ولد الهدي فالكائنات ضياء … وفم الزمان تبسم وثناء

 


 

 

بالمناسبة الاحتفال بذكرى مولد سيدي رسول الله الأمين عليه وعلي آله وأصحابه أجمعين افضل الصلاة واتم التسليم كان مناسبة دينية تهفو لها النفوس الذكية والزكية تستريح بها في خضم صخب هذه الحياة في زمننا هذا الذي تلبدت غيومه بالماديات والغفلة والاسراف في السير في منعرجات الدروب من غير وعي في أغلب الأحيان مما جعل شفافية الروح وتطلعها للمعالي تضعف نوعا ما ولكن الإنسان وبما يحمل من قلب سليم وفؤاد ذكي وقاد ورغم ما يصيب القلب من فتور ومن تراكم لبعض انواع المنغصات والمشغوليات التي تشغله عن التأمل والنظر في كتاب الكون الفسيح وجعله نهبا للوساوس التي يحار كيف يمكنه تفاديها وهي تمسك بخناقه وتجعله بلا تفكير وبلا ضمير ... فهذا حال الأمم التي فقدت الانوار الروحانية ... هذا هو حال الغرب الذي صار مفتونا بالمال والقوة واستعباد الضعفاء واختفت من حياتهم كل مظاهر التواضع وجاسوا خلال الديار الأممية مستخدمين كل أدوات الوهم التي يخدعون بها غيرهم علي أساس انها نصيرة لبني الإنسان تجلب له السعادة والعيش الطيب في حين أن هذه القوي التي يسمونها كبري أو هم الذين خلعوا علي أنفسهم هذا اللقب امعانا في الضلال البين الواضح الذي لاينكرونه حتي هم أنفسهم ينتجون افتك الأسلحة ويبيعونها للحكام الفاسدين ليقتلوا بها شعوبهم المسكينة ... واليوم قد بدأ الغرب يتحرك عبر شبابه ممثلا في طلاب الجامعات وفي الشرفاء الذين أعلنوا بالصوت العالي أن ال ( Tax Dollar ) ليس لتمويل نتنياهو لبناء مجده الشخصي وحفاظه علي منصبه السياسي علي حساب قضية المسلمين وقضية العرب الأولي فلسطين وتحرير القدس الشريف وقد ترك الفلسطينيون وحدهم تحصدهم أساطيل امريكا وصواريخ أوروبا وقنابلها الذكية والأهل والأصدقاء من العرب والمسلمين وجدوا أن الشجب والاستنكار والقلق هي أسلحتهم التي يمكن أن يساهموا بها حتي لا تغضب منهم ماما أمريكا أو عمتو أوروبا العجوز ...
مادمنا نتمسك بارثنا ومحبتنا لسيدي رسول الله الأمين أمامنا وقدوتنا وشفيعنا وحبيبنا ونعمل جاهدين علي ترسم خطاه قولا وفعلا وان ننفض عن أنفسنا هذا التواكل ونتوكل حقيقة ونعمل في كافة الميادين ونجتهد خاصة في دنيا العلوم كما كان عليه سلفنا ايام مجدنا التليد يوم اهدينا للغرب خلاصة تجاربنا ونحن في قمة التنوير والغرب وقتها كان يلفه الظلام الحالك من الجهل يتخبطون وفي ضلالهم يعمهون ...
لا لن نترك لهم أن يذلونا بما قدمنا لهم من مفاتيح المعرفة هم طوروها واحسنوا رعايتها ولما اشتد ساعدهم بها وبدلا من أن يردوا لنا التحية باحسن منها امطرونا بالقاذفات برأ وبحرا وجوا ونهبوا خيراتنا وسرقوا مواردنا واشتروا خاماتنا بأبخس الأثمان واعاوها لنا أسعار فلكية وحولوا أوطاننا الي مجرد اسواق لعرض سلعهم وارسلوا لنا الأدوية المغشوشة والأغذية الملوثة بالسرطان وفتحوا عندنا جبهات القتال واسعة نحن الذين ننزح ونلجا لدول الجوار وغير الجوار وهم لا حديث لهم غير الاغاثات والممرات الآمنة وإرسال الكراتين المعبأة بالسلع من زيت ولبن مجفف ورز وعدس وغيرها وهي لا تكلفهم كثير شيء ومع ذلك يملأون بها الميديا ضجيجا وعجيجا والموت في كل مكان والمرض والجوع وتنعقد في المنظمات الدولية الجمعيات الأدبية والمحسنات البديعية والذين يعتلون المنصة سواء كانوا من الشرق أو الغرب كلهم سواء ببدلهم الأنيقة وربطات عنقهم الساحرة وحديثهم الحلو المخادع وتنفض الجلسات ليتكرر نفس المشهد كل عام ولا جديد وامريكا تنعقد فيها انتخابات الرئاسة والعالم ليس له شاغل غيرها وبوتين وإيران والصين وكل هذه الدول لها طريق مرسوم وفي غاية الانسجام تحت التربيزة وفوق التربيزة حرب كلامية وقواعد اشتباك والضحية نحن شعب السودان وغزة وأوكرانيا والحكام كلهم طينة واحدة يحبون الإعلام المطبل والمال المتلتل والذهب النضار والتبع البصمجية الذين لم يتدربوا علي كلمة لا أو ادب الاستقالة ...
بمناسبة حلول ذكري مولد سيدي رسول الله الأمين عليه وعلي آله وصحبه أجمعين افضل الصلاة واتم التسليم ...
نعيد القول ونذكر فإن الذكري تنفع المؤمنين أننا نحب رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم فهو أمامنا وقدوتنا وشفيعنا وحبيبنا ونحن في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا العربية علينا التمسك أكثر واكثر بحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن نقرن القول بالعمل وان نهتم بالنشيء بالعلم والصقل والتدريب وحب القراءة والبحث عن الحكمة أينما وجدت فإنها ضالة المؤمن وكل هذا الخير والعودة للمنبع الصافي يكون بالعلم والايمان والعودة للتعليم الصالح الذي فيه خيري الدنيا والآخرة والرجوع للمكتبة المكتبة المكتبة والمذاكرة والاجتهاد أفرادا وجماعات والتفكير فإن التفكير فريضة إسلامية مع التمسك بحسن الخلق والاقتداء بسيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كان خلقه القران .

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي.
معلم مخضرم.

ghamedalneil@gmail.com

 

آراء