وانتقل أبو رذاذ أحد النبلاء الأفذاذ

 


 

 

تُوفي إلى رحمة مولاه سعادة العميد طلحة محمود موسى مادبو أحد الأصدقاء النبلاء الذين جمعتني بهم أواصر الرَحِم (فهو عَمِّي في الحسبة) ووصلتني به وشيجة المحبة الروحية (فهو شقيقي في النسبة). عظم في ناظري منذ الصغر مشهد أقاربي من العسكريين وقد رسخت في خلدي ظلالهم وهم يخدمون الوطن بتجرد ونزاهة ووطنية قَلَّ مثيلها في هذه الأيام العابسات والليالي الكالحات. أبو رذاذ من القادة الذين أحبهم زملاؤهم إذ كانوا يرعون "الخوة"، يبذلون الكلم الطيب تتبعه المروءة، يتقدمون لقيادة الكتيبة لا تشوبهم الريبة، يرأفون بجندهم لا يحفظون دونهم المئونة. بالبلدي (راجل ضكران وأخو أخوان)، يحلو لرفقائه العسكريين مناداته بقولهم "ود الناظر"!

"طلحة الملك" - كما تحب أخواته مداعبته - رجل جمع بين أضداد لا يجتمعن إلّا لعبقري قوي مُقوده وانبرى معجمه لفعل الخير، فقد جمع بين الرزانة والطرفة، الحزم واللين، الشجاعة وكره التخوين، الكرم ونبذ التبذير، النبل وصرامة التعبير، الشموخ والتواضع، الوضوح والتأفف عن جرح كرامة الحاضرين، الحكمة وعدم التردد في تبيان خطل الآخرين، الأدب والجسارة، الوضاءة والحياء، الإحجام والسخاء، النبا

Auwaab@gmail.com

 

آراء