نحو ذكاء اصطناعي مستوحى من الطبيعة: دور الحوسبة البيولوجية

 


 

 

زهير عثمان حمد

تقنيات الحوسبة البيولوجية هي مجال متعدد التخصصات يجمع بين علم الأحياء وعلوم الكمبيوتر، ويشمل استخدام الكائنات الحية , أو العمليات البيولوجية لأداء المهام الحسابية. تُستخدم هذه التقنيات في تطبيقات متنوعة مثل اكتشاف الأدوية، تسلسل الجينات، والمحاكاة البيولوجية.

تشمل أمثلة تقنيات الحوسبة البيولوجية: - البرمجيات الدماغية: تطوير نظم الذكاء الاصطناعي عبر محاكاة طريقة عمل الدماغ البشري أو زراعة أعضاء دماغية لاستغلال قدراتها التشغيلية.

- شرائح حوسبة حيوية: استخدام البكتيريا لتطوير شرائح حوسبة. - الحوسبة الجزيئية: استخدام الجزيئات البيولوجية مثل الحمض النووي لإجراء العمليات الحسابية وتخزين البيانات.

- الشبكات العصبية الاصطناعية: تصميم أنظمة حاسوبية تحاكي الشبكات العصبية في الكائنات الحية لمعالجة المعلومات.

الروبوتات البيولوجية: تطوير روبوتات تستخدم الخلايا الحية أو المواد البيولوجية كجزء من نظامها الحركي أو الحسي.

هذه التقنيات تفتح آفاقًا جديدة في مجالات مثل الطب، الهندسة الوراثية، والبيئة. تشمل التطبيقات الحالية للحوسبة البيولوجية: **في الطب: - إنتاج الأنسولين لمرضى السكري.- الكشف عن الطفرات الجينية وتوفير العلاج الجيني للأمراض الوراثية.

- التعديل الجيني للبكتيريا لإنتاج السايتوكينات لتقوية المناعة.

- استخدام الملفات الجينية للأفراد لتحديد العلاج الملائم.

في الصناعة: - تطوير المحفزات الحيوية مثل الإنزيمات. - صناعة النسيج وتجويد الملابس.- إنتاج قطن بمواصفات أعلى.

- استخدام المحاصيل الزراعية في إنتاج المواد الكيميائية.

في البيئة: - التخلص من النفايات والحفاظ على البيئة. - تطوير المفاعلات الحيوية الإنزيمية لتحليل النفايات.

- استغلال المخلفات بطريقة صديقة للبيئة.

في التشخيص والعلاج: - استخدام منصة "ترومبيت" في التشخيص الطبي والعلاجات المركبة داخل الجسم.

- تطوير تطبيقات طبية حيوية للتشخيص المبكر للسرطان.

تظهر هذه التطبيقات كيف أن الحوسبة البيولوجية تلعب دورًا مهمًا في تحسين جودة الحياة والصحة والبيئة.!

اتجه العديد من العلماء في المعاهد البحثية وشركات التكنولوجيا إلى تطوير تقنيات الحوسبة البيولوجية من خلال محاكاة طريقة عمل الدماغ البشري أو من خلال زراعة بعض الأعضاء الدماغية واستغلال قدراتها التشغيلية لكي تصبح بديلاً عن نظام السيليكون للتغلب على مشكلات الطاقة ومعالجة البيانات أثناء تطوير نظم الذكاء الاصطناعي.

ما هي البرمجيات الدماغية؟ وما هي محاولات العلماء لتطوير الحوسبة البيولوجية؟ وما هي التحديات التي تواجه عملية تطوير الحوسبة البيولوجية؟

استطاع مجموعة من العلماء في جامعة إنديانا بلومنجتون بالولايات المتحدة الأمريكية زراعة خلايا جذعية في ظروف مخصصة لتنمو وتصبح خلايا عصبية تشكل أعضاء دماغية صغيرة تحتوي على ملايين من الخلايا العصبية. عند توصيلها بجهاز كمبيوتر من خلال مجموعة من الأقطاب الكهربائية المتصلة بها، تستطيع هذه الخلايا الدماغية العصبية القيام بمهام الخلايا العصبية الصناعية للذكاء الاصطناعي، أي أنها تتحول إلى معالج للبيانات قادر على تحليل الطلبات، تماماً مثل: آلية عمل الشبكات العصبية للذكاء الاصطناعي. يُظهر هذا المشروع تقدمًا ملحوظًا في مجال الحوسبة البيولوجية باستخدام خلايا جذعية لتنمية خلايا عصبية تقوم بمهام حسابية مشابهة لتلك التي تقوم بها الشبكات العصبية الصناعية.

هذا النوع من الأبحاث يفتح الباب أمام إمكانيات جديدة للتفاعل بين الأنظمة البيولوجية والأنظمة الحاسوبية، ويمكن أن يؤدي إلى تطورات كبيرة في مجالات مثل الطب الحيوي، الهندسة الوراثية، والذكاء الاصطناعي. إنه يُعتبر خطوة نحو تحقيق تكامل أكبر بين البيولوجيا والتكنولوجيا، مما يمكن أن يؤدي إلى تطوير أنظمة حوسبة أكثر كفاءة واستدامة.

دمج تقنيات التعلم العميق غير المراقب مع البرمجيات الدماغية في مجال الحوسبة البيولوجية يقدم فوائد عديدة، ومن أبرزها: < كفاءة استخدام الطاقة: الشبكات العصبية البيولوجية تستطيع تنفيذ مهام متعددة بأقل قدر من البيانات والطاقة مقارنةً بالشبكات العصبية الصناعية.

التعلم السريع والمستمر: تساعد البرمجيات الدماغية الأنظمة الحوسبية على التعلم بشكل أسرع وأكثر فعالية من خلال محاكاة العمليات العقلية مثل الانتباه والذاكرة.

معالجة البيانات بطريقة تلقائية: تحاكي البرمجيات الدماغية بعض العمليات العقلية بصورة تلقائية دون حاجة إلى معالجة كم كبير من البيانات.

تجاوز القيود التقليدية: الحوسبة البيولوجية تتغلب على المشكلات التقليدية لشرائح السيليكون وتقدم بديلاً محتملاً للطاقة المستخدمة في معالجة البيانات.

تحسين الذكاء الاصطناعي: توفر الحوسبة البيولوجية إمكانات جديدة لتطوير الذكاء الاصطناعي، مما يفتح المجال لابتكارات لم تكن ممكنة مع التقنيات الإلكترونية التقليدية.

تشير هذه الفوائد إلى أن الحوسبة البيولوجية قد تكون الخطوة التالية في تطور الحوسبة والذكاء الاصطناعي، مما يعزز البحث والتطوير في هذا المجال المثير.أنظمة الحاسوب البرمائية وتطور التكنولوجيا

تلعب أنظمة الحاسوب البرمائية دورًا مهمًا في تطور التكنولوجيا. دعوني أشير إلى بعض الجوانب المهمة:تطوير البرمجيات والتطبيقات: تساهم أنظمة الحاسوب البرمائية في تطوير وتحسين البرمجيات والتطبيقات، مما يؤدي إلى إنشاء تطبيقات جديدة وتحسين الأداء وتوسيع إمكانيات البرمجيات.

البحث العلمي والابتكار: تستخدم أنظمة الحاسوب البرمائية في البحث العلمي والابتكار لتطوير نماذج ومحاكاة أفكار جديدة.

تحليل البيانات والذكاء الاصطناعي: تمكن البرمجة من تحليل البيانات بشكل فعال واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي للتنبؤ واتخاذ القرارات.

تطوير الأجهزة والأنظمة البرمائية: تلعب البرمجة دورًا في تطوير أجهزة الحاسوب والأنظمة البرمائية، مما يسهم في تحسين الأداء والكفاءة.

التواصل والتشارك العالمي: تتيح البرمجة التواصل والتشارك عبر الإنترنت وشبكات الحاسوب، مما يسهم في توسيع الأفق وتبادل المعرفة.

باختصار، تمثل أنظمة الحاسوب البرمائية الركيزة الأساسية لتطور التكنولوجيا والابتكار في مختلف المجالات.

تطبيقات البرمجة البرمائية , وشمل أهم التطبيقات الحالية للبرمجة البرمائية مجموعة واسعة من الأدوات والبرامج التي تساعد المبرمجين على تطوير تطبيقات برمجية مختلفة بكفاءة وسرعة. إليك بعض الأمثلة:برامج تعلم البرمجة: تطبيقات مثل سكراتش (Scratch) ومايكروسوفت ميك كود (Microsoft MakeCode) تساعد المبتدئين على فهم أساسيات البرمجة من خلال واجهات رسومية تعتمد على البلوكات.

المترجمات والمفسرات: هذه الأدوات ضرورية لتحويل الشيفرات البرمجية إلى لغة يمكن للحاسوب فهمها وتنفيذها.

بيئات التطوير المتكاملة (IDEs): توفر بيئات مثل Eclipse وVisual Studio وغيرها مجموعة من الأدوات المساعدة للمبرمجين، مثل الاستكمال التلقائي للشيفرات وأدوات التنقيح.

منقّحات الأخطاء (Debuggers): تساعد المبرمجين على اكتشاف وإصلاح الأخطاء في الشيفرات البرمجية.

أنظمة التحكم في الإصدارات: مثل Git، تساعد في إدارة التغييرات على الشيفرات البرمجية وتعاون الفرق.

برامج البرمجة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي: تستخدم لتحسين عملية التطوير وتسريعها من خلال توفير توصيات ذكية وأتمتة بعض المهام.

نصائح للشباب لاستخدام تقنيات الحوسبة البيولوجية ,التعليم المستمر: ابقَ على اطلاع دائم بأحدث التطورات والابتكارات في مجال الحوسبة البيولوجية.

التخصص المبكر: إذا كان لديك اهتمام بمجال معين، مثل البرمجيات الدماغية أو الحوسبة الجزيئية، فابدأ بالتعمق فيه مبكرًا لبناء خبرة قوية.

المشاركة في المشاريع العملية: الانخراط في مشاريع بحثية أو تطبيقية يمكن أن يعطيك خبرة عملية قيمة ويساعدك على فهم كيفية تطبيق هذه التقنيات في العالم الحقيقي.

بناء شبكة مهنية: التواصل مع المهنيين والباحثين في مجال الحوسبة البيولوجية يمكن أن يفتح أبوابًا للفرص البحثية والوظيفية.

التفكير الإبداعي: استخدم التقنيات الجديدة لحل المشكلات بطرق مبتكرة وغير تقليدية، ولا تخف من تجربة أفكار جديدة.

التركيز على الأخلاقيات: مع تطور التكنولوجيا، من المهم الحفاظ على معايير أخلاقية عالية والتفكير في الآثار الاجتماعية والبيئية للتقنيات التي تستخدمها.

zuhair.osman@aol.com

 

آراء