هل يصلح اتفاق 17 حزبا ما أفسده الدهر

 


 

 

حمد إبراهيم دفع الله

أثار إنتباه المواطن السوداني الاتفاق الذي تم بين 17 حزب سوداني إلى جانب الحركة الشعبية، لخوض الانتخابات الرئاسية في فبراير/شباط 2010م في السودان ضد مرشح المؤتمر الوطني الرئيس المشير عمر حسن البشير، ما يؤشر على أن أي من هذه الأحزاب قد فقد أو لا يثق أو غير متأكد من أن له منفردا قواعد شعبية يراهن عليها وتناصره في أي معركة إنتخابية قادمة، وفي المقابل يؤكد لمراقب الأحداث شعبية المؤتمر الوطني بين المواطنين منذ أن شاء له الله أن يتقلد أمور الشأن السوداني، شعبية لم تأتي عبثا ولا من فراغ بل بسبب ما حسه ولمسه المواطن في واقعه المعيشي، بتوديع رهق الوقوف مبكرا وسط صفوف ضرورات الحياة وبتمزيق كثير من فواتير السلع والمواد التموينية التي تمس مسا مباشرا حياته اليومية، إلى جانب المشاريع  القومية من تشييد المصانع والمستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمعاهد والمراكز التعليمية والجامعات، وإستخراج للنفط الذي كان عصيا قبل الإنقاذ، ومشاريع البنية التحتية من طرق داخلية وأخرى تمتد حتى دول الجوار وسدود وكباري وإدخال الكهرباء ووسائل الإتصال إلى كثير من قرى السودان، وكان ذلك حلما فيما مضى لا يناله إلا ذوي بأس وعزم وتوكل.

            كما أن المراقب للشأن السياسي في السودان لا يرى إلا فقرا واضحا في برامج كثير من الأحزاب التي تطرحها لنيل التأييد والمناصرة للرفع من معيشة المواطن والتنمية والتطور والنهوض بسودان المليون ميل مربع ليتبوأ مكانه اللائق بين الأمم المتحضرة، وذلك خلافا للمؤتمر الوطني الذي أل على نفسه في مشروعه الحضاري إلا أن يعيد ثقة العالم في المواطن السوداني الذي فقد الكثير من بريقه الذهبي وسط الجاليات في المهجر، وصار يوصف ظلما وعدوانا وغيرة ب(الكسل)، ويعلي من شأن السودان في المحافل الدولية بمواقفه ومبادءاته وطروحاته المؤسسة توخيا للعدل وصلابة في المواقف المبدئية منحازا لعزة وكرامة سودان الوحدة والسلام.

            ثم كيف لأحزاب تأسست وتنادت بتطبيق الشريعة الإسلامية في السودان الذي أكثر من تسعين في المائة من سكانه مسلمون، أن تطرح أو حتى تناقش فكرة أن ترشح من غير المسلمين ليحكم الغالبية العظمى من المسلمين، وينادي حوارييه نهارا جهارا ب(علمانية الدولة ومراجعة الأحكام الشرعية) التي أنزلها الله سبحانه في كتابه الكريم، وأكدتها سنة نبيه الكريم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم.  

             هذا وغيره من أمور يؤكد أن حال أحزابنا مائل مميل ولم تستفد وتتعظ من تجاربها في الديمقراطيات السابقة وتلهث بدون ثوابت ومواقف فكرية، وكما قال الشاعر صفي الدين الحلي (1276- 1349م) :

أحاط به الآسون يبغون طبه

وقد حارت الأفهام واشتغل السر

وراموا بأنواع العقاقير برأه

وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر.

Hamad_ibrahim2003@hotmai.com

 

 

آراء