مرايا محمد علي الجزولي … العدالة والانتخابات !!

 


 

 

خاطب محمد علي الجزولي أتباعه عقب الإفراج عنه بحكم البراءة من تهم الاٍرهاب والتآمر علي الدولة مستهلآ خطابه بالإشادة بالعدالة والقضاء السوداني ، وأن إطلاق سراحه كان نتيجة لحكم قانوني وليس سياسيا !
وهنا نتساءل أي عدالة ونزاهة للقضاء الذي يشيد بمآثره الجزولي ، ذلك القضاء الذي يحتفظ الان بخصومه الذين يرزحون في الزنازين دون محاكمات وتوجيه اتهامات واضحة ، وهو قد ذكر بالاسم وجدي صالح متهما إياه باختطاف القضاء في تلك المعارك بين هيئة الدفاع والنائب العام والنيابة .
وقد ذكر متباهياً بقوله (نحن دعاة عدالة).
فإذا كان كما يدعي أنهم دعاة عدالة وهو يتغني بعدالة القضاء السوداني الذي برأه، فكيف يري هذا الاقتباس من تصريح صحفي لتجمع المهندسين السودانيين بتاريخ 11 أبريل 2022،
(إلتقي الأستاذان محمد حسن عربي وعثمان أبو راس أبطالنا المعتقلين بأمر السلطة الانقلابية الغاشمة ، الأستاذ محمد الفكي ، المهندس خالدعمر ،الأستاذ بابكر فيصل ،والأستاذ وجدي صالح وذلك إبان زيارتهم لسجن سوبا ظهر يوم الأحد 10 ابريل 2022م ................أكد الأستاذان عربي وأبوراس أن ظروف إعتقال أبطالنا التعسفي منافية لحقوق الانسان ، ومفتقرة لابسط مقومات الحياة في زنازين يقطع عنها إمداد الكهرباء لأكثر من اربع عشرة ساعة في اليوم ، وفي درجات حرارة عالية تتجاوز الأربعين درجة مئوية في شهر رمضان المبارك ،مع العزلة التامة عن متابعة أخبار الحراك الجماهيري الهادر بالحرمان من أجهزة التلفزيون والراديو وأي وسيلة أخري وفق إفادات المعتقلين الشرفاء، كما أن مستشفى السجن يفتقر لابسط الأجهزة والمقومات الصحية مثل جهاز قياس ضغط الدم وبخاخات الربو وغيرهما ، في مخالفة صريحة لقانون السجون ......)
يبدو أن داعية تيار العدالة والقانون لا يري (العدالة ) الا من خلال ذاته الطليقة ، ويمضي في تناقضاته قائلا (وجود سلطات مستقلة خير لنا ولكم من لوثة التسييس ) وهو العائد لتوه من معتقل (خمسة نجوم ).
العدل الذي تتغني بمآثره يشهد سقوط المتظاهرين السلميين منذ الانقلاب المشؤوم ، ولا يحرك ساكنا ، ويري البطش والتنكيل بالشرفاء ويغمض عينيه ، ويستمع الي نشرات المفقودين الذين تعج بهم وسائل الإعلام ولا يحرك ساكنا ، إنه ذلك العدل الذي أطلق سراح الفاسدين والوالغين في المال العام بذات المراسيم العدلية التي أطلقت سراحك ، الموت والعنف وعصابات النهب التي تعم البلاد من أقصاها الي آقصاها كل ذلك يجري تحت مظلة عدالتك التي تتغني بها .لقد كان الجزولي أقصر قامة من الفيلسوف الفرنسي فولتير في مواجهة خصومه الفكريين بقوله (قد لا أتفق معك في الرأي ،لكني علي أستعداد للتضحية بحياتي في سبيل حريتك للتعبير عن رأيك)رغم تغنيه بقيم وفضائل المجتمع ذكر الجزولي فيما ذكر أن هناك (مرايا) تحكم توجه تياره الإسلامي وتحكم بوصلته مع الاخر ،وبالتأمل في أركان مشروعه تتبدي تلك الشخصية (النرجسية) والتي تطابق تماما شخصية نركسوس والذي كان عاشقا لنفسه لحد الموت كما جاء في الأسطورة اليونانية.
فذلك التيار لا يري السودان والآخر الا من خلال ذلك (الثقب ) الذي ينفتح علي فضاء الماضي ولا يعير الحاضر اهتماما ، يتجسد ذلك في إزدراء كل إنجازات البشرية ورحلتها من أجل تكيف الانسان مع واقعه المستجد .وإستحداث أنظمة حكم تستجيب لتعقيدات الحاضر وليس انكفاءٓ علي ماضوية تؤسس لحكم الفرد وإجتهاداته التي تلغي حق الآخر وأهليته للقيادة .
أوضح السيد الجزولي أنه يمتلك مشروعا يهدف لانتخابات حرة ونزيهة،إنه ذات الزيف والتناقض الذي يعري فكرته الأساسية وهو في ذات الوقت ينصب نفسه حارسا لقيم وأخلاق المجتمع ،فكيف سيواجه ذلك المجتمع إذا أفرزت تلك الانتخابات النزيهة التي يسعي لها حسب وصاياه أفرزت واقعا مغايرا وبرنامجا ديمقراطيا يحتكم للإنسان وتطلعاته وفق ذلك التاريخ المتحرك وضد تلك الذهنية الماضوية المتكلسة .
ولم ينس مؤسس (الفكر الداعشي ) دولة السودان أن يعلنها صراحة عن مواجهته للمشاريع المضادة لمشروعه والذي يدعو لها بقوله (نحن سنخاصمه وندفع ضريبة موقفنا إعتقالا أو إغتيالا) ،وهو يلوح هنا بتلك المواقف الانتحارية المتفجرة دون مواربة ،تلك المواقف التي تسير عكس عقارب ساعة التاريخ رغم تلك المحاولات البائسة بالاختباء خلف شعار الانتخابات الحرة النزيهة .

‏‫‬‬‬
musahak@hotmail.com

 

آراء