهم في القاعات المغلقة.
zainsalih@hotmail.com
في عقد السبعينيات أثناء حكم الرئيس نميري و قبل تدهور الجنيه السوداني كانت هناك حالة اقتصادية مستقرة بعض الشيء، و كانت الطبقة الوسطى ماتزال فيها نبض، لذلك كانت الدولة تمنحنا كطلبة (أبونيهات لركوب بص الحكومة) و كان هناك نوعين من الأبونيهات الأول 25 قرشا خط واحد مثلا أركب من المزاد بحري إلي الخرطوم فقط و لا استخدم بص الضواحي الذي يذهب من الخرطو غلي بحري و أخر 45 قرشا تركب به كل خطوط المواصلات، و كنا نحصل على ابوني 45 قرشا للمدرسة و يوم الخميس نذهب لسينما الوطنية غرب التي شاهدنا فيها أجمل الأفلام ( السرعة القاتلة و رقص مع الذئاب و Z و ضيف على العشاء ...الخ) و كلوزيوم و أيضا الوطنية أم دررمان. في حالة الرجوع من المدرسة نعرج على شارع الجمهورية و نلتقي بمجموعات الجمهوريين نعرفهم من لباس نسائهم (الثوب الأبيض) كانوا يحاورون الناس بساعات طويلة، و هم يحملون كتب المفكر محمود محمد طه، لا يملون و لا تظهر عليهم علامات الغضب إذا طرحت عليهم الأسئلة الجارحة التي تكون خارج سياقات الحوار، بل كانوا يحاولون التعاطي معها ببرود شديد و حكمة تبين اتساع الصدر و ثقل للمعرفة و استيعاب للمشروع الذي يقدمونه للناس. كانوا يعتمدون على الحوار و خاصة مع الذين يختلفون معهم الرأي. كانوا بالفعل يحاولون أن يقدم ثقافة جديدة تؤسس على وعي جديد يحاول أن يتغلب على الإرث الثقافي التقليدي، كانوا يعتقدون أن تقدم السودان في مجالات التعليم و التنمية و العدل يحتاج إلي فلسفة جديدة و كان الأستاذ محمود عائش راقب و يتابع و ينظر فلسفيا و يقدم رؤيته في مجال العبادة و الدين. و رحل الأستاذ بسبب الدكتاتورية و التطرف الديني، و تغيرت إستراتيجية المجموعة.
أطلق تلاميذ محمود محمد طه عليه أسم الأستاذ باعتباره مدرسة جديدة في تناول القضايا خاصة في السودان، و كان بالفعل يعد مفكرا لأنه اعتمد على الفكر كأداة للتغيير، بالإضافة إلي تقديم أسئلة عديدة لكي يغير بها طريقة التفكير في المجتمع. لكن غيابه جعل مريديه أو تلامذته بدلا أن يجعلوا إنتاج أستاذهم الفلسفي و الفكري مرجعية لهم ينطلقوا منها و يواصلوا المسيرة باستخدام ذات الأداة مواصلة للإنتاج الفكري و الفلسفي لمعالجة العديد من القضايا الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية و الثقافية، و تكون الحكمة قاعدة الانطلاق كما كانت في عهد الأستاذ، و لا يدخلون في المساجلات التي لا تقدم ثقافة و معرفة، لكنهم أرادوا فقط أن يجعل أفكار الأستاذ (ضريحا يلهمهم الصلاح) و إصبحوا هم فقط شراح للمتون، توقف الفكر و توقفت الفلسفة تماما برحيل الأستاذ، و حتى ذلك الحوار الذي كان أهم أداة لعملية الوعي و يكتسبون منه حب الناس بسبب صبرهم و جزالة لغتهم و عدم الانحراف للمناكفات غاب تماما.
قرأت جريدة سودانيل مقالا للأستاذ طاهر عمر بعنوان (السودان و نخبه و الأستاذ محمود محمد طه و ديفيد هيوم) المقال يؤكد أن الساحة السياسية السودانية خالية من الفكر و الفلسفة بكل تياراتها يمينا و يسارا و ربما هذا كان سبببا في حالات الفشل في السودان حقيقة المقال جدير بالقراءة. يذكر في المقال الأستاذ محمود محمد طه و جاء ذكره للأسف في أخر المقال دون أن يسترسل فيه أو يعكس مصير هذه المعرفة بعد رحيل الأستاذ يقول "و نجد في فكر الاستاذ محمود محمد طه كثير من الفكر الذي يشبه فكر ديفيد هيوم حيث يصبح العقل عبد للحواس عندما يتحدث عن تطابق الفكر و الشعور و بفكر الاستاذ محمود كاد المجتمع السوداني أن ينهض من سباته الدوغمائي العميق كما نهض عمانويل كانط بسبب فكر ديفيد هيوم إلا أن نخب السودان قد فرّطت في فكر الاستاذ بسبب سيطرة فكر الهوس الديني الذي يدافع و يؤبد ثقافة عربية اسلامية تقليدية.
حاول الاستاذ محمود محمد طه محاولات عباقرة الرجال لكي ينتصر للانسان و الانسانية و هنا نجده يشترك مع ديفيد هيوم و سبينوزا في فكرهم الذي يندر وجوده في المكتبة السودانية. علاقة فكر الاستاذ محمود محمد طه بفكر ديفيد هيوم تحتاج لبحث منفصل و يعتبر مدخل لفكر يمجد الانسان في حدود عقله البشري و هذا ما يجعلنا نفرح بأننا مهما إنخفضت قامة النخب السودانية إلا أن فكر الاستاذ محمود محمد طه سيكون ذات يوم قداحة لشعلة التنوير في سوداننا و بالتالي فكر الاستاذ و إلتقاءه مع فكر ديفيد هيوم يهدّي من روعنا و يجعلنا في أنتظار الجميل الآتي من المستقبل. و ديفيد هيوم هو انجليزي من أصل اسكوتلندي و مؤرخ ثم اشتغل بالفلسفة و هو أبو التجريبية و كان متأثرا بعدد من الفلاسفة في بداية حياته أخذ منهم و طور فلسفته العقلانية. و الأستاذ كما يقول كاتب تأثر بفلسفة هيوم لكن أيضا طورها من خلال الواقع الذي يعيش فيه باعتبار أن الواقع هو ملهم الأفكار. لكن نجد تراجع كبير بعد رحيل الأستاذ حيث أصبح كل المنتمين للحزب الجمهوري يكررون مقولا الأستاذ رغم أن الواقع متغير باستمرار و مادام الواقع متغير أيضا الثقافة في المجتمع متغيرة.
في أوائل التسعينات التقيت بإثنين في القاهرة الدكتور عبد الله أحمد النعيم الذي قرأت له كتاب (عن التشريعات الدستورية) و تابعت اللقاءات التي أجريت معه حول القانون و التشريعات و رؤيته في قضية ( الشريعة) خاصة أنه داعي للعلمانية قال فيها "يجمع مشروع «مستقبل الشريعة» عدة مواضيع كنت تناولتها في بحوثي الأكاديمية وفي دعوتي إلى إحداث تغيير اجتماعي. لقد تطور تفكيري في هذه المسائل منذ فترة دراستي في القانون، في ستينيات القرن الماضي. وفي ما يتعلق بالمسار الإصلاحي للإسلام والدراسات الإسلامية، فقد توصلت إلى التوفيق بين التزامي بالدفاع عن مفهوم الدولة العلمانية من منظور إسلامي، مثلما قمت به قبل ذلك فيما يخص الدفاع عن حقوق الإنسان، وبين عقيدتي الدينية." و استفاد الدكتور النعيم من فكر الأستاذ و قدم من خلاله رؤيته في المجال التشريعي و الدستوري، لكن القضية لم تجد لها طريقا كمادة حوارية في المنابر المختلفة داخل السودان. و أيضا حاول الدكتور عبد الله الفكي البشير سمعت عدد من ندواته الفكرية التي يحاول من خلالها تقديم نقد فكري للاوضاع السياسية و الثقافية باعتبارها موروثات فقدت قدرتها على تقديم حلول للقضايا السودانية لأنها لم تؤسس على مناهج صحيحة. و يتناول قضايا الدين من خلال رؤية الأستاذ محمود لكنه لم يبرز الجديدة في العملية الفكرية التي تتماشى مع المتغيرات في المجتمع. و هي قضايا تحتاج لندوات مفتوحة ليس في القاعات المغلقة و لكن كما كان هؤلاء جميعا في بداية طريقهم الفكري يجوبون شوارع الخرطوم و يتصيدون الناس لفتح حوارات. كان لهم صدور تسع كل مساحة السودان و عقول مفتوحة و لا ينفعلون في الحوار و تقديم ارائهم كما يفعل صديقنا الدكتور عمر القراي الانفعال دائما يضيع الموضوعية في الحوار. هل يستطيع أن ينهض الجمهوريون على ذات التجربة السابقة و ينتشرون بين بثيابهم البيضاء أم يفضلون الطواف فقط على ضريح الأستاذ الفكري و ينشدون في مجالس الخاصة و يفضلون تقديم رؤاهم في القاعات المغلقة.
zainsalih@hotmail.com