حميدتي في روسيا.!

 


 

الطيب الزين
25 February, 2022

 

حينما يتضاءل الوعي، وتغيب المعرفة والحكمة، يصبح الجهل هو سيد الموقف والمتحكم في المشهد بلا أفق علمي ومعرفي يلّم بما يدور في العالم.!

السؤال الذي يطرح نفسه ما الفائدة التي سيجنيها السودان من سفر حميدتي إلى روسيا في هذه الأيام والعالم يواجه كارثة ربما تقود الى حرب عالمية ثالثة ...؟
هل روسيا قادرة على مواجهة تحدياتها الداخلية والخارجية، بعد أن حاصرتها أغلب دول العالم ..؟
بعد أن فعلها بوتين وغزا أوكرانيا التي تعرضت للخديعة بعد أن تخلصت من ترسانتها النووية بناء على وعد أمريكا بحمايتها، وروسيا بعدم غزوها.!

وهل الإنقلابيون يمثلون إرادة الشعب حتى يزجوا بالسودان في صراع الكبار كما جاء على لسان حميدتي الذي وصف الغزو الروسي بأنه دفاع مشروع يكفله الدستور والقوانين..!
لا أدري دستور وقوانين هذه التي يتحدث عنها حميدتي وهو جالس في مقاعد السلطة بلا شرعية دستورية.؟!!

هذه الزيارة وسابقاتها، منها زيارته لدولة الإمارات، ودولة جنوب السودان وقبلها زيارة شقيقه عبد الرحيم دقلو لإسرائيل، كلها زيارات تعبر عن واقع الأزمة والعزلة التي يعانيها الإنقلابيين، بعد تنفيذهم مؤامرة الإنقلاب في 25 إكتوبر ٢٠٢١م، التي شلت حركة الدولة وعطلت مسيرة التحول الديمقراطي.

زيارة حميدتي، إلى روسيا لن تفك عزلتها ولن تخفف من عزلة الإنقلابيين في السودان، بإي حال من الأحوال، بل ستضيق الخناق عليهم، وتزيد من عزلتهم الدولية في كافة المجالات.

بجانب عزلتهم الداخلية نتيجة جهلهم وعجزهم عن إستيعاب الحدث التاريخي الذي مثلته ثورة ديسمبر المجيدة في سياق الجهود الرامية لبناء الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة للحاق بركب الحضارة الإنسانية وإنجاز التطور والتقدم، عبر تبني الخيار الديمقراطي القائم على الحرية والعلم والمعرفة، ومسايرة إيقاع الزمن المعافى، الهاجس بقيم الجمال والإبداع، الزمن الخالي من القهر والظلم والفساد.

للأسف زيارة حميدتي إلى روسيا، مثلت الوجه الآخر . . للزمن المذعور المسكون بالمخاوف الذي أعادنا إلى عهد الطاغية عمر البشير الذي زار روسيا طلباً للحماية قبل فترة قليلة من إنطلاق الثورة.
وها هو حميدتي يسير في ذات النهج .. نهج الإنبطاح والإستجداء وطلب الحماية من الخارج.!
الزيارة كشفت حاجة السودان إلى قيادة وطنية واعية وحكيمة مدركة لأبعاد الصراع الدولي ومضاعفاته السياسية والإقتصادية والدبلوماسية.

الأمر الذي يفرض على قوى الثورة السودانية العمل الموحد والتواصل الجاد مع المجتمع الدولي لتأكيد موقف السودان الداعم للأمن والسلام الدوليين، والعمل مع القوى الخيرة الديمقراطية في العالم لبناء عالم أفضل، خالي من الحروب والتغول والإحتلال.

عالم تسوده الديمقراطية والحرية والعدالة والسلام.

الطيب الزين

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
//////////////////////

 

آراء