بعد فشل المفاوضات الأخيرة في كينشاسا تحت رعاية الاتحاد الافريقي ووسط التهديدات والتصريحات المتبادلة بين مصر والسودان من جهة واثيوبيا من جهة أخرى، يمكننا القول إن السودان سيكون هو المتضرر الأكبر من الفيضانات المدمرة في حال نشوب أي هجوم عسكري على سد النهضة من الجانب المصري أو أي هجوم عسكري على السد العالي من الجانب الأثيوبي، لذلك يجب على السودان رفض أي خيار عسكري بشأن حرب السدود المحتملة. عقدة المفاوضات التي عمرها 10 سنوات والتي ترفض الحل حتى الآن هي أن مصر ترفض الانتقاص من حصتها في مياه النيل التي آلت اليها بموجب اتفاقية 1929م واتفاقية 1959م وأن اثيوبيا ترفض ذلك لأن اثيوبيا لم تكن طرفاً في الاتفاقيتين المذكورتين ولأنه من غير المعقول وغير العادل أن تحرم مصر والسودان وهما دولتا المصب إثيوبيا وهي دولة المنبع من الاستفادة من مياه النيل!! في اعتقادي أن الحل العملي القانوني العادل والوحيد الذي ستتبناه أي جهة دولية محايدة هو الإقرار من قبل مصر والسودان بحق اثيوبيا في تقاسم مياه النيل واستغلال مياه النيل أسوةً بمصر والسودان والإقرار من قبل اثيوبيا بحق مصر والسودان في الحصول على ضمانات عملية منصوص عليها كتابة في اتفاقية دولية بشهادة أطراف دولية محايدة تشمل الاتحاد الاوربي ، الولايات المتحدة والأمم المتحدة مفادها أن يتم ملء سد النهضة الاثيوبي من جانب اثيوبيا دون الاضرار بحقوق مصر والسودان كالنص على أن يتم الملء في 8 أو 9 سنوات وأن يتم الملء في غير أوقات الجفاف وأن يتم تبادل المعلومات الفنية بشأن سد النهضة وأن يكون هناك مراقبين من مصر والسودان ومن الامم المتحدة في موقع سد النهضة لمراقبة تنفيذ الالتزامات الاثيوبية وأن تحدد آلية معينة لفض النزاع في حال الاخلال بالالتزامات القانونية المكتوبة وكان الله يحب المحسنين وبلاش جوطة ودوشة فارغة!! أخيراً يجب الانحياز للمصلحة السودانية العليا عبر تشييد سد السودان العظيم أو سد السودان الكبير بعد إجراء الدراسات الفنية اللازمة والسعي للحصول على التمويل الدولي المطلوب فلا يعقل أن يكون السودان محاصراً بأكبر وأضخم سدين في العالم وهما السد العالي المصري في الشمال وسد النهضة الاثيوبي في الجنوب بينما يحتفظ السودان في الوسط بسدود صغيرة لا تُرى بالعين المجردة!! ملحوظة أخيراً: إعادة كل الفشقة من إثيوبيا وكل حلايب وشلاتين من مصر واجب وطني سوداني ويجب عدم تجاهل ذلك بسبب قضية السد أو خلافه!!