من هو عبدالعليم شداد؟

 


 

 

من الطبيعي انه عندما تجد مقالة مفيدة فيها افكارا او مفاهيم جديدة ان تبحث عن من كتبها فربما تجد في سيرته ما يفيد او تبحث عنه من أجل ان تكون مفهوما عن شخصيته ليساعدك في تقييم كتاباته أو عسى ولعل ان تجد المزيد المفيد مما كتبه، يبحث الكثير من الناس على شبكة الانترنيت عن (عبدالعليم شداد) فتظهر لهم صفحة في الفيسبوك باسم (عبدالعليم شداد المحامي) أو صفحة أخرى لنفس الشخص بعنوان (مكتب عبدالعليم شداد للمحاماة) , هذه الصفحات في البداية كانت باسم (عبدالعليم شداد معوض) ثم لاحقا قام صاحبها بحذف اسم (معوض) ليصبح الاسم كما هو عليه الان، وعلى الرغم من انها صفحات لا يعلق عليها احد وليس بها أي نوع من التفاعل يوازي الجهد المبزول فيها الا من القليل من الاعجابات الا انها مع ذلك صفحات قوية تظهر بسرعة عند البحث عن اسم عبدالعليم شداد على شبكة الانترنيت ففيما يبدوا انها تستخدم تقنيات ووسائل اشهار صفحات الفيسبوك، ومن خلال تصفح هذه الصفحات يظهر صاحبها شخصا نشطا في نقابة المحامين في احدى محافظات مصر الشقيقة ومن النشطين في مجال العلاقات الاجتماعية عموما ولكن المريب في الامر هو تزامن ظهور هذه الصفحات في الوقت الذي كان الناس يبحثون فيه عن عبدالعليم شداد.
انا ليست لدي أدنى علاقة بمهنة المحاماة وفي كل كتاباتي اكتب اسمي مجردا بدون اي القاب ربما لا تفيد القارئ في شيئ، وليس غرضي من الكتابة تحقيق شهرة للحصول على منافع شخصية، فالغرض الاساسي عندي هو المساهمة في استعادة أمة قد تمزقت وحار بها الدليل، أمة وجدت نفسها تسير على طريق رسم لها بليل، هو ليل الاستعمار الذي بدل المفاهيم ونشر الاحباط والتفرق والشتات في الشعوب المسلمة، فاصبحت كتابات كتابنا في معظمها صدى لافكار اجنبية بحروف وأسماء ونكهات عربية، والكتابة عمل شاق جدا لشخص غير متفرغ لها مع واجب الكد في طلب الرزق اضافة لمشغوليات الاسرة الصغيرة والكبيرة، ولذلك فقد تأخرت كثيرا في عمل صفحة على الفيسبوك تجمع المقالات التي اكتبها، وحتى بعد وجود الصفحة من العسير على متابعتها والاهتمام بها، وهذا بمثابة اعتذار للجميع الذين يرسلون طلبات صداقة او رسائل فيتأخر الرد عليهم.
انتحال شخصية الغير أمر يعاقب عليه القانون باعتباره سلوكا إجراميا يحاول من خلاله المنتحل الحصول على منافع خاصة، وقد وضعت معظم الدول العقوبات القاسية على انتحال الشخصيات على الفيسبوك، ففي مصر نجد ان العقوبة هي الحبس الذي لا تقل مدته عن سنة وغرامة لا تقل عن 50 ألف جنيه مصري، وفي السعودية تصل العقوبة الى السجن لمدة قد تصل إلى ثلاثة سنوات أو دفع غرامة مالية قد تصل الى اثنين مليون ريال سعودي أو تفرض العقوبتان معًا، والامر كذلك في معظم الدول العربية وفي كثير من دول العالم، أما حالة صاحبنا هذه فيبدوا انها خارج خارج هذا السياق ولكن نخشى ان يكون ذلك من باب التلبيس على الناس وايهامهم بغير الحقيقة.
أسرة شداد التي انتمي اليها من الاسر المعروفة في السودان وقد كان وما يزال لها تاثيرا مستمرا على الحركة الاجتماعية والسياسية في السودان ومعروف عن افرادها التواضع وعفة اليد واللسان مع الصدق والقوة في الحق وقد برز الكثيرون منهم في مختلف مناحى الحياة منذ ازمان بعيدة ففي هذه الايام نجد الخبير الكروي الدكتور كمال شداد رئيس اتحاد كرة القدم السوداني والذي كان عضواَ بمحكمة التحكيم الرياضية في سويسرا، والدكتور معاوية شداد خبير الفلك المعروف والاستاذ عبدالرحمن شداد رئيس مركز افريقيا للمعادن التابع للاتحاد الافريقي، والدكتور ابوبكر خليل شداد الطبيب والكاتب متعدد المواهب، وقبلهم كان الدكتور مبارك الفاضل شداد رئيس الجمعية التأسيسة (البرلمان) في 1965 وكان رئيسا لمؤتمر الخريجين سنة 1945 ، وايضا الاستاذ عبدالرحيم شداد أول رئيس لاتحاد كرة القدم السوداني ومن ما يحسب للاستاذ عبدالرحيم شداد أن الارض التي أقيم عليها استاد الخرطوم الحالي كانت مسجلة باسمه حيث ان اتحاد الكرة لم يكن قد حصل بعد علي الوضع القانوني اللازم وقد فطن لهذا الامر في اخر عمره فذهب طواعية وتنازل عنها لاتحاد الكرة، ومنهم الشيخ اسحاق شداد رئيس نادي المريخ في الستينات والاستاذ عبدالرحمن شداد الذي كان عضوا في مجلس ادارة نادي الهلال في السبعينات، وأيضا نجد احمد اسحاق شداد الذي كان رئيسا لنادي سباق الخيل و الفروسيه السوداني، وقبل هذا الجيل كان الامير والناظر اسحاق شداد الذي كان من كبار قادة المهدية وكان صديقا مقربا من الامير يعقوب الاخ غير الشقيق للخليفة عبدالله التعايشي وقد شارك في حرب الحبشة التي انتصرت فيها المهدية وقتل فيها الامبراطور يوهانس، وبعد زوال المهدية رفض طلب الانجليز ليكون عمدة لمدينة امدرمان ولكن عينه اللورد كتشنر حاكم السودان الانجليزي في ذلك الوقت مسؤولا عن احصاء اموال وممتلكات السلطان على دينار كما عين مسؤولا عن ترحيل اهالي كرفان الى مناطقهم في ايام الانجليز وعمل مسؤولا عن جمع الخراج في مناطق شرق السودان وبادية البطانة، وبالطبع هذا موجز قصير جدا ولكن القائمة تطول باسماء الاطباء والمهندسين واساتذة الجامعات والمبرزين في شتى ضروب الحياة من ابناء هذه الاسرة العريقة، فللاسرة تاريخ عريض قديم ذكر منه البروفيسور عون الشريف قاسم في كتاب موسوعة القبائل والانساب في السودان حيث كانوا ملوكا وحكاما في مناطقهم الاولى في شمال السودان .
سبب هذه المقالة اني لاحظت ان الامر قد اشكل على الكثير من الناس وخلطوا بيني وبين المحامي انف الذكر ولذلك وجب التوضيح، فاذا كان الغرض الاساسي من ما نكتب هو نشر الوعي والمعرفة الصحيحة فمن باب أولى أن نصحح ما يتعلق بنا على نحو شخصي ونأمل ان لا نتعدى على أحد او نبغى عليه، كما انبه الى ان معظم ما اكتبه موجود على موقع سودانيزاونلاين وهو موقع يعمل بانضباط وموثوقية عالية وينشر للجميع بغض النظر عن توجهاتهم واختلافاتهم الفكرية، هذا اضافة الى موقع سودانايل وبعض الصحف اليومية المحلية.
shedad77@gmail.com

 

آراء