هوامش مؤامرة كنانة..!! (الأخيرة)

 


 

ياي جوزيف
16 April, 2009

 

أسس جديدة

 على قدر كبير من الصواب فهولاء الـ (الاصنام) السياسية جامدون تماماً، تذوب ثلوج المحيطات السياسية وهم لا يذوبون أبداً! لم يكن لدى كاتب هذه السطور أدنى شك في أن قادة ( كنانة) ارادوا السير في الطريق الأسهل نحو تحقيق أمانيهم، وركبوا رؤوسهم واستسلموا لظنونهم بأنّ الصمود الطويل لا يعطي ثماراً طيبة في أسرع وقت ممكن والعمر لا ينتظرهم ولا يمهلهم ومحطتنا الأخيرة في تحقيق العدالة الاجتماعية مازالت بعيدة، ورموا بتضحياتنا عرض الحائط متنكرين ومستنكرين بعض الاخفاقات التي لازمتهم بالرغم من جسامتها ومرارتها فإنّهم غير مؤهلين لتقييم أداء حكومة الحركة الشعبية بالجنوب أو على الأقل كيفية أو بأي قدر مئوي نفذت (نيفاشا) لأن هولاء (البشر) هم مصابون بـ (جنون حب السلطة) حتى ولو من الباب (الملتوي!) ويعانون من أمراض مزمنة وخبيثة اجتماعية واقتصادية ... (لازم نحكم!!) متناسين أصلاً أن البشرية توَاقة الى مجتمع تسوده العدالة الاجتماعية والاقتصادية، دون استغلال الانسان لإنسان آخر، مجتمع خال من الفتن يسوده السلام والاستقرار والديمقراطية.بالرغم من السرّية المفرطة على دعوات ملتقى (كنانة) فالمدهش هو تسرب البيان الختامي لـ (كنانة!) قبل انعقاده وتوزيعه في الجنوب سرِّياً، و وصلت إلى سلفاكير قبل انعقاد الملتقى مما يوحي بلا شك أنّ البيان الأخير لملتقى كنانة تمّ طبخه مبكراً من قبل (الجهات ما) وهي التي دفعت تكلفة (الفاتورة) وليس هذا غريبا على قادة (كنانة) وهذا الأمر كان متوقعاً ولكن الخفايا التي بدأت تتكشف كانت أكثر مأساوية (فالكنانيون) يمثلون واجهة لتبييض (مؤامرات الجماعة) ومن هذا الركن بدأت المؤامرة الكبرى؟! وشيء لا يحتاج إلى درس عصر لمن له عقل ويفكر بالمنطق... ولا يمكن باي حال من الأحوال تكذيب طبخ البيان من الخرطوم وليس بإرض كنانة، وإن لم يكن كذلك فكيف وصل البيان إلى جوبا قبل إعلان الملتقى؟!.. أولئك (القوم) كالذي يحرث في البحر..!فغالبا ما يعجزون إلى حد كبير عن ربط الحاضر بالماضي وقراءة الأشياء بصورة مرتبطة وبدونه لا يمكن أن نتفحص جيدا ما يجري وراء الخبر دون البحث عن الحقيقة، والابتعاد عن منطق يعتمد على تزوير الحقائق أو إخفاءه.. ويظن كثير من الناس الآن أنّ (الكنانيين) هم أبطال يتمسكون بحق (الجنوب) لكنّهم عكس ذلك ... هم كالسكر يذوبون سريعاً في فنجان (المنفعة الفردية).أمّا الأحزاب الجنوبية والتي قاطعت بعض قيادتها الملتقى تؤكد أنّ (بونا ملوال) هو مخطط لـ (سيناريو) على خلفية المحكمة الجنائية في إصدار أمر توقيف الرئيس البشير عندما قال: يجب علي الحكومة السودانية طرد الأجانب والمنظمات الدولية العاملة في السودان...) بأديس أبابا، فحينها ابتدر (بونا) تشكيل جبهة جنوبية لمناهضة (الجنائية) لكن نفس الجهات عدلت في الفكرة بأن يتم انعقاد ملتقى يضم بعض القيادات المنفلتة من الأحزاب الجنوبية وأصحاب المصالح الفردية كخطوة تسبق الجنائية ومن هنا بدأت تحركات (عمو بونا)..باختصار اجتمعت هذه القيادات الجنوبية بمقر منبر بونا ببحري فندوا أجندة الاجتماع بأنّها (تملية) من جهات ما ولا تمسهم بشيء ولا تخدم مصالح الجنوب واتفاقية السلام بأي صورة من الصور وراح كل فرد لحاله.. إلا أنّهم اقترحوا قيام ملتقى بديل (جنوبي جنوبي)، تشارك فيه الحركة الشعبية وحكومة الجنوب بما يختص الراهن السياسي وتمّ ذلك بمشاركة الحركة الشعبية المتمثلة في زعيمها القائد سلفاكير ميارديت وآخرون من القيادات النافذة.. وأسفر ملتقى جوبا للأحزاب الجنوبية في نوفمبر 2008م عن توصيات شاملة كاملة من حيث (الكم والكيف!) أدرجتها حكومة الجنوب ضمن برامجها الحالية.. ولكن الجدير بالذكر هنا أنه لم يشارك قادة المؤتمر الوطني من الجنوب في الملتقى لأنّهم قاطعوه بحجة أنهم قوميين وحزبهم حزب قومي ولا تشملهم دعوة حضور الاجتماع، وبالرغم من ذلك كانت هذه القيادات تترقب الملتقى من قرب وبقلق شديد عسى أن ينفردوا بالأمور، تسلم رئيس الحركة الشعبية وحكومة الجنوب (التوصيات) وتقبلها الحكومة بصدر رحب... والآن نتساءل ما هي الفائدة وراء ملتقى كنانة (غير زيادة سكر وبس).  

 

آراء