هنيئا للمعلم بتلاميذه الأوفياء فهم ذخيرته في هذه الحياة … شكرا ابننا عبدالرحمن نورالدين فانت منهم !!
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي
30 March, 2022
30 March, 2022
في قارعة الطريق وجدت نفسي وجها لوجه مع انسان تفرست في تقاطيعه ولحيته المستديرة التي علاها بعض الشيب الوقور وكان انطباعي الفوري عنه أنه شخص تحفه الطمأنينة وينثر منها علي الآخرين من غير تكلف بل علي السجية السمحاء ....
هتف في صوت كأنه البشري أو العيد :
( استاذ حمدالنيل ) !!..
قلت :
( نعم . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي ) .
كنت أقف علي احر من الجمر لاعرف من هو هذا الذي يقف امامي وقربه قرينته وسكب في أعماقي في تلك اللحظة اطنانا من التقدير منقطع النظير واحتراما خالصاً مثل الذهب الابريز !!..
اول شيء كان سلامه في قوة وصدق سلام المرء لابويه وتوج هذا السلام بقبلة دافئة طبعها علي راسي وكان مع تحياته الحارة يردد في انفعال صادق :
( ابدا مانسيناك ومازلنا نذكر تلك الأيام الجميلة في الأبيض الأهلية الوسطي وانت ورفاقك من المعلمين تقدمون لنا العلم النافع وتتبارون في أن تجعلوا منا رجالا للمستقبل تسعد بهم البلاد وتتقدم وتزدهر بسواعد بنيها ) !!..
طبعا كانت لحظات مؤثرة وابننا عبد الرحمن الواقف امامي الآن وقد بلغ مبلغ الرجال وكنت قد فارقته وزملائه وهم في السنة الأولى وكان ذلك قبل نصف قرن ولكن عظمة التدريس مهنة الانبياء هذه تجعل الخيط بين التلميذ واستاذه لا ينقطع ابدا ويظل الأستاذ هو الأب والمرشد بالنسبة للتلميذ حتي وان تقلد ارفع المناصب وصار يشار إليه بالبنان !!..
كما قلت فقد كان هذا اللقاء عابرا في قارعة الطريق والشمس في كبد السماء ترسل شواظا من لهب ...
ولحظة الوداع كان عبد الرحمن يدس في يدي مبلغ من المال قائلا :
( حق المواصلات يا استاذ ارجو أن تتقبله مني ) !!..
طبعا تقبلت منه المبلغ وهل يمكن لبشر أن يرفض هدية أيا كانت من ابنه ) ؟!
اقول بصدق وبعد أن أكملت نصف قرن في مهنة الانبياء أنني لم اندم لحظة علي التحاقي بهذه المهنة الشريفة التي علمتنا العطاء من غير من واذي وعلمتنا التجرد والإخلاص وحب الوطن وكانت الجائزة التي فزنا بها ومازلنا هذا التقدير الكبير والاحترام الزائد من أبنائنا وبناتنا الذين درسناهم في الصغر فلم ينسونا في الكبر حفظهم الله وحفظنا جميعا أنه سميع مجيب الدعاء .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////
هتف في صوت كأنه البشري أو العيد :
( استاذ حمدالنيل ) !!..
قلت :
( نعم . حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي ) .
كنت أقف علي احر من الجمر لاعرف من هو هذا الذي يقف امامي وقربه قرينته وسكب في أعماقي في تلك اللحظة اطنانا من التقدير منقطع النظير واحتراما خالصاً مثل الذهب الابريز !!..
اول شيء كان سلامه في قوة وصدق سلام المرء لابويه وتوج هذا السلام بقبلة دافئة طبعها علي راسي وكان مع تحياته الحارة يردد في انفعال صادق :
( ابدا مانسيناك ومازلنا نذكر تلك الأيام الجميلة في الأبيض الأهلية الوسطي وانت ورفاقك من المعلمين تقدمون لنا العلم النافع وتتبارون في أن تجعلوا منا رجالا للمستقبل تسعد بهم البلاد وتتقدم وتزدهر بسواعد بنيها ) !!..
طبعا كانت لحظات مؤثرة وابننا عبد الرحمن الواقف امامي الآن وقد بلغ مبلغ الرجال وكنت قد فارقته وزملائه وهم في السنة الأولى وكان ذلك قبل نصف قرن ولكن عظمة التدريس مهنة الانبياء هذه تجعل الخيط بين التلميذ واستاذه لا ينقطع ابدا ويظل الأستاذ هو الأب والمرشد بالنسبة للتلميذ حتي وان تقلد ارفع المناصب وصار يشار إليه بالبنان !!..
كما قلت فقد كان هذا اللقاء عابرا في قارعة الطريق والشمس في كبد السماء ترسل شواظا من لهب ...
ولحظة الوداع كان عبد الرحمن يدس في يدي مبلغ من المال قائلا :
( حق المواصلات يا استاذ ارجو أن تتقبله مني ) !!..
طبعا تقبلت منه المبلغ وهل يمكن لبشر أن يرفض هدية أيا كانت من ابنه ) ؟!
اقول بصدق وبعد أن أكملت نصف قرن في مهنة الانبياء أنني لم اندم لحظة علي التحاقي بهذه المهنة الشريفة التي علمتنا العطاء من غير من واذي وعلمتنا التجرد والإخلاص وحب الوطن وكانت الجائزة التي فزنا بها ومازلنا هذا التقدير الكبير والاحترام الزائد من أبنائنا وبناتنا الذين درسناهم في الصغر فلم ينسونا في الكبر حفظهم الله وحفظنا جميعا أنه سميع مجيب الدعاء .
حمدالنيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم .
ghamedalneil@gmail.com
//////////////////////