معظم السلع المحلية لا يوجد ادني مبرر لبيعها بأسعار فلكية للمواطن الغلبان !!..

 


 

 

سهول البلاد التي تعج بالثروة الحيوانية التي تقتات علفا طبيعياً يخرج طيبا من ارض مباركة ومع ذلك وفي فجر كل يوم جديد نجد اللحمة تريد أن تجلس مع القمر في داره وتتعزز كما يتعزز الليمون وينظر المواطن بنفس كسيرة وعين دامعة الي معارض اللحوم التي تلبي حاجة البليونيرات وتقول للمساكين ممنوع الاقتراب أو التصوير !!..
أما زيت السمسم فحكايته حكاية تحتاج إلي كاتب روايات في أدب اللامعقول وكتاب سيناريو و كوكبة من اجود ممثلي هوليود لنفهم لماذا يرتفع هذا الزيت الوطني الذي تحتضن سهول كردفان ودارفور حبوبه الجميلة والذي تتفنن ام روابة في عصره ليصل الي المستهلك بالداخل والخارج في ثوب قشيب وكأنه سلاسل الذهب النضار وللاسف فقد سطا علي سوق زيوت الطعام عامة وزيت السمسم خاصة آل كابوني فرع السودان ووضعوه في عبوات صغيرة مثل الأدوية المنقذة للحياة وباعوه بأثمان مبالغ فيها جعلت هذه المافيا تراكم المال الحرام وهي لا تزرع ولا تحصد ولا تصنع بل هي تعيش عالة علي عرق المنتجين ويالهم من طفيليين حارت في فهمهم العقول البشرية والإلكترونية !!..
وحتي الالبان صار الرطل منها فوق ال ٢٠٠ جنيه عدا نقدا وبالتالي صار لمشتقات هذه الالبان صولة وجولة وكل مشرق شمس يكون الزبادي متحورا الي سعر جديد متفوقا علي الكورونا في الغلاء وفي شدة الفتك وتكبيد المساكين الخسائر الفادحة !!..
وصارت الصابونة مجنونة أن كانت للغسيل أما أن كانت للحمام فهي أشد جنونا تحتاج إلي بعشر عديل !!..
هذه السلع المحلية الصميمة التي أشرنا إليها وغيرها كثير وقد حولت حياة الإنسان في بلادي الطيبة الي كابوس في ليل طويل وراي معها النجوم في عز الظهيرة وصار اعقل العقلاء يتحدث لنفسه بصوت عال وهو يهيم بالطرقات !!..
المأساة تكمن في أن أي سلعة ضرورية يتحكم فيها تجار لا يتعدون اصابع اليد ونافذون ولذلك نجدهم يضعون بدم بارد السعر الذي يروق لهم ولا يهمهم حتي لو راح معظم الشعب في مليار داهية !!..
كلو كوم وناس الاتصالات كوم اخر اسعارهم كل يوم تتقافز ناحية الثريا يبيعوننا الكلام ويحصدون الدولار الذي يهربونه للخارج ويمدون لنا ألسنتهم وهم يقهقهون من فرط طيبتنا وسذاجتنا !!..
هذه البانوراما من جيوش الحركات المسلحة العاطلة التي صارت تسرق من مالية تنميتنا لتعيش عالة علي البلاد وقادتها يرفلون في الدمقس والحرير ويتحصنون في عمارات كافوري ويتركون الجنينة وكرينك في الجحيم !!..
لا تقولوا وتكرروا هذه الاسطوانة البليدة أن هنالك انتخابات حرة نزيهة بعد هذه الفترة الانتقالية ونقول لكم الانتخابات لن تكون مبراة من العيوب إذا حدثت لأن الأحزاب غير جاهزة وقد انهارت علي عروشها لأن الإنقاذ لم تترك حزبا إلا وحقنت في شرايينه السم الزعاف ولذا فإن كل أحزابنا الان طريحة الانعاش في حالة موت دماغي !!..
يجب علي الثوار أن لا يلدغوا من جحر العسكر مرتين وعلي هؤلاء الجنرالات حمل أمتعتهم الي الثكنات غير مطرودين وان الحكم المدني هو الحل وهو الانفع للبلاد والعباد !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء