مربع 50 أركويت … سيدي والي الخرطوم !!

 


 

 



مربع 50 أركويت، حيث الهدوء والبركة في زاوية الصلاة القريبة من منزل الأخ العزيز (سراج الحلفاوي)، حيث تتمتع هذه المنطقة بمناعة ذاتية ضد الفقر، وضد البخل أيضا، فمن كان ميسور الحال يتبرع بمواد تموينية للمجموعة المعنية بتوزيعها حيث يشترط سراج أن يكون التبرع عيني ولا يقبل "بنكنوت"، ويتم تجميع الدقيق والزيت والمواد الغذائية في الزاوية ويقوم الشباب المتميز بالمسئولية كاملة، ويقوم الكبار بمراجعة قائمة المستحقين من 160 شخصا أولا بأول، وفيها الأكثر عوزا وفقرا، والأقل وهكذا..!

صليت التراويح في رمضان خلف الأمام عبد اللطيف واستمتعت جدا بتلاوته الندية ومخارج حروفه الواضحة، ورأيت بعضا من المواد التموينية فظننت أنها بمناسبة الرمضان وأن التوزيع موسمي، ولكن تم تصحيحي أنها سنة خاصة بالمنطقة في مربع 50 في رمضان وغيره تحت قيادة العم سراج وأعيان الحي وركائزه الذين التقيت بعضهم عقب التراويح.

علاقتي بالمنطقة قديمة حيث سكنت في الطائف لفترة وكانت الشوارع والأسواق الأساسية للتسوق هنا، بل لم يكن في الثمانينات والتسعينات سوق سوى سوق الخيمة أركويت.

كتبت من قبل عن شارع عبيد ختم، والمصرف أو الجدول المغلق وجاءني رد مزعج للغاية، أن هذا المصرف الكبير "إتحادي"، والمصارف الفرعية أو "الخيران" ولائية، ولذلك فإن المحلية ملزمة بصيانة وتجهيز الخيران الفرعية وغير ملزمة بالمصرف الكبير، وعليه فإننا في كل مرة سنظل نسمع العبارة المكررة، اكتملت الإستعدادات لفصل الخريف ... وفي الحقيقة تم حفر الخيران التي ستذهب بالمياه والطمي إلى مصرف مقفول ..!

ربما نحتاج إلى توضيح أكبر لهذه الغلوطية، فالمصدر الذي تحدث معي ربما يقصد أن المصرف ولائي والخيران "محلية" بدلا من إتحادي وولائي لأنه لا توجد مصارف إتحادية والله أعلم ..!

المهم أن المحلية حسب هذه الإفادة غير مسئولة من "إكمال الإستعدادات"، والمسئولية في عنق الولاية، وحتى يأتينا الخبر اليقين فإننا سنظل نؤكد أن الإستعدادات لم ولن تكتمل طالما المسئولية مممزقة بين المركز والولاية والمحلية وكل جهة تستطيع في التخلص من المسئولية وترميها في الأخرى ..!

سيدي والي الخرطوم الفريق ركن عبد الرحيم محمد حسين، هذه المنطقة التي رأيت فيها من التكافل الإجتماعي والطيبة والسخاء .... تستحق إهتماما أكثر ..!

هذا الشارع عبيد ختم، الذي تخرج منه جبايات ضخمة لصالح الولاية والمحلية والمركز له حق علي الدولة ... لا يمكن أن يدعمها ويمولها بالمال بإعتباره أحد أهم الشوارع التجارية الكبرى في العاصمة ونأتي بعد ذلك ليقال لنا الموضوع مجهول النسب ... ولائي أو محلي لا نعلم ..!

أرى "حركات غريبة" ... ولكنها مكررة ومملة .... مجموعة من العمال يأخذون أنقاضا من قعر الجدول الكبير ويرمونها خارجه ... مع أول "مطرة" تتدحرج هذه الأنقاض إلى قعر الجدول مرة أخرى ... هذا مجرد عبث ولعب بالعقول .... هذا ليست تجهيز للجدول ..!

ستردد الولاية بعد هذا العبث ... اكتملت الإستعدادات لفصل الخريف ... ويكون الوالي قد جائته التقارير "كله تمام"، وتم تجهيز المصرف الكبير وفي حقيقة الأمر ... لم يتم أي شيء ولم تكتمل أي إستعدادات ..!

قبل أن نفترق إنني أدعو الوالي لتسجيل زيارة رمضانية للزاوية وللعم سراج في منزله ... وللعديد من الأعيان في الكثير من المناطق ... لأنهم يعرفون المشاكل وسيطلعونك على الحقائق المذهلة ..!

makkimag@gmail.com

 

آراء