لمصلحة من هذا الانقلاب الخبيث
كلام الناس
للأسف لم نستفد من تجارب الماضي ونتعلم من دروسها، ونخشى أن تنفلت الأمور عن نصابها بدلاً من إستعدالها في الطريق الصحيح وتهيئة المناخ الصحي للإنتقال بسلام لدولة المواطنة والديمقراطية .
لن تتحقق تطلعات المواطنين المشروعة في تنزيل السلام الشامل العادل في كل ربوع السودان وتحقيق العدالة وسيادة حكم القانون ومعالجة أسباب الأزمات الإقتصادية والإختناقات المعيشية في ظل إستمرار الخلافات الحزبية داخل قوى الحرية و التغيير والتعدي عليها من أعدائها.
المزعج حقيقة هو هذا الهجوم غير المنطقي وغير المبرر من بعض القادمين تحت مظلة إتفاق جوبا للسلام الذي رحبنا به وعبرنا عن أملنا في أن يستكمل مع الاخرين ويتحقق على أرض الواقع وسط المواطنين المتضررين.
من أمثلة هذا التعدي المريب دعوة رئيس حركة العدل والمساوة عضو مجلس شركاء الحكم جبريل إبراهيم قوى الحرية و التغيير عدم الإستمرار في تعيين منسوبيها في الخدمة المدنية.
ليس هذا فحسب بل خرج علينا مجلس شركاء الحكم الذي تشكل وسط خلافات مبررة حول طبيعة مهامة - عقب إجتماع برئاسة رئيس المجلس السيادي الإنتقالي عبدالفتاح البرهان - داعياً "أجهزته التنفيذية "للإسراع بتشكيل هياكل وأجهزة مجلسي السيادة والوزراء والولاة والمفوضيات والبرلمان!!!.
هكذا أسفر شركاء الحكم عن نواياهم المبيتة للإنقلاب على الحكومة الإنتقالية والتمكين لأنفسهم بعد إزاحة قوى الثورة المدنية دون إعتبار للأهداف والبرامج التي ثارت من أجلها جماهير الشعب السوداني .
يتم هذا التعدي الجائر وسط ظهور أجسام غريبة ومريبة تجاول التسلل إلى مواقع السلطة والحكم لعرقلة مسار الثورة الشعبية التي لم تستكمل أهدافها، بدلاً من دفعها لتحقيق هذه الأهداف.
مرة أخري نؤكد أنه لا يوجد تناقض بين مستحقات قيام الدولة المدنية وبين مهام وواجبات القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى، وكل المطلوب هو تعزيز إستقلالها ومهنيتها لأداء مهامها في الدفاع والأمن، وحسم التجاوزات والجرائم المتعمدة ضد المواطنين الأبرياء وافتعال معارك تزيد طين الربكة السياسية والإقتصادية والأمنية بلة.
noradin@msn.com