هل ينقذ الرئيس بوتين الانقلابيين من محنتهم ؟؟؟
بشرى أحمد علي
26 February, 2022
26 February, 2022
الإجابة هي لا بالطبع ..
فلا يوجد في السودان stimulus ، غير موقعه الجغرافي ، تجعل هذا البلد جذاباً للروس ، فهم عن قد مروا بتجارب مريرة في أفريقيا ، بدايةً من الصومال وجمال عبد الناصر والقذافي ومانغستو هايلي مريام ونهاية بالسودان نفسه في مايو 69 ، والتجربة الأخيرة كانت في انغولا والتي عصفت بهم مع حلفائهم الكوبيين ،
لذلك لا يرى الروس في السودان اي potential سوى أنه مطل على البحر الأحمر ، فهم يريدون ميناء يستخدمونه لتموين سفنهم بالوقود والغذاء ، ولا يحتاجون للدعم السريع ليحارب معهم ، فالروس على مر تاريخهم لا يثقون في حلفائهم ، ويفضلون ان يخوضوا حروبهم عن طريق تحالف مع الدولة وليس مع المليشيا ..
فربما يقول قائل تحدث لنا عن التجربة السورية ..
سوف أقول أنها أسوأ التجارب الروسية في العالم ، صحيح انها كسبت الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط لكنها لعبت دوراً في تقسيم هذا البلد ، فقد وضع الروس حدود سوريا الجديدة ، وهي كعكة تقاسمتها كل من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا ، وهناك مناطق تخضع لنفوذ حزب الله ، وهناك مناطق تخضع لسيطرة إيران ، وشبكة الدفاع الجوي الروسي لا تصد الإعتداءات الإسرائيلية ، والهدف الوحيد الذي حققته روسيا أنها وأدت الثورة السورية ومكنت بشار الأسد من البقاء في الحكم ..
أما بالنسبة للسودان يبدو أن الأزمة في غاية التعقيد إذا قارناها بسوريا ، فسوريا الأسد حليفة لروسيا منذ أزمة صواريخ البقاع في لبنان ، أما الحالة السودانية فبدأت بالتطبيع مع الولايات المتحدة بعد سنوات من الحظر الإقتصادي ، وقد وقفت روسيا عاجزة في حقبة البشير من إخراج السودان من عزلته أو دعمه إقتصادياً ، وذلك بسبب الفساد داخل النظام وتقلب رموز الحكم في المواقف ...
الأمر الآخر أن حضور الولايات المتحدة في أفريقيا على وجه الخصوص وتأثيرها على السودان سياسياً وإقتصادياً أكبر من نظيره الروسي ، وغير كل ذلك أن الأزمة الإقتصادية الحادة في السودان ليس في مقدور روسيا توفير الموارد لها ، فلا يوجد إستقرار أو سلام وهناك شارع غاضب سوف يقلب الموازين بمرور الزمن .
وهناك من يقول أن حميدتي وقع الإتفاقيات مع الروس بالفعل ؟؟
ذلك صحيح ، ولكن هذه الإتفاقيات خضعت للقوة القاهرة لأنها وُقعت تحت ظروف غير طبيعية وهي ظروف الحرب ، وهي إجراء برتكولي وليست ملزمة لروسيا ، كما أن روسيا تميل إلى الإتفاقيات السرية التي تضمن لها أكبر عدد من المصالح ، وما عاد به حميدتي من روسيا هو ما عاد به (حنين) بعد أن فقد (خفيه ) ، ولا نعلم هل ستطال العقوبات الأمريكية حميدتي وإمبراطوريته العسكرية والمالية ، أم سيتخلص منه العسكريون الذين أزعجهم تمدده في الخارج .. أم أن الثورة السودانية سوف تقضي على الرأسين ؟؟
ومهما كانت النتيجة ، فإن أي يعيشه شركاء الإنقلاب هو أسوأ من سابقه ، وقد بات الطريق امامهم مسدوداً ولا أمل لهم في العبور.
/////////////////////////////
فلا يوجد في السودان stimulus ، غير موقعه الجغرافي ، تجعل هذا البلد جذاباً للروس ، فهم عن قد مروا بتجارب مريرة في أفريقيا ، بدايةً من الصومال وجمال عبد الناصر والقذافي ومانغستو هايلي مريام ونهاية بالسودان نفسه في مايو 69 ، والتجربة الأخيرة كانت في انغولا والتي عصفت بهم مع حلفائهم الكوبيين ،
لذلك لا يرى الروس في السودان اي potential سوى أنه مطل على البحر الأحمر ، فهم يريدون ميناء يستخدمونه لتموين سفنهم بالوقود والغذاء ، ولا يحتاجون للدعم السريع ليحارب معهم ، فالروس على مر تاريخهم لا يثقون في حلفائهم ، ويفضلون ان يخوضوا حروبهم عن طريق تحالف مع الدولة وليس مع المليشيا ..
فربما يقول قائل تحدث لنا عن التجربة السورية ..
سوف أقول أنها أسوأ التجارب الروسية في العالم ، صحيح انها كسبت الموانئ المطلة على البحر الأبيض المتوسط لكنها لعبت دوراً في تقسيم هذا البلد ، فقد وضع الروس حدود سوريا الجديدة ، وهي كعكة تقاسمتها كل من الولايات المتحدة وتركيا وروسيا ، وهناك مناطق تخضع لنفوذ حزب الله ، وهناك مناطق تخضع لسيطرة إيران ، وشبكة الدفاع الجوي الروسي لا تصد الإعتداءات الإسرائيلية ، والهدف الوحيد الذي حققته روسيا أنها وأدت الثورة السورية ومكنت بشار الأسد من البقاء في الحكم ..
أما بالنسبة للسودان يبدو أن الأزمة في غاية التعقيد إذا قارناها بسوريا ، فسوريا الأسد حليفة لروسيا منذ أزمة صواريخ البقاع في لبنان ، أما الحالة السودانية فبدأت بالتطبيع مع الولايات المتحدة بعد سنوات من الحظر الإقتصادي ، وقد وقفت روسيا عاجزة في حقبة البشير من إخراج السودان من عزلته أو دعمه إقتصادياً ، وذلك بسبب الفساد داخل النظام وتقلب رموز الحكم في المواقف ...
الأمر الآخر أن حضور الولايات المتحدة في أفريقيا على وجه الخصوص وتأثيرها على السودان سياسياً وإقتصادياً أكبر من نظيره الروسي ، وغير كل ذلك أن الأزمة الإقتصادية الحادة في السودان ليس في مقدور روسيا توفير الموارد لها ، فلا يوجد إستقرار أو سلام وهناك شارع غاضب سوف يقلب الموازين بمرور الزمن .
وهناك من يقول أن حميدتي وقع الإتفاقيات مع الروس بالفعل ؟؟
ذلك صحيح ، ولكن هذه الإتفاقيات خضعت للقوة القاهرة لأنها وُقعت تحت ظروف غير طبيعية وهي ظروف الحرب ، وهي إجراء برتكولي وليست ملزمة لروسيا ، كما أن روسيا تميل إلى الإتفاقيات السرية التي تضمن لها أكبر عدد من المصالح ، وما عاد به حميدتي من روسيا هو ما عاد به (حنين) بعد أن فقد (خفيه ) ، ولا نعلم هل ستطال العقوبات الأمريكية حميدتي وإمبراطوريته العسكرية والمالية ، أم سيتخلص منه العسكريون الذين أزعجهم تمدده في الخارج .. أم أن الثورة السودانية سوف تقضي على الرأسين ؟؟
ومهما كانت النتيجة ، فإن أي يعيشه شركاء الإنقلاب هو أسوأ من سابقه ، وقد بات الطريق امامهم مسدوداً ولا أمل لهم في العبور.
/////////////////////////////