يسقط عرمان .. تسقط الوحدة!!

 


 

ياي جوزيف
31 March, 2010

 

ياي جوزيف   

 

كل إنسان يستطيع  أن يدعي مايشاء من الأقوال والأفعال. فقد سمعنا ورأينا الكثير خلال خمس سنوات من عمر  اتفاقية (نيفاشا) .. لكن الحقيقة ظلت لها وجه واحد، لايمكن للظنون أن تجاريها ولايمكن للادعاءات أن تغير مسارها ووجهها. الصدق والحقيقة أن الوحدة الطوعية بين أبناء الجنوب والشمال والغرب بالتاكيد علي كف (العفريت!!)... وهي تحتضر الآن!!

ولماذا تحتضر الوحدة المنشودة؟! فالاجابه واضحة، حيث لا يمكن لأصحاب مشاريع الخراب أن يدّعوا أنهم (وحدويون) .. فالمؤتمر الوطني برصيده الرجعي لا يؤمن بالوحدة المنوط ولا يهتم باسباب توحيد أهل السودان .. ولا يمكن لتجار الدين والحروب أن يتغنوا بلغه (الوحدة) ناهيك أن يتخذوا من (الشجرة)  رمزاً لهم، وهم يدمرون البشر والشجر ويزرعون (الحجر) بالمقابل، فهل يمكن لعاقل أن يصدّق شيئاً من ذلك حين يسمع أو يرى من يفعل شراً ويدعي أنه لا يعرف سوى الخير؟!... لا شك في أن العنصرية التي اكتوينا منها في السابق ومازالنا نعاني منها تنبع من مستنقع واحد وهو أطماع (الجلابة!!) المستعربة. تدعي تبني شعارات إسلامية وعروبية زائفة لا تمس الواقع بشيء، وفي النهاية تصب في كهف ظلام واحد؛ وهو تسفيه الأرواح البريئة وإبادتهم كما يحدث الآن في بلد مشروع الإسلام التجاري لزمرة (عمر البشير) التي تأسست على الإبادة والعبودية واعتمدت العنف والإرهاب كوسيلة للبقاء في السلطة، وليس غريباً على الإطلاق، أن نهج وأسلوب الـ(تمكينيين) تكريس كل علاقات الاضطهاد بين أهل السودان بمختلفة انتماءاتهم.

لا شك أن الدولة (الشريرة!!) المؤسسة على العنف، والإرهاب، والتنكيل، والقتل، وتزوير حقائق التاريخ، تدرك عبر وعي (جماعة هي لله) الملوَّث والملوِّث في أطروحاتها، حيوية وأهمية التغيير الذي ينادي به مشروع السودان الجديد علي أسس الوحدة الطوعية بعيداً من أمراض التعصب، ومؤسس علي (الأمل والتغيير) وفي نفس الوقت هي طاقة طاردة للأفكار العنصرية وإلغاء الآخر. ورفض لاستباحة الفساد وافتعال تناقض تعسفي وقسري بين أهل السودان وبين مكوناته الحضارية دون دفعنا إلى حد الاصطدام واختلاق نهاية للتاريخ: فالجنوب يعلم أن الإسلام يرفض النهب والقهر، ويعترف بالتعدد والتنوع واحترام ثقافات الشعوب. والإسلام في ذاته منظومة لقيم إنسانية غير قابلة لأضاليل عصابة الشر (الانقاذاوية)، فالإسلام يبشر بالحرية ويسكن في الحرية، أما إسلام قياصرة (المؤتمر الوطني) فهو حكومة من نوع آخر تغرق في الفساد والعنف والجريمة والإرهاب وتخطط للمؤامرات ضد مواطنيها..‏ ويا للعجب!!

خلاصة القول: لا شك أن نستصحب معنا اتجاهات الرأي العام في الجنوب وخاصة في حالة احتمال فوز فاشية (الوطني) بتزويرهم لانتخابات (أبريل) .. اللهم نسألك ألا تجعل الوحدة الطوعية كذبا من أكاذيب (أبريل) 2010م، أو في خانة (الحلم) المستحيل يضرب به المثل للأجيال القادمة. عموما ترشيح عرمان للرئاسة هو الميل الأخير (نمشيه!) نحو تحقيق مشروع وطن موحد علي رؤى جديدة، رغم إلمامنا الكامل بان: (الوحدة) تحت الإنعاش وأشبه بحلم مرور (الإبل) من ثقب (الإبرة) .. وهذا ليس تشاؤما ولا رغبة في إحباط التوقعات للحالمين بوحدة السودان تحت حكومة (المشين البشير!!). ليعلم (الغافلون) عن الحقيقة أن الوحدة مقرونة بـ(التصويت!!) لصالح ياسر عرمان وفوزه بمقعد الرئاسة، فلتكن وإن لم تكن .. فأدركنا المعادلة الرياضية: لو سقط عرمان عبر التزوير فلتسقط الوحدة...

 

 

آراء