مجلس الشركاء لتقويض الفترة الانتقالية وتقليد الخطة السيسية!!!
إعلاني لعدم اعترافي بمجلس شركاء الفترة الانتقالية لم يمنع انعقاد اجتماعه الأول في يوم 16/12/ 2020م ، ولم ينس المجتمعون برئاسة البرهان الترحم "على شهداء القوات المسلحة الباسلة خلال الهجوم الذي تعرضت له القوات بالأمس على الحدود من قوات إثيوبية"!!!
ولكنهم نسوا الترحم على شهداء الوطن من شهداء دارفور وشهداء جبال النوبة وكل شهداء السودان وخاصة شهداء مجزرة فض اعتصام القيادة العامة في 3 يونيو 2019م . واكتفوا في حياء مصطنع للقول "...بتحية ثورة ديسمبر المجيدة والترحم علي أرواح الشهداء وتحية الشباب والنساء والرجال الذين فجروها"!!!
لذلك أجدني مضطر أن لا أعتمد تسمية لهذا المجلس سوى المجلس اللاشرعي لشركاء تقويض الفترة الانتقالية.
في مقال سابق لي ذكرت والد المرحوم د. الطيب أحمد النعيم مؤسس منظمة "سيدسو". وكيف انه كان ضابط وطني مثالي وصل إلى منصب قائد سلاح المخازن والمهمات"مستودع المهمات المركزي". كدليل على نزاهته انه بعد سنوات المعاش افتتح محل لبيع الملابس الجاهزة"طبجي"، وكيف أنه بعد المعاش سكن في منطقة أمبدة في بداياتها حيث كان الماء ينقل للمنازل بكارو يجره حمار. وذكرت في مقال أخر صديق عمر العم أحمد النعيم أي والدي عبدالقادر وكيف إنهما قضيا جزء كبير من عمرهم حتى المعاش في العسكرية محبة وكرامة للسودان ودفاعاً عن شعبه.
ثم يأتي زمان وينبري فيه ضابط عظيم برتبة عميد ليشتم شعبه ويقول " شعب لا يحترم جيشه عليه الاستعداد لي لعق حذاء أعدائه"!!! من باب إحسان الظن سأقول لعل العميد ابوهاجة أراد في قرارة نفسه أن يقول "جيش لا يحترم شعبه عليه الاستعداد لي لعق حذاء أعدائه"، ولكنه "جبن" وخاف أن تؤدي به مثل تلك المقولة إلى الإحالة للتقاعد، فيفقد الامتيازات من"الفارهات والمليارات"!!! كيف لا وسيف الإحالة للتقاعد مسلط على رقبة كل من يتجرأ ليقول كلمة حق أو حتى يحاول أن يطرح وجهة نظر غير تلك التي يراها رئيسه في التراتيبية العسكرية!!! كما يعتقد انه قد حدث لقائد المدرعات اللواء شكرت الله، باعتبار أن القاعدة العسكرية تقول "نفذ ثم ناقش"!!! وقيل الأفضل ألا تناقش!!! ولعلها مع غيرها من العقائد العسكرية التي أدخلتها الحركة الإسلامية عبر فرع التوجيه المعنوي لإضعاف الحس الوطني وإعلاء الولاء التنظيمي الحزبي!!!
رغم أن التاريخ يذكر شجاعة الجندي السوداني ، ويمكنني أن أذهب بعيدا لأذكر أن الخديوي محمد علي باشا فتح السودان بحثاً عن الرجال - لتقوية لجيشه- والذهب، ولعل ذكر الاورطة السودانية المصرية الني أرسلها نابليون الى المكسيك والتي في كتب عنها القائد العام الفرنسي في 12 يوليو سنة 1864م، في تقريره إلى وزارة الحربية الفرنسية قائلا "إن هؤلاء السودانيين المصريين .... كانت أعينهم وحدها هي التي تتكلم، وكانت جرأتهم تُذهل العقول وتُحير الألباب، حتى لكأنهم ما كانوا جنودًا بل أسودًا". ثم اذكر بعض الشخصيات السودانية التي عرفت في العسكرية عندما كانت "جيش" تجيش نحوه قلوب الشعب السوداني،بل لعلي أبدأ لن ينسى التاريخ علي عبداللطيف وعبدالفضيل الماظ مرورا باللواء أ.ح صديق الزئبق صاحب مقولة "أرضا ظرف"، و الفريق توفيق صالح أبوكدوك، وغيرهم من الجنود الشجعان الذين كان ولاءهم للوطن وللشعب وحتى خلال الاعتصام الأخير في شهر رمضان 2019م، أرتفع الحس الوطني والشهامة السودانية عند كثير من الجنود وضباط الصف والضباط السودانيين لحماية المعتصمين ومنهم على سبيل المثال النقيب حامد عثمان أو حامد "الجامد" صاحب مقولة "مخالف سيادتك ودي استمارتي والبوريه، أنا الليلة مواطن.. التاتشر دا منو ما بنزل و الدوشكا دي معمره للصباح..."، و الملازم أول محمد صديق أبراهيم أحمد الذي تضامن مع المتظاهرين في ساحة الاعتصام ورفع شعار "الرهيفة التنقد"!!! فأحاله البرهان و"شلته" من كبار الضباط إلى التقاعد (قال المتحدث باسم الجيش السوداني، العميد عامر محمد الحسن، في بيان إن الملازم أول محمد صديق، أحيل للتقاعد، لمخالفته التعليمات والأوامر بشكل مستديم، وهو ما يخالف قانون القوات المسلحة") . فجاء رد الملازم محمد صديق إبراهيم أحمد، "عسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم تمت إحالتي للمعاش اليوم"!!!.
أما الضباط الذين إستهوتهم السياسة والولاء الحزبي من أمثال الفريق أول البرهان والفريق الكباشي والعميد محمد إبراهيم "ود إبراهيم" والفريق أول كمال عبد المعروف والفريق ياسر العطا والفريق أول عمر زين العابدين، الفريق ركن جلال الدين الشيخ وغيرهم من أصحاب الانتماء الحزبي الضيق فهؤلاء لن يخرجوا عن إطار رغباتهم الشخصية وولاءهم التنظيمي ولن يقدموا للسودان شيئا سوى الخراب والتآمر لأنهم بكل بساطة عبارة عن إتباع الرئيس المخلوع البشير والدليل "أصدر الرئيس السوداني عمر البشير،...قرارات بترقية عدد من ضباط الجيش، وإحالة آخرين إلى التقاعد- غير المرضي عنهم- ...وشمل التعديل تعيين .... الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان عبدالرحمن البرهان مفتشاً عاماً للقوات المسلحة، والفريق طيار ركن صلاح عبدالخالق سعيد رئيساً لأركان القوى الجوية، والفريق الركن محمد عثمان الحسين رئيساً لأركان القوات البرية.....كما تم تعيين ... الفريق الركن شمس الدين كباشي إبراهيم رئيساً لهيئة العمليات المشتركة، ....وشملت التعديلات التي أجراها البشير في فبراير 2019م، ترقية 5 ضباط من رتبة لواء ركن إلى رتبة الفريق منهم اللواء الركن ياسر عبدالرحمن حسن العطا."...!!!
أحدث صور التآمر هي تشكيل مجلس شركاء تقويض الفترة الانتقالية والذي ضم بعض أعضاء قوى الحرية والتغيير وبعض أعضاء الحركات المسلحة أو حركات الكفاح المسلح كما يحلو لها، ولكن يبقى أهم عضويته هي ضمه لستة من أفراد المكون العسكري في المجلس السيادي، أشرنا لترفيع أربعة منهم بواسطة المخلوع البشير أعلاه مما يعني وجود كل اللجنة الأمنية للبشير بكل قبحها واستبدادها!!!، وهو مجلس ليس له مهمة حقيقية سوى تقويض الفترة الانتقالية بدأ بتمديد رئاسة البرهان للمجلس السيادي حتى انتهاء الفترة الانتقالية، ثم لعب دور المجلس التشريعي ومن ثم الاستمرار في برنامج التطبيع وتبادل الزيارات السرية والمعلنة، والاستمرار في تقليد وتنفيذ خطة الإمارات العربية في تنصيب السيسي وما تمرين "نسور النيل" مع القوات المسلحة المصرية في شمال السودان في الأسابيع الماضية إلا واحدة من تلك الخطوات السيساوية.
بمعنى أنه في أسوأ الظروف إذا حدثت انتخابات يمكن أن يتحول البرهان قبلها لمدني ثم يتقدم تحالف حزبي يجمع حزب الأمة وجماعة العدل والمساواة وخلفهم حاضنتهم الحركة اللا أسلامية، وجماعة حميدتي ويفوز تحالفهم بالانتخابات بنسبة 99,99%. وفي أحسن الظروف يقتنع الشعب بفشل الحكم المدني ويرجع للشارع فيصيح "عسكرياوووو"!!!! ولكنهم نسوا شيء مهم سيفشل كل ترتيباتهم مهما أوتوا من الخطط الشيطانية الإماراتية و السلاح والسلطة والمال، ألا وهو إرادة الشعب السوداني وخاصة الشباب وفي مقدمته الكنداكات اللاتي لن ينسين دماء شهداء الثورة وشعارهن "يا نجيب حقهم يا نموت زيهم"!!!
أنشد الفيتوري
" إنما يحصد القهر من يزرع القهر في زمني
إنما يلبس الخوف من ينسج الخوف في بدني
إنما الموت موت ابتلائي ..
أما أنا فسأبقى أراقص حريتي
وأدافع بين هدير الملايين عن وطني" .
wadrawda@hotmail.fr