وطن مبتور .. ودولة وليدة !!

 


 

 

مفاهيم

Nadiaosman2000@hotmail.com
في صباح كل يوم جديد ومع إشراقة شمسه أرفع كفي بالدعاء طالبة من رب العالمين أن يكفي بلدي شر التشرزم والتفتت بأكثر مما حدث بإنفصال الجنوب العزيز ؛ أدعوه أن لا يموت سودانياً وأحدا بيد أخيه السوداني في الشمال وجارته الجنوب ؛ أدعوه أن تحل كل المشكلات الخلافية العالقة بين الشمال ( المبتور) والدولة الجارة (الوليدة ) سريعاً وسلمياً حتى لا ندخل في آتون حرب أخرى يشتعل أوآرها فلا تترك يابساً ولا أخضراً من ما تبقى في الوطن المُبتلى بصراع الكبار ، عندما كانوا شركاء وبعدما أصبحوا جيران ؛ سيان الحال هو الحال وبل أصبح أكثر تعقيداً ، وإزداد الطين بللاً وغرقنا في وحل الخراب الذي يعم أبيي الأن وملكال ومعظم مدن الجنوب ؛ بينما (المتهم) هو الشمال متمثلاً في حكومة المؤتمر الوطني !!
وهاهي الأنباء تحدثنا عن مستندات ووثائق يقول (الكوماندور) باقان أموم القيادي المتنفذ ، وزير السلام بحكومة دولة الجنوب أنها كشفت لهم تورط الحكومة في الشمال فيما اسماه بـ ( أنشطة عدائية تستهدف إستقرار جنوب السودان) !!
وبالطبع لن تسكت الحكومة على هذه الإتهامات فخرجت لتصفها بـ
( المفبركة) وبأنها (مدعاة للضحك والسخرية) !!
ومابين إتهامات الحركة الشعبية للحكومة وسخرية الحكومة من مثل هذه الإتهامات وفي تلك الأثناء تحديداً ، يموت أبناء الشمال والجنوب في أبيي وغيرها من مناطق وبؤر الإلتهاب دون سبب سوى إنشغال الحكومة شمالاً وجنوباً في كيل الإتهامات ونفيها !!
ما يحدث في أبيي الأن نتيجة طبيعية ومتوقعة لتأجيل (عمل اليوم إلى الغد) ! وذاك اليوم المقصود كان في ظل الوحدة وقبل حدوث الإنفصال فكان من الضروري وقتها حسم كافة المشكلات العالقة وأهمها أبيي ولكن للأسف فضّل القادة في الشمال والجنوب ( القفز بالزانة) من فوق كل ما هو (عالق) وإرجاء حسمه في سبيل أن يتحقق للجنوب حلم الإنفصال المنشود أولاً ، ولتقول الحكومة أنها أوفت بالوعد وتركت الجنوب لخياره (الجاذب) في الإنفصال ، ثم بعد ذلك لكل حادثة حديث ولكن !!
الأن ها هي التصريحات النارية من الجانبين والتهديد بالبترول والموارد من جانب القائد أموم يعلو صوتها  فوق صوت معركة وقودها الدم !
و( الزول) السوداني !!
أي بترول الذي تتحدثون عنه الآن يا سادة ، وأي موارد والإنسان يموت في السودان الشمالي ودولة السودان الجنوبي ؟!
آو ليس الإنسان هو المورد الأهم والكنز الأكبر يا قوم هداكم الله ؟!
إلى متى سينعق بوم الحرب فوق رأس الوطن ( المبتور) وتاكل نيرانه أبناء الدولة الوليدة ؟!
والله أن السناريوهات القاتمة أرهقتنا فباتت قلوبنا وأجفة راجفة ، قلقة ولا تعرف للإطمئنان سبيلاً في ظل هذا الموت المجاني وسفك الدم السوداني الغالي ، وتعالي صوت البارود متزامناً مع تصريحات نارية من حكومة الشمال والدولة الجارة في الجنوب ؛ فماذا بعد الإنفصال ولماذا يسوق القادة في الشمال والجنوب البلاد والعباد الى هاويات سحيقة وسناريوهات أكثر قتامة ؟!
والله أن السودان لن يحتمل حرباً جديدة بعدما أصبح دولتين ويكفي الوطن توتر حاله غرباً !
 وندائي : أن يا حكومة الجنوب ويا كوماندور باقان لا تصدق أن حرب التصريحات ستجدي فتيلاً بينما دم الجنوبي يسفك هباءاً !!
ويا حكومة الشمال لا تظني أن الرد على الإتهامات عبر الصحف ستكون له فائدة تُرجى في ظل وأقع مليء بالمشكلات وغير مستقر بشكل كامل بالبلاد !!
وكلمة العقل هي أن يبدأ الحوار ثم الحوار ثم الحوار بين الشمال والدولة الجارة في الجنوب ؛ فهو الحل الوحيد لحقن الدماء وتحقيق إستقرار وحسن جوار بين البلدين ينشده الوطن والمواطن السوداني في الشمال ودولة الجنوب !!

و
قوموا إلى الحوار وأوقفوا النزيف ..يرحمكم ويرحمنا الله !!

 

آراء