في رحاب الرحمن الرحيم حسن عابدين
كلام الناس
عرفته إبان فتره عملي بصحيفة (الصحافه) المؤودة وإن لم تتحول علاقتي به الى علاقة خاصة لكنني إحترمته لمواقفه في تلك الفتره ، وإستمرت علاقتي به من على البعد بعد ان فرقت بيننا المسافات و الأزمنه .
إبان فترة تولي الدكتور جعفر محمد علي بخيت رئاسة مجلس إدارة دار الصحافة للطباعة والنشر أستحدثت وظيفة رئيس هيئة التحرير ضمن مشروع صحافي لإصدار عدد من المطبوعات الصحفية من دار الصحافة ، حينها تم تعيين السفير جعفر أبوحاج رئيساً لتحرير الصحافة والدكتور حسن عابدين رئيساً لهيئة التحرير.
ظهرت في تلك الفترة صراعات خلف كواليس (الإتحاد الإشتراكي السوداني) التنظيم السياسي الحاكم انذاك وانتشرت في الوسط الصحفي مقولة "أن جعفر جاء بجعفر في مواجهة جعفر.
أي أن الرئيس جعفر نميري قد عين السفير جعفر أبوحاج في مواجهة الدكتور جعفر محمد على بخيت ، وقد إنعكس ذلك سلباً وسط إدارة تحرير صحيفة الصحافة ، لكن ذلك ليس موضوع اليوم .. لأنني أتحدث هنا عن موقف الدكتور حسن عابدين في ذلك الوقت .
كما ذكرت فإن وظيفة رئيس هيئة التحرير وظيفة قيادية تعني أنه رئيس رؤساء تحرير المطبوعات الصحفية التي تصدرها المؤسسة الصحفية ، مع ذلك يقبل الدكتور حسن عابدين بهذا العرض ولم يحضر لدار الصحافة لتولي مهام هذه الوظيفة رغم ان إسمه ظل يتصدر ترويسة الصحافة فترة ليست بالقصيرة .
لم التق بالدكتور حسن عابدين في تلك الفترة لكن موقفه هذا ظل محل إحترامي وتقديري لأنه لم يتطاول على مهنة الصحافة التي تطاول عليها غيره من شتى المهن .
تابعته من خلال عملي الصحفي ومن خلال مواقفه وكتاباته والتقيت به في منتديات كثيرة فازداد إحترامي وتقديري لمواقفه التي عبر عنها داخل الساحة الدبلوماسية وخارجها.
أسعدتني مؤخرا ملاحظاته و مداخلاته على بعض ما اكتب في (كلام الناس) و طلبت منه ان يرسل لي ما يود نشره إبان وجوده خارج السودان ، و كانت اخر رساله منه طلب عنواني في السودان و أرسلته له لكن للأسف لم يتصل بي .
لم اكن أعرف أن هذه الرسالة ستكون الأخيره منه في هذه الدنيا الفانيه فقد فاجأني خبر رحيله وإنتقاله إلى رحاب الرحمن الرحيم سائلا المولى عز و جل أن يتقبله بواسع رحمته و يدخلة فسيح جناته و يلهمنا و أله و ذويه و رفاقه و تلاميذه في شتى مجالات الحياه العامه الصبر وحسن العزاء .
إنا لله و إنا إاليه راجعون .
noradin@msn.com