هل توجد كفاءات متجردة من الآنا
عواطف عبداللطيف
4 August, 2022
4 August, 2022
ما أن خرج معدي ومقدمي وعدسات البرامج التلفزيونية التي كانت متمركزة فقط بمحيطالعاصمة الخرطوم وما حولها وجالوا بنا لعمق البلاد وأطرافها غربا بدارفور وكردفانوشمالا وشرقا بكسلا وجبال التاكا والبجراوية ودنقلا العجوز وقنتي وغيرها من أقاليمالبلاد الشاسعة إلا وأجلستنا ليس فقط بمقاعد الانبهار والاندهاش بل قفزت بنا لسؤالملح جدا أين هي الكفاءات التي ظلت تصدع ب " الحلاقيم " و التنظير للدرجة التيارتبطت كثيرا من أغانينا وتمركزت حول مكنونات الزولات الظاهرة والمفخمة للذات و باتمن الضروري البحث عن تشخيص دقيق لهذه العلل " التفاخربة " إن كانت لم تجيدتوظيف واستثمار خيرات البلاد الطبيعية او توجه طاقات الشباب وقدراتهم فيما ينفعويفيد النماء والاعمار وإذابة الفوارق المجتمعية البغيضة وترسيخ عقيدة المواطنةالصالحة ..
علي سبيل المثال " سلة غذاء العالم " فاذا المواطن اليوم شبه جائع لا يجد لقمة تسند ظهرهحتى وسط أكوام البقايا والنفايات والتي بأتت تشكل علامة مخزية في جبين العاصمةالقومية .. الكاميرا جالت بالمشاهدين لقلب الريف الغني بموارده الكبيره وما ظل يطلقعليه الهامش المسخن أنسانه بالجراحات والالم رغم انه يقطن بلاد واراضي هي بكلالمقاييس جنة الله بالارض .. خضرة وينابيع ووديان أزاهير حشائش وشجر مثمر جبالورمال وأنهر متدفقة .. خراف ونواق وابقار وغزلان هذا غير الطيور والعصافير والصقوروالكثير منه …
وبرغم ذلك حمل أنسان تلك البقاع المهمشة الكلاشنكوف بدلا من الطورية ومعول النماءوالاعمار وركب الصعاب والدبابات مجبرا .. وبدلا من حصاد الدخن والصمغ العربيوتعمير الارض وتكثيف انتاجها من الخضر والفاكهة حصدت الارواح وحرقت القريوالمزروعات ..
معادلات مختلة أربكت دفة سفينة القيادات قاصرة النظر ومنذ نيل البلاد لاستقلالها وهياليوم في أسوة حالاتها لان الامواج العاتية والخطوط المتشابكة والمشربكة ومن يمسكونباطرافها تنقصهم القدرات ليس العلمية فخلف الكراسي الوثيرة يجلس الكثيرون منأصحاب " الحلاقيم " نعم .. لكنهم فشلوا في ترجمة النظريات العلمية التي درسوهاواكتسبوها من بطون قاعات المحاضرات لباطن الارض ولتحويل الخيرات الطبيعيةالمتنوعة والثروات البشرية الشابة لمشروعات عملية تنموية منتجة تخرج السودان من عنقالزجاجة التي ادخلوا بها ابناؤها اللذين كانوا بشتات الارض وجلهم بقاعات المحاضراتفاخذوا قشورها وضخموا ذاتهم وفصلوا مقاساتهم ليس لوطن يسع الجميع بل لذواتهم .. وفشلوا في تحويل النظريات العلمية لرزنامة مشروعات تنموية مبتكرة وخلاقة تخرجالزولات علي اختلاف مشاربهم وتنوعهم من قاع الفقر لبوح الاكتفاء الذاتي في المأكلوالصحة والأمن والتعليم وستر الحال .. ونسال أين الكفاءات الوطنيه المتجردة من الآنالانتشال الوطن من القاع والتشظي .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
--
Awatif Abdelatif
علي سبيل المثال " سلة غذاء العالم " فاذا المواطن اليوم شبه جائع لا يجد لقمة تسند ظهرهحتى وسط أكوام البقايا والنفايات والتي بأتت تشكل علامة مخزية في جبين العاصمةالقومية .. الكاميرا جالت بالمشاهدين لقلب الريف الغني بموارده الكبيره وما ظل يطلقعليه الهامش المسخن أنسانه بالجراحات والالم رغم انه يقطن بلاد واراضي هي بكلالمقاييس جنة الله بالارض .. خضرة وينابيع ووديان أزاهير حشائش وشجر مثمر جبالورمال وأنهر متدفقة .. خراف ونواق وابقار وغزلان هذا غير الطيور والعصافير والصقوروالكثير منه …
وبرغم ذلك حمل أنسان تلك البقاع المهمشة الكلاشنكوف بدلا من الطورية ومعول النماءوالاعمار وركب الصعاب والدبابات مجبرا .. وبدلا من حصاد الدخن والصمغ العربيوتعمير الارض وتكثيف انتاجها من الخضر والفاكهة حصدت الارواح وحرقت القريوالمزروعات ..
معادلات مختلة أربكت دفة سفينة القيادات قاصرة النظر ومنذ نيل البلاد لاستقلالها وهياليوم في أسوة حالاتها لان الامواج العاتية والخطوط المتشابكة والمشربكة ومن يمسكونباطرافها تنقصهم القدرات ليس العلمية فخلف الكراسي الوثيرة يجلس الكثيرون منأصحاب " الحلاقيم " نعم .. لكنهم فشلوا في ترجمة النظريات العلمية التي درسوهاواكتسبوها من بطون قاعات المحاضرات لباطن الارض ولتحويل الخيرات الطبيعيةالمتنوعة والثروات البشرية الشابة لمشروعات عملية تنموية منتجة تخرج السودان من عنقالزجاجة التي ادخلوا بها ابناؤها اللذين كانوا بشتات الارض وجلهم بقاعات المحاضراتفاخذوا قشورها وضخموا ذاتهم وفصلوا مقاساتهم ليس لوطن يسع الجميع بل لذواتهم .. وفشلوا في تحويل النظريات العلمية لرزنامة مشروعات تنموية مبتكرة وخلاقة تخرجالزولات علي اختلاف مشاربهم وتنوعهم من قاع الفقر لبوح الاكتفاء الذاتي في المأكلوالصحة والأمن والتعليم وستر الحال .. ونسال أين الكفاءات الوطنيه المتجردة من الآنالانتشال الوطن من القاع والتشظي .
عواطف عبداللطيف
اعلامية مقيمة بقطر
Awatifderar1@gmail.com
--
Awatif Abdelatif