من وقائع ثورة الشباب (4)!. حكم وانطباعات ،، حكايات وطرائف
* (معظم هؤلاء ولدوا مع مجيء نظام الشؤم، حيث رفعوا حناجرهم بالغضب ليسقطوه اليوم. جلهم عاشوا سنوات عمرهم في المساحة الزمنية التي جثم حيالها هذا النظام القبيح على صدورهم، وسام شعبهم قهراً وتجويعاً. النظام الذي نشر في أودية وسهول بلادنا الخضراء ثقافة الجوع والحرب والإبادة والإغتصاب والتشريد. نظام سعى لغسل أدمغتهم حتى يجعل منهم مسخاً أشبه به. لكنهم عرفوا عبر لغة عصرهم - عبر الإنترنت - أنّ هذا النظام الذي يحارب حرية التعبير.. النظام الذي يحارب الفنون والسينما والمسرح والموسيقى، ويكرس فقه كراهية المرأة، ويجعلها مجرد متاع. النظام الذي يهين المرأة التي أكرمها الله ويشبع جسدها بالسياط في قارعة الطريق..عرفوا أن هذا النظام لا ينتمي إلى العصر الذي يعيشون. ويكفي بهذا وحده أن يربي فيهم الجوع إلى الحرية وإعلان الثورة من أجل صناعة مستقبل يذخر بالحق والحرية والجمال!). هذا ما أشار إليه أحد المتصفحين عبر صفحته بالفيس، وقد لامس فيها واقع حركة الشباب والنساء في ظل النظام المخلوع، حيث وضمن سيطرته على مفاصل المجتمع السوداني، استطاع أن يكبل حركة وحريات هذا القطاع الذي يمثل النسبة الكبرى والحيوية وسط السودانيين، ومن هنا ساهم النظام بنفسه في دق أسفين الموت وكتابة الأسطر الأخيرة من رواية هيمنته السياسية، فقد كانت قراءاتهم خاطئة لواقع هذا القطاع، واعتقدوا أن بإمكان أيدولوجيتهم المتخاصمة مع كل جمال الكون والحياة أن يعتقلوا ويغيروا من طبيعة أخطر قطاع في المجتمع السوداني، وقاموا بإعادة صياغة مفاهيمه على الأسس التي يحلوا لهم فرضها، وما دروا مطلقاً أن مكمن قوة القطاع الذي استعدوه من منطلق إحساسهم بالتقاطع التام بينهم وبينه تكمن في أنه قطاع "تفتيحة" و" يفهمها وهي طايرة"! ،، لذا فقد ههتفوا في الشوارع قائلين بكل صدق وحقيقة:ـ نحنا الجيل الما بتغشة ،، نحنا الجيل السقط بشة!.
* نواصل رصد أهم ملامح هذه الثورة الفريدة في حياة السودانيين والتي أمكن لطلائعهم الثورية أن تفجرها للمرة الثالثة في تاريخ السودان الحديث، ليصبح شعب السودان هو الشعب المتخصص في إسقاط الديكتاتوريات العسكرية بواسطة سلاح الاضراب السياسي والعصيان المدني كأمضى سلاح في يد الشعوب المسالمة!.
* تمام النظام:ـ
مع ملاحظة شباب الثورة لقوات الأمن التي تتحرك وتكون في الأماكن التي تم تحديدها من قبل تجمع المهنيين للانتظام في التظاهرات والمواكب، قال أحد ظرفائهم:ـ
أول مرة ناس الحكومة يسمعوا كلامنا، نقول الساعة كده في المكان الفلاني، ما يتأخروا ولا دقيقة!.
* جيل الروضة:ـ
بعاديتها وبرائتها هتفت طفلة صغيرة في وجه دورية عسكرية لآفراد جهاز الأمن الذين كانوا يجوبون حيها بحثاً عن أي تمرد أو تظاهرات، فسمعوها تقول لهم بثبات "تسقط بس" أحضروها لقائد الدورية حيث سألها:، منو القال ليك قولي كده يا شاطرة؟
قالت له:ـ هويدا!.
:ـ بتعرفي بيت هويدا؟
:ـ أي ،، داك بيتا.
ذهبوا وطرقوا باب البيت، فخرجت لهم والدتها
:ـ بنسأل من هويدا
:ـ هويدا لسع في الروضة ،، دايؤين بيها شنو؟!
قال قائد الدورية بعد أن أطرق لبرهة:ـ ولا حاجة
ثم غادرت الدورية لا تلوى على شئ!.
"من صفحة عصام خليل"
* محمولات:ـ
من طرائف ما يتداوله الثوار بينهم تلك الطرفة التي قيل أن مسؤولي إحدى الدول التي ظلت تمنح البشير قروضاً بأشكال مختلفة لمجابهة الضائقة الاقتصادية التي يواجهها حكمه، أن سألوه يوماً بعد أن تضايقوا من تراكم الأموال التي منحوها له دون فائدة تُذكر:ـ فترنا منك ياخي ، القروش دي بتوديها وين ؟
فقال ليهم :
يا أخوانا ما تنسوا إنو أنا كمان محمول ،، وراجل مرتين!.
***
* إعلان ثوري:ـ
أجمل مافى موضوع قوش إنو في واحدة من الناشطات في واحد من قروبات البنات على الفيس بوك، انتهزت القصة الطريفة وعملت اعلان لشنطة يد حريمى جديدة سمتها (شنطة صلاح) .. حاجة كده ما شاء الله مريحة وواسعة جداً تشيل دبابة موش بندقية، وانصح بشرائها، فحسب الاعلان البتشترى واحدة ستحصل على الثانية مجاناً واسمها (رصصنى يا صلاح )
* إعتصام كريم
أحد المعتصمين الثوار بساحة الاعتصام بالقيادة العامة سأل زميله جاداً:ـ
ـ: شربت موية بي "كوز" ،، تفتكر "إعتصامي" لليوم ده مقبول ،، ولا أعيدو تاني!.
***
(أدى الوطن رّدوا ،،
كل زول رفع يدو
ثوار في كل مكان،،
للظالم إتحدوا
"سلمية سلمية
ضد الحرامية"
"حرية حرية"
القمع راح عهده،،
نادى الوطن أسمع ،،
في الكرسي ما بتنفع،،
سيب الحكم و أطلع ،،
ظلمك وصل حدو،،
عمرك كمل فيهو ،،
و ما عرفت تبنيهو ،،
أدينا نبنيهو ،،
ما تعبت من هدُو؟
صوت الهتاف مسموع ،،
من جوا من برا،،
كل الوطن ثورة،،
كان يابو أو يرضوا،،
قالواها مافي رجوع،،
و القوة في الكترة،،
عيد الوطن بكرة ،،
و لابد يعود مجده ،،
"شعر: دينا عبد الباقي زروق ،، عبر صفحتها بالفيسبووك"
***
في تذكر الوزيرة روضة الحاج!:ـ
واحد مسيحي أعلن اسلامه الليلة وبكرة مات، امه بتبكي بحرقة، قالت:ـ
ولدى مات ،،
لا عيسي راضي عليو ،،
ولا محمد سمع بيهو!.
"من صفحة مهيرة نزار"
*ملاح بايت:ـ
لخص بعض النابهين انقلاب ابن عوف قائلين:ـ
(حركات حركات ،، نظام أمشي للقصر رئيساً وسأذهب للسجن حبيساً ،، دا ما بمشي علينا تاني)!.
***
تضامن (1):ـ
* إحدى ذوي الحاجات الخاصة من الصم والبكم واسمها فاطمة تحمل كرتونة بسيطة كتبت عليها وتطوف بها وسط الثوار في اعتصام القيادة كمساهمة منها في المشاركة:ـ (يا وداد أكلتي قروش البلد، عمر البشيرعيان محتاج دكتور، اسم الشهيد نحنا لابسنو وشاح)
***
• تضامن (2):ـ
القومة ليك يا وطني ،، كتبها مشلول مقعد على ظهر دراجته التي يسير بها وسط المعتصمين في القيادة العامة!.
***
*أوجاع الطلق:ـ
بوست يقول:ـ الصادق المهدي شابكنا ما وجع ولادة ما وجع ولادة ، لحدي ما ولدت تيمان، ابن عوف وبرهان!.
hassanelgizuli@yahoo.com
/////////////