ولكن من يُقيل عنان!!

 


 

 

أطياف -
ولأن النظام الإنقلابي لا شيء في يده يقدمه للمواطن، فهو لا يملك إلا إثنين، حزمة من الطلقات وعرش يرتجف، فكلما تقدم المواطن نحوه كانت الطلقات هي العطاء الأمثل وأفضل أوجه المعاملة عنده ليدفع به الرهبة ويجدد به أحزان هذا الشعب، ليكيل فوق أزماته محنة وهماً ووجعاً، هذا برنامج حكومة السلطة الانقلابية منذ أن أعلن البرهان انقلابه.
ولأن عنان أفضل منجز لمثل هذه العمليات، فكان لابد له أن يرد على تميزه بعيون الجنرال وتكريمه بإنجاز أكبر، فلماذا كرم البرهان عنان وخصّه دون غيره، ما هو الشيء الذي قدمه في مسيرته فهل كُرّمَ الرجل لما حققه من عنف وقتل واعتداء على الشارع الثوري ، لذلك كان لابد ان يكون انجازه بعد هذا التكريم رقما جديدا يزيد به عدد الشهداء من الثورة !!
فالفلول المتربصة قلنا إنها بالمرصاد وعنان ربما ينفذ لها ما تريد دون أن يظهر وجهها في المرآة قُبحاً بملامح المؤامرة !!
ولأن العملية السياسية لابد أن تواجه بجرافات أكبر ، بعد أن أصبحت عبئاً على العسكريين والإسلاميين ، وكان لا بد أن يلتزم عنان في أيام المواكب التي صادفت هوى الجنرال وُداً ومحبة للاتفاق الإطاري، وان لا يلتزم في المواكب ما بعد نية البرهان هزيمة الإتفاق، وهنا فقط تتجلى صورة شرطة عنان في خدمة السلطان والشرطة وبياناتها البائسة لا تكفيها نسخة واحدة من ممارسة(اللف والدوران)، تصدر بياناً آخر تقول فيه عبارتها الممجوجة (انه تصرف فردي) فكيف يخالف فرد من الشرطة تعليمات قائد أمره بعدم إطلاق النار على المواكب ، كيف له عندما طاشت طلقاته لم يهب لينقذه ولماذا وقف افراد الشرطة متفرجين دون اسعافه؟ ، شرطي تقدم نحو الشهيد متعمداً وأطلق نيرانه قاصداً ، ليقتل شاب لا يحمل بداخله إلا وطنه ، كيف لا يفعل ذلك وانتم فاض بكم الكُره ، وعشش فيكم الخوف من ثورة لا تموت ، فهذا ليس تصرف فردي ، هؤلاء مجموعة أفراد في مؤسسة يتصرفون بخطة محكمة.
فالشكوى لله من هذا الشعب الذي يعيش في وطن (مغبون) يقف البرهان على قلبه هما وحملاً ثقيلاً، والعار لكل من ركن للسلطان وزين له عمله، ولم يجرؤ على قول لا فالشعب عندما لا يريد ، فكيف لك ان تحكمه وما بينك وبينه شلالات دم فالخطر ليس في ما ارتكبته السلطات الانقلابية في حق هذا الشعب ، الأسوأ فيما تنوي إرتكابه مستقبلاً دون ان يغشاها الندم على ما فات ، إلا يعمل عنان الآن داخل المؤسسة اقصى ما في وسعه ليبقى بمنصبه !! فمن يقيل عنان ورئيسه وقائده البرهان!!
طيف أخير:
لن تنطفئ شمعة هذه الثورة حتى تحقق كل أهدافها، ولكنكم زائلون.
الجريدة

 

آراء