نحتاج إلى مدرسة لتعليم الساسة فن قيادة الشعوب !!..

 


 

 

لنبدأ بتصريح غريب نوعاً ما أدلي به الجنرال ياسر العطا في شأن لايخصه ولم يكلفه به أحد فالرجل ليس سياسيا ولا مدنيا بل هو عسكري محترف تنحصر مهامه في حراسة الحدود والدستور وتنفيذ تعليمات قائد الجهاز المدني ( ممثلا في رئيس الجمهورية أو رئيس الوزراء ) القائد الأعلى للقوات المسلحة بحكم منصبه .
يصر هؤلاء الجنرالات الأربعة وهم علي رأس الجيش علي إطلاق التصريحات بين حين وآخر أن السودان لن يديره أحد غيرهم وان المدنيين لا أمل لهم في الحكم علي اساس انهم فاشلون وغير جديرين بالحكم والإدارة ومعني هذا أنهم صاروا يهيمنون كلية علي الجهاز التنفيذي الخالي من اي حكومة تذكر وفي غياب تام لاي مجلس تشريعي باي وضعية كانت حتي ولو كان صوريا !!..
أن يقول ياسر العطا أنهم لم ولن يفاوضوا الدعم السريع ولن يذهبوا لاي منبر ولن يرتضوا أي هدنة ولو استمرت الحرب مائة عام وشرطهم الذي لا تراجع منه هو أن يخرج الدعامة من كل المدن التي احتلوها وهكذا يقول البرهان في تناغم تام مع رفيقه في السلاح هاشم العطا !!..
تحس من كلام الجنرالين أن المواطن وهو مجندل مابين النزوح واللجوء هو آخر اهتماماتهم وهم ماضون في العمل السياسي وغارقون فيه حتي الاذنين وقائد الجيش يمارس عمله كرئيس جمهورية منتخب ويصدر من الفرامانات منفردا ويعين السفراء ولاندري إن كان يضع وزارة الخارجية في جيبه أم هي التي تضعه في جيبها ونبحث عن وزارة الداخلية بل معظم الوزارات تجدها كلها في حكم العدم أما وزارة المالية فهي تحت سيطرة الفكي جبريل وتحتاج الي الذكاء الاصطناعي ليعرف المواطن ماذا يجري في اروقتها في بلدنا الذي وصل فيه سعر الكبريتة الي مليون جنيه وكذلك صابونة الغسيل وكيلو اللحمة العجالي ١٥ مليون ورطل السكر في دارفور ٥٠ مليون ولا توجد خدمات صحة ولا تعليم ولا مياه للشرب ولا كهرباء والجوع ماثل للعيان يتراقص كالشبح أمام عيون كليلة ذهب جل نورها ولم يبق إلا الطشاش !!..
ورغم أنه لا توجد حكومة يطل علينا من سمي نفسه وزيرا للزراعة ويخاطب العالم بأنه لا توجد في السودان مجاعة وان كل ما يقال هو من نسج الخيال!!..
رحمة بالمساكين وكلنا أمل ورجاء وتضرع الي رب العباد سبحانه وتعالى أن هذه الحرب ولم نكف عن التفاؤل أنها سوف تتوقف بحول الله وقوته وعظمته وجبروته وكل مالحق بنا من دمار وفقدان لانفس عزيزة لدينا هي اقدار الله سبحانه وتعالي علينا ونحن راضون بما قسمه الله لنا بكل رضي نفس وإيمان راسخ لا تشوبه شائبة ولا يعكره صفو !!..
كل ما نرجوه من اخواننا في القوات المسلحة وبقية الأجهزة الأمنية أن يكون واجبهم في المرحلة القادمة مهنيا وعقيدتهم قتالية دفاعا عن الوطن وأن لا توجه البندقية بعد أن ننعم بالاستقرار ونبدا في الاعمار الي صدور أبناء الوطن وأن يلزم الجيش داره وحامياته وعينه ساهرة فى الحدود ويتدخل بالقانون عندما يلعب السياسيون ( بديلهم ) علي شريطة أن يعيد الأمور الي نصابها ولا يستلم الحكاية ( بي وشو ) ويشتغل سياسة وينسي البندقية وكأننا ياعمرو لارحنا ولا جينا !!..
نداء اخير للسياسيين ومن لف لفهم أن علم السياسة ليس فهلوة وتعلم الزيانة في رؤوس اليتامي وتقسيم كعكات واكل موز وكبدة ابل بل هو دراسات ونظريات وتطبيقات عملية وتخرج في الجامعات والمعاهد المتخصصة وفهم واستنارة ووطنية وتضحية من أجل الوطن من غير مقابل والموت في سبيله إذا استدعي الأمر !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء