هل يجوز شرعا اعادة ترشيح الرئيس البشير وإعادته للسلطة مرة أخرى ؟ . بقلم: عوض سيدأحمد

 


 

عوض سيد أحمد
9 September, 2015

 

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

 

     يجب علينا كمسلمين يا أخوانى , أن  نكون صادقين مع أنفسنا أولا , وأن لا نفقد  احساسنا , وشعورنا , بعظم المسئولية , والأمانة الملقاة على عاتقنا ثانيا ,  فالأمانة يا اخوانى , تقتضى أن نصدع بكلمة " الحق " فكلنا يعلم أن (الانقاذ ) خدعتنا باسم الاسلام , وجاءتنا بنغيضه تماما ,وكما تعلمون أن الاسلام يقوم على نهج : ( الحكم الراشد )  الذى تم انزاله على الأرض كنموذج حى فى دولة المدينة , ورآه الناس كل الناس , بصورة لم تر البشرية له مثيل فى تأريخها الطويل , كانت بحق هى أول من وضع الأساس السليم للحكم الراشد القائم على ( الحرية , والمساواة الكاملة بين أفراد الأمة, مع بسط العدالة المطلقة فى ربوعها ) فلأول مرة فى تاريخ البشرية يشعر الانسان أنه يعيش فى بلده , هو ومن يعوله , معززا , مكرما , فى ظل دولة تكفل له كل وسائل الأمن , والأمان , دون تفرقة بين أحد منهم , ويعمهم احساس كامل بسعادة ما بعدها سعادة , ثم بعد فترة الحكم الراشد (أربعة عقود ) كما أخبرنا بها سيد البشرية سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم , لأنه يعرف طبيعة البشر , وميلهم لهوى , وغوايات النفس الأمارة بالسوء ,أخبرنا بانحرافهم , وتحولهم من نهج  الحكم الراشد , الى نغيضه تماما , الى نهج (الحكم العضوض) الذى كان سائدا قبل الرسالة , وهو (الحكم الوراثى ) واستمرت هذه الحقبة الى قرون طويلة من الزمن , وبالرغم أنه  نهج بعيد كل البعد , وانحراف عن الحكم الراشد , لأنه يستند فى الأساس على , العسف , وكل انواع الاستبداد فى الأرض , الا أنه بالرغم من ذلك كله ,  تخللته فترات رجوع للحق (الحكم الراشد )من رجال عظماء , تفردوا بذلك , وهم من داخل كيان هذه الأسر الحاكمة , وتكرر ذلك , وحدث فى جميع فترات حكم هذه الأسر الاسلامية  , ولم يكن ذلك غريبا , فقد كان ذلك هو الطابع العام لهذا النوع من الحكم لكل الأسر التى حكمت البشرية خارج بلاد الاسلام , ثم أطل على العالم لاحقا , نهج آخر للحكم فى مستهل القرن المنصرم , يعد أكبر , وأعتى , جاهلية , وضلالة , لم تر البشرية له نظير , فى سوءه , وبؤسه , وقبحه , فقد أثبت الدراسات والبحوث الجادة اللاحقة له , أنه يمثل فى حقيقته (الشر كله ) أتدرون ما هو هذا النهج الكارثة , الذى ربما كان هو من أحد أقوى الأسباب التى دعت الانسان أن يصل بفطرته السليمة ,  بعد قرون من المعاناة , والحروب , والدمار , الى نهج حكم يتماشى مع فطرتها السليمة , حكم راشد ( الدمقراطية )التى ثبت أنها تتّفق مع روح الإسلام ومقاصده الكلية , ومبادئه العامّة ،  التى سبق وأنزلت بالفعل كنموزج حى فى دولة المدينة , كما سبق الاشارة اليه آنفا ؟؟؟؟؟

( أنظر فى هذا الخصوس الميثاق الاسلامى الذى أعده الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين )

    هذا النهج الكارثة الذى هل على البشرية مؤخرا كما ذكر أعلاه , والذى ثبت أنه يمثل الشر كله , ولا يأتى من ورائه خير أبدا , هو نهج  : ( الشمولية البغيضة ) التى جاءتنا بها (الانقاذ ) واتخذتها وسيلة للحكم , وهنا يطرأ سؤال هام , وملح  وهو :

     " هل البشير وجماعتة عندما اتخذوا نهج هذه الشمولية البغيضة آنذاك , وسيلة لحكم البلاد , والعباد , كانوا يعرفون حقيقتها , وأنها كلها (شر فى شر ) لا يأتى من ورائها خير أبدا , كما هو حالنا الآن , نعيش فى ظل  مآلاتها , وتقع البلاد , والعباد تحت وطئتها المحرقة , المميتة ؟؟؟ الاجابة طبعا لا . لماذا ؟؟؟ لأنهم كما هو معلوم للجميع , خضعوا فى سنى شبابهم الأول , الى تعاليم وموجهات من الأب الروحى لهم , اعتنقوها ,وأشربت بها عقولهم باعتبارها تمثل حقيقة الاسلام , وكان الهدف من وراء ذلك كله , هو أعدادهم الاعداد الكامل , والتام ,لادارة دولته المنشودة , والتى أقامها بالفعل ( حصريا عليهم )فاضطلعوا بالمهمة , ونفذوا ما هو معد , ومخطط سلفا , على أتم , وأكمل وجه , وحقق الأب الروحى لهم بذلك مآربه , وما كان يرمى اليه بالتمام والكمال .

    نعم تم له ذلك , والمعلوم أن هذه التعاليم والموجهات الضالة , المضلة , التى ظلت حاكمة  للبلاد , والعباد ,لأكثر من ربع قرن , لم تك جديدة على أمة الاسلام , انها أمتداد , ونقل حرفى لعمل الفرق الضالة التى وضع بذرتها الأولى المجند اليهودى : ( عبد الله ابن سبأ ) فى صدر الاسلام الأول ,

(سبق تناولت هذا الموضوع بالتفصيل فى رسالتى تحت عنوان : " رسالة الى منتسبى الحركة الاسلاميةالسودانية " الحلقة (3) (4) )

   فبالاضافة لهذه المعلومات , فهم الآن يعيشون أمامنا , ونراهم رأى العين كمثال حى , يعيثون فى الأرض فسادا , وخرابا , ودمارا , تحت مسميات  مختلفة كلها تحمل رأية الاسلام زورا ,وبهتانا :( القاعدة – داعش – حوثيين .......... الخ المسميات ) 

    وهنا يأتى السؤال الثانى الملح , والهام , والجوهرى , وهو :

" هل لايزال البشير , وجماعته يؤمنون بهذه التعليمات , والموجهات , والتبريرات , التى جعلتهم يعتقدون أنهم : (صفوة الله فى أرضه ) وأن ما اضطلعوا به , وتم تنفيذه على أيديهم , من خراب , ودمار , وفساد فى الأرض , يعد عبادة يتقربون بهاالى الله ,  وفقا لهذه المبررات التى أعطيت لهم : ( عمليات :التشريد من الخدمة العامة للدولة – بيوت الاشباح – نهب المال العام – الحروب التدميرية ......... الخ الموبغات , ؟؟؟؟؟ )فالنستمع الى الكاتب الاسلامى البروف / الطيب زين العابدين يؤكد لنا ذلك :

"   ....... وكان أن سمعنا العجب العجاب بأن هناك: من يتعبد الله سبحانه وتعالى بالتجسس على الناس واعتقالهم وتعذيبهم وقتلهم وفصلهم من أعمالهم وبتزوير الانتخابات ونهب المال العام لمصلحة التنظيم. "

    فهل لا يزال على حالهم الأول , أم تغيروا ؟؟؟  كل الدلائل والأحداث التالية لعملية المفاصلة الشهيرة ( 1999 ),تشير الى أنهم تغيروا , فيا يلى بعضا منها :

(1) اتهام الرئيس للأب الروحى له بأنه  ( ماسونى  2004 )

(2) اخضاع فتاويه الشاذة لميزان الشرع , واصدار بيان يوضح رأى الشرع فيها ( مجمع الفقه الاسلامى عام 2007 )أى بعد ما يقرب من (40) عاما من حالة الصمت التام ,

(3) اتهام الأب الروحى لهم , بعد أن أعطت تعاليمه وموجهاته الضالة المضلة , أكلها بالتمام والكمال , وصف حالتهم , وما أدخلهم فيه من فتنة عارمة فى دينهم , وبلية ما بعدها بلية , وصفهم , وصفا دقيقا يعبر تعبيرا صادقا عن حالهم , وما أوصلهم اليه , وما هم غارقون فيه ,  قال : "

" كسبو الدنيا , ونسو الآخرة "

ماذا يعنى هذا ؟؟؟ 

    هذا  يعنى أن تعاليمه وموجهاته حولت تلاميذه الذين اضطلعوا بادارة دولته (الانقاذ ) وأدوا المطلوب منهم على الوجه الأكمل , تحولوا من وجهة النظر الدينى الى رجلين هما : 

الأول :  يقع فى دائرة الذين  "باعوا آخرتهم بدنياهم " 

(هولاء هم الذين استفادو فائدة عظيمة من تطبيق مبدأ (التمكين ) التلمودى الذى اعطاه الأب الروحى لهم الصبغة الاسلامية ’ وتحولوا بموجب ذلك , من أناس من عامة الشعب , الى أباطرة القرن (21) يملكون الفلل الراقية , والبنايات الضخمة ,  والاقطاعياتالكبيرة , والأموال التى لاحصر لها داخليا وخارجيا ,هولاء هم الذين تنطبق عليهم المقولة أعلاه)

الثانى :  يقع فى دائرة الذين : " باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم " 

( هولاء هم الذين كانوا يضلعون بتنفيذ الأوامر الصادرة لهم فى كافة المجالات : " التشريد – بيوت الاشباح ............. الخ مانفذوه من أوامر وتعليمات فى اطار المبررات الدينية التى سبق أعطيت لهم ) وكانوا ينفذون ذلك بهمة عالية , وحماس منقطع النظير باعتبارهم يؤدون واجبا دينيا , ولكنهم ظلوا بعيدين عن طريق أهل (التمكين )

      الى هنا أسمح لى يا سيادة الرئيس أن أخاطب سيادتكم ناصحا لكم بنية خالصة لله , ولا شىء آخر : 

*  اذا كان هذا كما تعلم هو الوضع الحقيقى للحالة التى أوصلكم اليها الأب الروحى لكم , وقد كان صادقا فى وصفها , والتعبير عنها   , فلماذا الاصرار على قيام انتخابات أنت أول من يعلم أنه لم يحدث فى تاريخ الشموليات هذه البغيضة قيام انتخابات نزيهة , وكل التجارب أثبتت أنها قائمة على (تزوير ادادة الأمة ) وقد ثبت ذ لك جليا فى انتخاباتكم السابقة ,وشهد بذلك الجميع , وعلى رأسهم الأب الروحى لكم ؟؟؟ فلماذا تدفع الرعية دفعا , والحال هكذا ,  ليشاركوك هذه الورطة , والسير فى اتجاه هذا الطريق الوعر , والمصير المجهول ؟؟؟ 

*  ألم يئن الأوان أن تقف مع نفسك وتحاسبها , والتوجه بنية خالصة لله فى اتجاه السير نحو ( التوبة النصوحة ؟؟؟ أنسيت هازم اللذات , وأن هناك حساب , وعقاب , وأنك الآن أمام فرصة غالية , وثمينة , فلماذا لا تعجل بانتهازها قبل الرحيل ((ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون الّا من أتى الله بقلب سليم . ))     صدق الله العظيم

* وأخيرا , وليس آخرا , أوجه خطابى أيضا ,للأب الروحى للانقاذ الدكتور حسن الترابى , أقول له ما سبق وجهته له فى رسالتى تحت عنوان " تعليق على تصريح د . حسن الترابى " وكان عن فساد الانقاذ , أى فساد تلاميذه , فيا يلى مقتطف منه :

سابعا : اذا ما هو العلاج : ربما يقول قائل العلاج يكمن فى المقولة الشهيرة :  " الربطها يحلها " وهذه لا تبعد كثيرا عن الحقيقة , ولكنى أرى فى ذلك وأقول كما سبق أوضحت , وأكرر ذلك أننى أنطلق دائما فى مخاطبتى لناس الانقاذ من بعد واحد , لا غير , ألا وهو : " البعد الدينى " وفسرت ذلك بأنهم هم الذين تعهدوا أمام الله والعالم أجمع , أنهم لم يقدموا على فعلتهم هذه الاّ لأجل تنزيل شرع الله على الأرض ليراه الناس كل الناس فى سموه , وعلوه , وتسعد به البشرية جمعاء , وقلت ان هذا الالتزام , والتعهد , يحتم علينا شرعا , أن ننظر الى أقوالهم , وأفعالهم , وممارساتهم , وكلما يليهم , ونزنه بميزان الشرع , فاذا تطابق معه فهو المطلوب , والاّ , يجب علينا جميعا , وجوبا شرعيا , أن نصدع بكلمة الحق , وأن لا نخشى فى الله لومة لائم ,

    ومن هذا المنطلق أسمح لى أن أوجه لك هذا السؤال الملح والهام وهو : " هل هذا الدور الكبير الذى ظللت تضطلع به منذ تاريخ المفاصلة , فى كشف حقيقة ما يجرى , ووصفك اياه ,بأنه : " فساد كبير , وجرائم لا انسانية , وبعد عن الدين وحكم الشريعة , بل فيه اساءة لها , وتشهير بها أمام العالم "... هل هذا نابع عن قناعة كاملة , توصلت لها باعتبارها حقيقة قاطعة , وأنه بمثابة رجوع للحق ؟؟؟ ..... أم أن ذلك كما يعتقد كثير من المتابعين , لا يعدو كونه , حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟ ....... فاذا كانت الاجابة بنعم وانها بدافع الرجوع للحق , ألا ترى أن , الحل يحتم عليك شرعا الاتجاه فورا ودون تردد , وبنية خالصة , وعزيمة صادقة , مع الله , وارادة قوية ,نحو عمل الآتى :

(1) الدعوة لاجتماع عاجل يضم جميع قيادات الحركة الاسلامية بشقيها , وتعلن أمامهم ة الحقيقة كاملة مجردة كما توصلت اليها , وتدعوهم جميعا للتوبة , والرجوع للحق , بتصحيح المسار , لأن الرجوع للحق فضيلة .

(2) يعقب ذلك تشكيل لجنة من كبا المرجعيات الدينية بهدف وضع الأسس السليمة والصحيحة التى تكفل أداء وتحقيق التوبة النصوحة , وفقا لتعاليم ديننا الحنيف .

(3) يلى ذلك التنفيذ الفورى لكل متطلبات التوبة , وفقا لقرار العلماء بما يحقق ويكفل سلامة ردّ الحقوق كاملة لأصحابها ومستحقيها شرعا , مع جبر كل الأضرار , بما يكفل تحقيق مفهوم التوبة لكافة من لزمتهم من المسئولين وفقا لتعاليم الشرع.

(4) بذلك فقط نكون قد خطونا الخطوة الأولى نحو طريق السلامة , طريق النجاة , طريق : (( الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليم , غير المغضوب عليهم , ولا الضالين )) 

آمين

    وفى الختام لا يسعنى الاّ أن نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا , ويهدى ولاة أمرنا , ويعيدهم الى رشدهم , 

( اللهم أرنا الحق حقا , وأرزقنا اتباعه , وأرنا الباطل باطلا وأرزقنا اجتنابه ) 

عوض سيداحمد عوض

awadsidahmed@yahoo.com

9/4/2015

 

آراء