مسيحيون في أوساط المسلمين (2) .. عرض وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
مسيحيون في أوساط المسلمين: الجمعية الكنسية التبشيرية في السودان الشمالي (2)
Christians among Muslims: The church missionary society in the northern Sudan
هيزر شاركي Heather Sharkey
عرض وتلخيص: بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذا هو الجزء الثاني والأخير من عرض وتلخيص موجز لمقال للدكتورة الأميريكية هيزر شاركي الأستاذة المتخصصة في تاريخ ولغات وحضارات الشرق الأوسط والأدنى في جامعة بنسلفانيا نشر في العدد رقم 43 من "مجلة التاريخ الأفريقي" التي تصدرها دار نشر كيمبردج في عام 2002م.. للكاتبة عدة كتب ومقالات عن السودان ومصر منها كتاب "العيش مع الاستعمار: الوطنية والثقافة في السودان الإنجليزي المصري"، وكتاب "الإنجيليون الأمريكيون في مصر" و"الهوية والمجتمع في الشرق الأوسط المعاصر" و"تاريخ الصحافة العربية في السودان". كنت قد عرضت لعدد من كتابات الدكتورة شاركي في مقالات سابقة.
أتقدم بالشكر للدكتورة شاركي لإرسالها لي المقال.
****** ****** ****** *******
سمحت الحكومة – بعد تمنع- لمدرسة الجمعية الكنسية التبشيرية بتدريس التلاميذ المسلمين مادة "الدين" شريطة أن يحصل ناظر المدرسة منذ البداية على تصريح كامل وصريح من ولي أمر التلميذ، بغض النظر عن جنسيته وعرقه ودينه. وكان ذلك الشرط عائقا للجمعية ومصدر إحباط شديد لها، فتدريس مادة "الدين" ظل يشكل لتلك المدرسة منذ إنشائها معضلة محيرة. في البدء تقبل أولياء أمور التلاميذ السودانيين قيام أبنائهم بصلوات عامة وحصص عن "الدين"، بيد أنهم رفضوا أن تقدم لهم دروسا عن المسيحية – تحديدا- في حصص الدين تلك، خاصة في أمور مثل ألوهية يسوع. وكحل وسط قامت المدرسة بتدريس "العهد القديم " للتلاميذ ولكنها جعلت حضور الحصص التي يدرس فيها "العهد الجديد" اختياريا للطلاب ] "العهد القديم “Old Testament هوالجزء الأكبر من الكتاب المقدس ويحتوي على جميع كتب اليهود بما فيها التوراة (الكتب الخمسة الأول) و"العهد الجديد Old Testament " هو الجزء الثاني من الكتاب المقدس لدى المسيحيين، ويحتوي على 27 سفراً وهي الأناجيل الأربعة:إنجيل متى، وإنجيل مرقس، وإنجيل لوقا، وإنجيل يوحنا، بالإضافة إلى أعمال الرسل وأربعة عشر رسالة لبولس وسبع رسائل لرسل وتلاميذ آخرين وسفر الرؤيا[. رغم ذلك لم تستطع بعض المعلمات من الراهبات مقاومة اغراء دس بعض ما هو متعلق بـ "العهد الجديد" من تراتيب وصلوات في مقرر "الدين". بل لقد حدث في عام 1912م أن تم تدريس التلميذات المسلمات في المدرسة الجمعية بأتبرا - وبصورة سرية- التعاليم المسيحية ومن ضمنها ألوهية يسوع. قامت الجمعية بعمل تحقيق في المسألة، وأمرت بعدم تكرارها، رغم أنها أشارت إلى أن أحدا من الآباء لم يحتج (أو يلحظ) ذلك! كان الآباء في حالات نادرة يكتشفون أن بناتهم يدرسن المسيحية في حصص "الدين"، ويقومون عنئذ بسحب بناتهم، وقد حدث هذا في عامي 1903م و1916م.
في عام 1926م قام المسلمون بإحتجاجات ضخمة ضد كل المدارس التبشيرية المختلفة بالسودان (دون تفريق بينها) لما يسمعونه من قصص عن تدريس التلاميذ المسلمين لتعاليم المسيحية في حصص "الدين"، فقلت أعداد التلاميذ المسجلين بتلك المدارس، خاصة في أمدرمان، وقام الوطنيون من قادة المتعلمين والأثرياء بحملة مظاهرات أيدتها بعض الصحف السودانية لإنشاء مدارس "أهلية" تلبي رغبات وطموحات آباء التلاميذ السودانيين لنيل تعليم عصري يراعي معتقدهم الديني. كان من بعض قادة تلك المظاهرات بحسب رواية محمود أبو العزائم في كتابه "كنت قريبا منهم" الضابط عبد الله خليل (ورئيس الوزراء فيما بعد بين يوليو 1956م - نوفمبر 1958م).
كان هدف الجمعية الكنسية التبشيرية من إنشاء المدارس والعيادات والمستشفيات هو أن تغدو تلك المنشآت مركزا للتبشير بالمسيحية، بيد أنه وكما ذكرنا آنفا فإن القيود التي وضعتها الحكومة على تنصير المسلمين، وأهم من ذلك، نفور المواطنيين المسلمين من الارتداد عن دينهم حالتا بين تلك الجمعية وما تشتهي، وجعلت من مهمة التنصير مهمة شبه مستحيلة. رغم ذلك لم تخل تلك الكنائس والمدارس أبدا من بعض المسلمين الذين كانوا يشهدون تلك الدروس المسيحية بدافع الفضول أو الرغبة في المعرفة أو الاستفسار عن بعض الأمور. لم تثن عزائم القائمين على أمر الجمعية الكنسية التبشيرية فشلها الذريع في تنصير السكان في شمال السودان، فواصلت جهودها في فتح المدارس والعيادات، فأفتتحت (تحت شعار: تدريب "أمهات وزوجات أفضل") مدرسة ثانية للبنات في أمدرمان عام 1905م وأخريتين في أتبرا ووادمدني في عامي 1908م و1912م، على التوالي. تم قفل نشاط مدرسة الخرطوم وقررت الجمعية أن تجعل أمدرمان (عاصمة دولة المهدية الدينية) مركزا لنشاطها فأقامت فيها مستشفيا في عام 1912م، توسع في عشرينيات القرن الماضي ليضم أقساما لرعاية المجذومين والعمي والمعدمين. أفتتحت الجمعية كذلك مدرستين في الموردة وأب روف، وأقامت كذلك عيادة للطفولة والأمومة في أب روف في عام 1926م، وأسست أيضا داخلية لسكن البنات اللواتي ليس لهن عائل في أمدرمان، استقبلت عشرين من المسترقات اللواتي تم تحريرهن في راجا بجنوب السودان. وفي الثلاثينيات من القرن الماضي أنشأت الجمعية كذلك مدرسة للتمريض كانت تستقبل خريجات مدارسها، وبذا تكاملت خدمات الجمعية التعليمية والطبية.
لا شك في أن مجهودات وإنجازات تلك الجمعية – بغض النظر عن الهدف النهائي منها- قد عبدت الطريق لجعل تعليم البنات مقبول إجتماعيا، ووضعت اللبنات الأولى لكل تقدم في هذا المجال. بيد أن الجمعية لم تكن تتوقع – بالطبع- أن تثمر مجهوداتها في أوساط البنات والنساء عن تنصرهن، وكما كتب أحد القساوسة فإن "البنت المسلمة كي تتنصر ينبغي عليها أولا استئذان والدها، وهو لن يوافق بالطبع!" لا عجب إذن إن علمنا إن كل من نجحت الجمعية في تنصيرهم في أفريقيا وآسيا كانوا في الغالب الأعم من الذكور (تطرق حسن نجيلة في "معالم من المجتمع السوداني" لقصة تنصير ست فيث Sitt Faith وهي فتاة إثيوبية كانت مسيحية ثم أسترقت، ولوصول الأمر للقضاء حيث حكم قاضيان سودانيا بجواز أن تتنصر تلك الفتاة إن أرادت).
تطرقت الكاتبة لاستخدام القساوسة في الجمعية الكنسية التبشيرية الحروف اللاتينية لكتابة اللغة العربية الدارجة، وكيف أنه لا توجد دراسات أو أبحاث توثق لتاريخ ذلك الضرب من الكتابة في السودان، رغم أن هنالك الكثير مما كتب عنها في أدبيات المبشرين المسيحيين مثل الأبحاث التي أجريت على لغة الهوسا المكتوبة بالحروف اللاتينية. بيد أن الكاتبة تناولت وثائق تثبت أن تلك اللغة العربية الدارجة المرسومة بحروف لاتينية كانت قد استخدمت فعلا في السودان، فأوردت تلك الرسائل التي كتبتها القابلة السودانية المسلمة "كتيرة عبد الله" في عام 1935م إلى أستاذتها في بريطانيا ميبل وولف مديرة مدرسة تدريب القابلات بأمدرمان عن أخبار "عيادة ما قبل الولادة" والعاملين بها. كان المبشرون البريطانيون يستخدمون تلك اللغة العربية الدارجة المرسومة بحروف لاتينية لسببين اثنين: السبب الأول (والأهم) هو أنهم لم يكونوا يعرفون غيرها، فهم لم يدرسوا العربية الفصيحة، بل كان على دراية (متوسطة؟) فقط بما يسمعونه من عربية دارجة من أفواه المتحدثين بها. والسبب الثاني هو إيمانهم بأن قراءة الإنجيل بلغة المرء الدراجة أيسر له /لها من أي لغة فصيحة. يجب تذكر أنه لم تتوفر لتلميذات الجمعية الكنسية التبشيرية في السودان الشمالي أي كتب مدرسية باللغة الدارجة مكتوبة بالحروف اللاتينية، بيد أن هذا لم يكن بالأمر المستغرب، ففي تلك السنوات كان هذا هو الحال في كل مدارس السودان الحكومية لعدم وجود مطابع ودور نشر عربية، ولم يلق أمر استخدام اللغة الدارجة بالحروف اللاتينة أي دعم رسمي من الحكومة بعكس ما حدث في شمال نيجيريا مثلا حيث وجد مشروع كتابة لغة الهوسا بالحروف اللاتينية الذي تبنته الكنيسة دعم السلطات البريطانية الرسمية.
انتبه أحد القساوسة في الجمعية التبشيرية الكنسية (واسمه س. موريسون) لعدم جدوى كتابة العربية الدارجة بالحروف اللاتينية فكتب في عام 1931م حاضا الجمعية على طباعة كتب الأدب العربي باللغة الدارجة بحروف عربية وليس لاتينية لمقابلة احتياجات الأطفال السودانيين والكبار أيضا، والذين كانوا بالكاد يقرأون العربية، ودعا لتوفير كتب أدبية عربية بلغة مبسطة لهم. لم يجد ذلك الاقتراح أذنا صاغية، ربما بسبب قلة التمويل عند الجمعية والتي كانت تجاهد كي توفر ما يكفي لمقابلة مرتبات المدرسين.
كان غالب الأساتذة في مدارس الجمعية الكنسية التبشيرية من المصريين والعرب الآخرين، بيد أنه بعد حركة 1924م فصلت الإدارة البريطانية جل هؤلاء "الأفندية"، ومع زيادة عدد الطالبات المتقدمين للتسجيل في تلك المدارس كان لزاما على الجمعية الاهتمام بتخريج طالبات يجدن القراءة والكتابة باللغة العربية الفصيحة. كذلك كانت من نتائج أحداث حركة 1924م أن زاد الاهتمام بمناهج الدراسة واصلاحها لجعلها أقرب للمحلية السودانية منها إلى ما كان يدرس من مناهج بريطانية أو مصرية، خاصة بعد أن ضعفت ثقة الحكم الإنجليزي في المتعلمين المصريين (والسودانيين كذلك)، وتحول اهتمامهم إلى وجهاء القبائل والشخصيات التقليدية.
شغل التعليم في مناطق جبال النوبة حيزا كبيرا من اهتمامات الجمعية الكنسية التبشيرية منذ أن دعت الحكومة في عام 1933م الكنائس لدخول مجالات التعليم هناك، خاصة لتدريس أبناء رؤساء القبائل (المكوك) وتدريبهم لاحقا للعمل كموظفين وكتبة في خدمة الحكومة. كانت المعضلة هي في اختيار النمط التعليمي المناسب لجبال النوبة: أهو ذات النمط التعليمي المستخدم في الشمال حيث تدرس اللغة العربية الفصيحة، أم من الأفضل استخدام ما هو سائد في الجنوب حيث تدرس اللغة الدارجة المحلية إضافة للغة الإنجليزية.وبما أن اللغة العربية كانت هي اللغة الرسمية في أعمال الإدارة ، وجبال النوبة تقع في جنوب كردفان ( وهي مديرية من مديريات شمال السودان) كان من رأي فريق من الإداريين البريطانيين أن يتم التدريس في مدارس جبال النوبة باللغة العربية، بينما كان من رأي فريق آخر أن جبال النوبة (وهي منطقة غالب سكانها من غير المسلمين) كانت هدفا لتجار الرقيق الشماليين في القرن التاسع عشر، وتشابه في كثير من النواحي التاريخية والثقافية جنوب السودان لذا ينبغي إعطائها "سياسة الحماية" المطبقة في الجنوب التي تشجع على استخدام اللغات المحلية والإنجليزية كلغات تعليم.
قبل وصول الجمعية الكنسية التبشيرية إلى جبال النوبة كانت الحكومة قد قرت على أن تكون اللغة العربية (وليس اللغات المحلية ولا الإنجليزية) هي لغة التعليم فيها لتسهيل التجارة والإدارة والتواصل مع مناطق كردفان، بيد أنها سمحت أيضا لتلك للجمعية بإنشاء مدارس لتطوير الثقافة النوبية المحلية دون تدخل أو تداخل من/مع الثقافة العربية الإسلامية، وأن يقتصر دخول تلك المدارس الكنسية على التلاميذ غير المسلمين. نشأ خلاف جديد بين خبراء التعليم والإدارة في أي أنواع العربية ستستخدم تلك المدارس الكنسية: أهي اللغة العربية الفصيحة (الكلاسكية) أم الدارجة؟ وكان لكل فريق حججه وأسبابه. وافقت الحكومة أخيرا على أن يتم التدريس في مدرسة الجمعية الكنسية التبشيرية باللغة العربية الدارجة المكتوبة بالحروف اللاتينية، ووفرت الأموال والعون الفني لطباعة كتيبات بلغة النوبة لاستخدامها فقط في تلك المنطقة. كان هذا بالطبع مما أسعد تلك الجمعية ورجالها، وأغضب المسلمين الذين عدوا تلك السياسة عائقا ثقافيا ووسيلة من وسائل إيقاف انتشار المد الإسلامي. وكان هذا هو ما قاله ج. ماثيو مدير التعليم في الجمعية في رسالة (خاصة) له إلي السير إيدوارد ميدونتر في السادس من أكتوبر عام 1934م بأن الغرض من استخدام اللغة العربية بالحروف اللاتينية هو "قطع صلة التلاميذ بالقرآن". لخصت امرأة فرنسية اسمها Odette Keun زارت المنطقة (في عام 1930م أو نحو ذلك) تلك السياسة التعليمية في كتاب لها بعنوان "السودان البريطاني بعيون أجنبية" Foreigner looks at the British Sudan A بقولها إنها سياسة تحاول إبعاد النوبة عن "البنطال والإسلام"! لم يستمر سماح الحكومة لمدرسة الجمعية الكنسية التبشيرية بالتدريس باللغة العربية بحروف لاتينية إلا لمدة خمسة أعوام (1930 – 1935م) عندما أتى لحكم كردفان دوقلاس نيوبولد (وهو رجل مثقف ويحمل أفكارا أقل خوفا من الإسلام less Islamophobic ممن سبقه) وتوصل إلى قناعة مفادها أن كتابة اللغة العربية الدارجة بالحروف اللاتينية أمر غير عملي، وأمر بالتدريس بالعربية الفصحى في سائر أنحاء كردفان أسوة ببقية مديريات السودان الشمالي. لم يتم تنفيذ ذلك الأمر على الفور بل استغرق عدة سنوات إذ أن معلمي مدرسة الجمعية لم يكونوا يجيدون قراءة وكتابة العربية الفصيحة، دعك عن التدريس بها. كان جون اسبنسر ترنجهام (1904 – 1987م، واحد من أهم الأكاديميين في مجال الدراسات الإسلامية في أفريقيا في القرن العشرين، وسبق له العمل في الجمعية الكنسية التبشيرية في الثلاثينيات) من أنصار استخدام اللغة الدارجة بالحروف اللاتينية، فهو يرى أن "استخدام الحروف العربية معيق لاعطائها أصوات لغة حية"، ومنح هذا الرأي ذريعة للمبشرين للاستمرار في استخدام الحروف اللاتينية في كتابة اللغة العربية إلى حين.
ختمت الكاتبة مقالها بالقول إن الساسة الشماليين في خمسينيات وستينيات القرن العشرين كانوا ينادون بإتخاذ الحروف العربية لكتابة اللهجات /اللغات الجنوبية، وكان المبشرون المسيحيون يدعون قبل ذلك لكتابة العربية بالحروف اللاتينية (للحد من النفوذ الإسلامي)، بينما ظهرت في السنوات الأخيرة دعوة من بعض الساسة الشماليين لاستخدام اللهجات العامية المعربة في المدارس الأولية كخطوة تثاقفية (acculturative step) نحو دراسة اللغة العربية الفصيحة، وربما الإسلام. وقد أجريت بالفعل بعض التجارب لكتابة لغة الشلك بالحروف العربية في بعض مدارس أعالي النيل الإبتدائية عوضا عن ما كان مكتوبا بالحروف اللاتينية. وأوردت الكاتبة أيضا ما قاله الخبير اللغوي السوداني البروفيسور يوسف الخليفة أبو بكر من أن "الحكومة المركزية تأمل في أن يؤدي توحيد الأبجدية إلى تقليل التنوع اللغوي، وأن يفضي ذلك بالتالي إلى تقريب الشقة (الاجتماعية) بين الشمال والجنوب." بالطبع لم يحالف ذلك الأمل أدنى توفيق، بل حدث – كما هو معلوم- ما هو أسوأ.
أبرز ما يميز هذه المقالة هو احتشادها بالتوثيق الدقيق لكل معلومة أو رأي يرد على لسان من تأتي الكاتبة على ذكرهم، واستعانتها بالمختصين في مجالات متعددة تطرقت لها في بحثها. وبالنظر إلى أنها (مبلغ علمنا) ليست مسلمة، فإن مقالها يتميز بالتوازن وبعرض الآراء المتضاربة وتحليلها دون تحامل أو ميل. لا ريب أن بعض مما جاء في المقال عن محاولة استخدام حروف اللغة العربية في كتابة بعض لغات جنوب السودان لم يعد له أهمية كبيرة الآن بالنظر إلى إنفصال الجنوب، بيد أن هنالك مناطق أخرى بالسودان ليست بالقليلة لا يتحدث فيها الناس باللغة العربية، مما يجعل ما أثير في هذا البحث أمرا حيويا وله من النتائج السياسية والاجتماعية ما له.
badreldin ali [alibadreldin@hotmail.com]