من هنا وهناك دماء ودموع واحتجاجات !!
سلام يا .. وطن
*أن ترى الظلم وتقاومه وتدينه وتحاربه وتحتج على وقوعه فهذه قيمة كبيرة ولها ضريبتها في بلد أرخص مافيه الإنسان ، ولكن ماحدث معنا ونحن نتجه صوب وزارة الثقافة والإعلام الإسبوع الماضي للإنضمام للوقفة الإحتجاجية التى نظمها تجمع الإعلاميين ، ولكننا وجدنا الشارع والوزارة تقع تحت احتلال كامل من قوات الأمن و الشرطه بين ما يتسرب الإخوة الإعلاميون و الإعلاميات وهم يتخذون من حركة السير الدائرى وسيلة للتجمع الخفى بينما قوات الأمن تطوق المكان بشكل كامل ، الشي الذي يدعو للحيرة ما الذي يجعل الحكومة تنزعج من هذا الحراك الذى يقوم على السلمية ، ولا يعطل حركة مرور ولا يسعى نحو التخريب بل يمكن القول أن المحتجين أوعى بما ينبغى أن تكون عليه مفردة الإحتجاج الجديدة التى تحترم الممتلكات العامة والخاصة وتحرص على عدم المساس بها بل وتدافع عن حمايتها
* فى هذا الجو ونحن بين الترقب و الإنتظار إعترضتنا (عربه تاتشر ) يعتليها شباب تنطق وجوههم بالتجهم والغلظة فى التعامل وطلبوا منا الصعود على العربة بلغة تنم عن عدوانية مفرطة و إستعداد مسبق للعنف تسألنا ماهى الجريمة التى إستدعت إعتقالنا ؟ لم نجد سواء كلمة واحده ( بتعرفوا قدام ) و ما نود أن نعرفه (قداااااااااام) كتير ، صعدنا والشارع ينظر عن كثب ، وفى محاولة لإرهاب الشارع إنطلقت العربه بطريقة جنونية حتى وصلت المعتقل الأول فى أبو جنزير لنجد تعامل مختلفآ ومختلفآ تعنى أقل فظاظة من المجموعه الأولى ، ركبنا بعد أن سجلت بياناتنا ليتم نقلنا إلى حافله أخرى أوصلتنا إلى موقف شندى ، حيث وجدنا المعتقليين من أساتذة جامعة الخرطوم وعددهم إثنين وعشرون أستاذآ من صفوة علماء بلادنا ، وكان إحتجاجنا الأول للمشرفين على المعتقل أنه من المفهوم والمقبول عندنا أن يتم القبض علينا كإعلاميين ولا إعتراض عندنا من أن نوضع فى اى مكان لكن أن نجد علمائنا يفترشون النجيلة فهذا هو الوضع المرفوض جملة و تفصيلا .
* إفترشنا النجيلة سويآ و إستمعنا للحكاوى وبدئنا فى حوار مفتوح عن الأزمة فى جذورها وقشورها واللباب لم نجد أن المسافات متباعده بيننا و أتفقنا جميعآ بأن التغيير قادم لا محالة ، فأن النتائج التى تمخد عنها هذا الحراك هو أننا محتاجين لإيجاد مفردة جديدة فى أدب الحوار و أدب الإختلاف ، وهذا وضع غير بعيد إذ أن ما وصلنا إليه من عقيدة راسخة تؤكد على أن القوم أصبحوا مثلنا مؤمنيين بأن هنالك أزمة تستحق الوقوف عندها لحلها قبل أن يسقط كل الوطن .. من هنا وهناك دماء ودموع واحتجاجات ! وسلام ياااااا وطن ..
سلام يا
عندما تحدث السيد الرئيس عن قانون النظام العام فأنه لأول مرة يتفق معنا على أنه قانون جائر و مشوِّه للشريعة والدين و أخلاق السودانيين ، ويجب الآن الإعتذار ورفع الضرر عن كل ضحايا قانون النظام العام ويجب كتابة أسم / وئام شوقى و ويني عمر وكثير من الماجدات بأحرف من نور على خارطة السودان الجديد ..وسلام يا..
الجريدة الأحد 17/2/2019