هوامش مؤامرة كنانة..!! (1)

 


 

ياي جوزيف
6 April, 2009

 

ياي جوزيف

 يقال أضرب (الحديد ساخنا) فنود أن نتصفح وثيقة (الوصايا السبع) والتي خرجت بها الـ(كنانة) وسوف نتناولها بشكل مفصلي وربطها بأبعادها التاريخية القريبة والبعيدة لكي نتمكن من فضح للعقول المدبرة. رغم أنّ المعركة وهمية لا تستحق ذلك الاهتمام إلا نرى فيها فائدة لمن فاتته متابعة خلفية الملتقى .. نعم، لأن ملتقى كنانة التآمري ليس له وزن في عالم الحقيقة.. نعم، لكن لا يمكننا تفويت أي فرصة على مهتم بتفتيت الشعوب أن يحاول النظر في هذه المعركة ـ وإن كانت وهمية..أنّ المؤامرة والفتنة ليست كشف المستور من تآمر البعض وتسميتهم وتعريتهم وتطهير مجتمعنا منهم؛ لكن الفتنة الحقيقية هي ما يفعله هؤلاء، ومن يتستر عليهم، ويدافع عنهم، ويجد لهم المبررات، وبعد كل ذلك يزج باسم الحركة وحكومة الجنوب تحت قيادة القائد سلفاكير ميارديت في كل ما يجري هنا وهناك، والحركة بريئة، بل هي أولى الضحايا لـ (هؤلاء!)، والأهم أين مصلحة الشعب والوطن من (الهرجلة)؟! وكيف لهم أن يرضوا بأن يكونوا رؤسا للفتنة والناطقين باسمها؟!.بقدر كبير من الصراحة؛ الكل يعرف الغاية من الفتنة (المدبرة) ونحن ما زلنا رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا، نتوقع من الـ(35) شخصاً الذين مثلوا دور قيادات الأحزاب الجنوبية المزعومة أن تراجع خطواتها السياسية بما يتعلق بقضايا الجنوب. لأنّ الكثير منا لا يقبل بفكرة شريرة؛ مفادها أن يعود الصراع على امتيازات جهات (ما) أو المؤتمر الوطني في (صوملة) الجنوب إلى حد التدهور والانزلاق في وادٍ دموي شيطاني سحيق باختيارهم (هم) المتآمرون وليس الجماهير، وكأن درس الأمس لم يقرأ منه حرف. وكيف يقبل البعض بلع الطعم بهذه السذاجة وقلة الوعي؟!.حتى لا يأخذنا الحسر الي ما لا نَرِيد، فإننا نرجّح أن كل مشاريع الفتن والفوضى المصنّعة في الخرطوم والمصدّرة إلى الجنوب، ما هي إلا مشاريع تهديمية همجية، لإيقاظ الفتنة.. ومعلوم سيخرج علينا أصحاب الأبواق المعتادة بنفي للمؤامرة و ماذا من وراء النفي؟!.. المدافعون عن (الفتن) أصبح شغلهم الشاغل هو قذف كل من يحاول إظهار الحقائق وتسمية الأمور بمسماها الحقيقي بإثارة الفتنة، ولهؤلاء الإمّعات أقول: أن الفتنة الحقيقية هي السكوت عن رؤوس الفتنة ومن يثيرها، والفتنة الحقيقية هي التغاضي عن الفوضى لتعم مخيلات (ببغاوات الجماعة) في محاولة لمحاصرة الحركة الشعبية بمؤامرات مكشوفة وفاضحة بفضاحة عقول مدبريها، والفتنة هي في الإبقاء على هؤلاء جميعاً ليطعنوا جماهيرنا وقضاياهم في ظهرها غدراً وليلاً كـ(الواطاويط).لم يعد هناك مجال للتعامي والتغاضي، ولا للمسايرة والمهادنة، ولا للرضوخ لاتهامات الأبواق بإثارة الفتنة التي يؤججونها ليل نهار ببياناتهم التي تقطر حقداً وعدم الالتزام بمبدأ.عموما، أتفق والكاتب الإيطالي: أمبيرتو إيكو، في مقاله (المؤامرة الشاملة... والوهم الكبير!) حيث قال: "والناس يتآمرون حين يحاولون الإستيلاء، وبشكل تدريجي، أو حين يدسُّون القنابل في عربات المترو. لطالما كانت المؤامرات موجودة، بعضها يفشل ولا يكون واضحاً، وبعضها الآخر ينجح، لكنه قد يبقى محدوداً بالإجمال من ناحية الأهداف والفعالية. بيد أن أعراض المؤامرة تشمل مفهوم المؤامرة الشاملة، ومعظمها خاضعة لسيطرة قوّة غامضة واحدة تعمل في الظلّ". سوف نسرد كيف (تمارس) ما يسمى بـ(المحمومين من الجنوبيين) أو (Concern Southern Sudanese)  سياسة تفكيك ومحاصرة للحركة الشعبية منذ 1998م حتى اللحظة؟! وربط هذه الممارسات بأجندة المؤتمر الوطني ودور بعض القيادات النافذة في تحقيق الهدف نفسه. أيضاً نتناول منشأ فكرة ملتقى (كنانة) وأهدافها الخفية غير الملعنة في الوثيقة الأخيرة وأساليب تنفيذه؟!، ولماذا قاطعت الأحزاب الجنوبية الحقيقية الملتقى؟! أمثال "يوساب"، و"سانو"، و"المؤتمر الإفريقي"، وعلاقة المؤتمر الشعبي ومشاركة بعض قادته في الملتقى؟!، وخلفية عن تحركات بعض المؤتمرين في أوربا والاقليم.. كل هذا وذاك سوف نضعه تحت المجهر الإعلامي حتى لا نُتهم بالإثارة.ونواصل،،،   

 

آراء