*أكتب لك عن مشكلة حدثت لجارتي التي تعيش مع بناتها منذ سنوات‘ ففي ذات يوم قبل أسبوعين فوجئت بإبنتها البالغة من العمر ١٤ عاماً تخرج من البيت ليلاً وهي تبكي بطريقة هستيرية‘ فخرجت لأعرف ماجرى لها‘ وبعد أن سألتها قالت لي " شفت أمي راقدة مع راجل غريب في البيت".
*أصدقك القول " قلبي وقع" ولم اصدق ما سمعته‘ لكنني أدخلتها بيتي وشرعت أهدئ من روعها‘ وأخبرت أمها بان إبنتها معي وسألتها كي تتركها تنام ذاك اليوم مع بناتي.
* في اليوم التالي أخذت البنت من يدها وذهبنا إلى امها التي وجدتها قلقة ومتوترة لأنها كانت قد عرفت سبب أنزعاج إبنتها‘ طلبنا من البنت أن تتركنا بمفردنا‘ وبدأت أمها تحكي كيف أنها بدأت تحس بالوحدة وأن الشيطان اغواها وأنها نادمة.
*كانت البنت" متلبدة" وراء الباب وسمعت محادثتنا وعندما شاهدتها أمها هاجت فيها و"نبذتها" وضربتها‘ تدخلت وطلبت من الأم ان تهدأ فهذا سيعقد الأمر اكثر.. تركتهما والحيرة تقتلني.
* قالت "الجارة" التي طلبت عدم ذكر إسمها : لم أكن أود الكتابة إليك في هذا الشأن إلا أنني قرأت مانشر في السوداني اليوم" االخميس أول أمس" تقريراً صحفياً أعدته منى الأمين تحت عنوان"ماسي زوجات المغتربين" يطرح مشكلة شبيهة‘ لذلك قلت أشركك وقراء كلام الناس السبت للتفاكر حول هذه المشاكل التي تهدد حياتنا الأسرية.
* هكذا عرضت لنا الجارة هذه المشكلة القديمة المتجددة خاصة بعد إزدياد حالات زواج المغتربين الذين لايصحبون زوجاتهم معهم وتطول فترة غيابهم عنهن.
* أثبتت الدراسات والبحوث الإجتماعية التي أجريت وسط عينات عشوائية من نزلاء السجون وإصلاحيات الأحداث أن من أسباب الجريمة وإنحراف الأحداث وتشردهم/ن تفكك الأسرة.
* هذا بالطبع لايبرر الجريمة والإنحراف لكنه مؤشر مهم ينبه كل من يهمه الأمر من الأباء والأمهات وأولياء الأمور إلى أن غياب الأب أو الام لأي سبب من الأسباب يهدد إستقرار الأسرة ومستقبل أكبادهم/ن التي تمشي على الأرض.
* لهذا أعطى الشرع للزوجة حق الطلاق من زوجهافي حال غيابه عدة أشهر عن بيت الزوجية .. لكنه أبغض الحلال إلى الله‘ وهذا يلقي على الأباء والأمهات مسؤولية أكبر للحفاظ على البناء الأسري وحمايته من كل المهددات الأخلاقية.