حرائق قرية قريقس لننتبه قليلا !

 


 

 

قبل سنتين انتشرت حرائق مجهولة في قرية مصرية اسمها ( ميت الكرماء ) و كل اهل القرية و معهم الإعلام المصري أكدوا أن هذه  الحرائق بفعل الجن .. و منذ ذلك الزمان وحتى الآن لم تشتعل الحرائق مرة أخرى بالقرية .. يكون الجن ده نزل إجازة بدون مرتب ؟؟

حالياً بنفس السيناريو انتشرت عندنا حرائق في قرية قريقس بمدينة حلفا و كل الناس تقوم  بترويج أن هذه  الحرائق سببها الجن لدرجة أن هنالك  شيخ يحكي أنه طارد الجن من بيت لآخر ..! لعمري فان هذه  دراما سخيفة و الجن برئ من هذه الافعال.. أبحثوا عن قصة قرية قريقس .. وموقع  الارض الخاصة بها  وموقعها وخصائصها  و من هو  الساعي لشرائها  أو من الذي عنده مصلحة في أن يهجروها أهلها .. لكن أعتقد جازما أنه لا علاقة للجن بهذه الحرائق  .. هذه جرائم جنائية تستحق أن يتم التحقيق العاجل فيها من خبراء أمن و جنايات غير تقليدين و جيولوجيين و علماء ... هل يعقل أن هذا الجن ترك  كل افريقيا و امريكيا و العالم كله و ما وجد غير القرى المصرية و القرى السودانية عشان يحرقها ؟!

قادتني حوادث الحرائق في حلفا الجديدة و المنسوبة للجن لذكريات حوادث كثيرة اتهمت فيها قبيلة الجن و من أطرف هذه الذكريات هي قصة الحرامي ( جنى جن ) حيث لقب بهذا اللقب بعد إكتشاف سره و خداعه للناس فالرجل كان يسكن في منطقة العزبة بحري و كان معروفاً بانه لص ماهر حيث كان متخصصاً في السطو على المنازل بالصافية و المزاد و ما جاورها و في ذات سرقة ليلية قفز الرجل داخل احد المنازل ليتفاجأ بأن صاحب المنزل كان في انتظاره و عاجله بضربة قوية في وجهه بطوبة ضخمة كان يحملها لكن استطاع ( جنى جن ) أن يهرب و يعود لداره و في وجهه آثار الضربة العنيفة و عندما سألوه اهل الحي عن اسباب هذه التشوهات قال لهم بانه عند عودته ليلاً و بمروره بمنطقة ( كوشة ) العزبة تعرض ل ( كف ) من جنى جني و منذ ذلك الوقت اطلقوا عليه اسم جنى جن.

و في الذاكرة ايضاً قصة أحد الدكاكين المشهور بأنه مسكون بالجن فقد كان كلما استأجره احد و بداء بالعمل فيه تنفجر ( قدرة ) الفول ليلاً حتى جاء اليوم الذي اعترف فيه أحد سكان الحي بأنه كان يضع فتيل ( البنسلين ) تحت ( قدرة ) الفول و هناك الكثير من القصص التي روجت لوجود ( الجن ) في مناطق أو مساكن محددة و يتضح لاحقاً بأن الطريق كان طريقاً للمهربين أو المنزل كان أحد المنازل الآمنة الخاصة بالاجهزة الامنية.

كل هذه القصص لا تنفي وجود الجن في حياتنا و هذا امر لا خلاف حوله ابداً فهم موجودين بيننا و حولنا لكن لا حول لهم و لا قوة و لا سلطان لهم علينا .. قد يشاغلوننا  احياناً بتحركات  غريبة و يمازحوننا بحركات مخيفة قد يخفوا عننا بعض اغراضنا أو يحركوها أو يلفتوا انظار اطفالنا لكن لا يستطيعوا أن يقتلوا شخصاً  أو يشعلوا ناراً او يتسببوا في كوارث للبشرية فقد اوصانا نبينا الكريم بضرورة تغطية آنية الاكل و الشراب و إغلاق الأبواب و في حديث له عليه افضل الصلاة و السلام يقول بأن الجان لا يشعل سراجاً ولا يفتح باباً ولا يكشف إناءا.

يقول بعض شهود العيان لواقعة احتراق منازل قرية حلفا بأن النيران يبداء إشتعالها من السقف و ليس الارض و هذه دلاله على ضلوع الجن بل ارى بأن هذه دلالة على أن الحريق بفعل فاعل أو نتيجة لتفاعلات جيولوجية أو كيميائية و انا ارجح أن تكون بفعل فاعل فمن السهل على اي شخص معتوه أن يشعل عدة رواكيب و قطاطي في وقت واحد أو اوقات متفرقة و من السهولة بمكان أن تشعل منزلا ليتجمع اهل الحي حوله فتذهب خلفهم و تشعل بقية منازلهم و هكذا كل ما اجتمعوا حول منزل تذهب لتحرق آخر .. و من الغريب حقاً أن يتعمد الجن بأن يحرق المنازل إنتقاماً من الإنسان بدلاً من أن يشعل  النار في ملابس الإنسان نفسه .. هناك شيوخ سيستقلوا الكارثة للترويج عن قدراتهم و هناك نشطاء سيعملون على استقلال الكارثة لتحقيق مكاسب مادية.

اكاد اشعر بحسرة و اسف و غضب قبيلة الجن من هذه الترهات و الخزعبلات التي يتهمهم بها أبناء ادم و سيظل الجن برئ حتى تثبت إدانته .. اتركوا توجيه الإتهام لجهات الإختصاص و اهل العلم فكل ما يلينا هو دعم اهالينا المنكوبين هناك.


لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس تقول في تغريدة:

إرسال السودان وفداً إلى روسيا مع بدء الأخيرة غزو أوكرانيا هي رسالة لا يمكن تجاهلها!! لجنة العلاقات الخارجية في الكونغرس

وهي أن: المجلس العسكري السوداني لا مصلحة لديه في دعم الديمقراطية أو المبادئ الأساسية للسيادة. (نحن نراقب ذلك).

مرة ثانية سيلقى غالب السودان أنفسهم ضحية مغامرات خاسرة في إدارة السياسة الخارجية بنهج لا بعد نظر له مفتقر للرؤية، لا يضع في الحسبان محدودية التأثير في صراعات خارج سياق قدراته، في حين تنعكس سلباً على مصالح البلاد حين تجد الأطراف الدولية الفاعلة الفرصة لمعاقبة السودان على خطوة غير محسوبة.

الأوطان تحميها شعوبها ( فقط ) .. والبقية كلها تفاصيل.


mido34067@gmail.com

 

آراء