الثلاثي غير المرح في السياسة السودانية: الكيزان والشيوعيين والحركات المسلحة

 


 

د. زاهد زيد
23 April, 2022

 

قديما وعبر تاريخ السودان السياسي من الاستقلال تمثل مرض السياسة السودانية في طائفتين من أفسد ما خلق الله على وجه البسيطة من أحزاب وجماعات ، وشاء الله أن تنضم أليهم ثالثة الأثافي لتكتمل دائرة النحس في بلد منكوب اسمه السودان .
أول ابتلاء هو حزب الكيزان المتلون ذو السبعة رؤوس ، ويضم هذا الكيان الشيطاني كل سوآت التنظيمات ذات الصبغة على شاكلة المافيا ، ظهرت هذه الجماعة متأثرة بحركة خبيثة أخرى أنشأها المصري حسن البنا الذي لم يكن فقيها ولا شيخا ، واختلف الناس في أمر تأسيسها وذهبوا في ذلك مذاهب شتى من أن أصلها مأسوني أو صهيوني أو مرتزقة لأمريكا لمحاربة المد الشيوعي في ذاك الوقت .
لا يفيد أن نبحث عن أصل وفصل الإخوان المسلمين ، ولكن نستطيع أن نرى فسادهم في كل مكان وجدوا فيه مساحة للنمو والتمدد ، وما دام الفرع فاسد فبكل تأكيد فإن الأصل فاسد أيضا .
لم يكن من الممكن لحركة كحركة الاخوان المسلمين ان تنجح في السودان لولا انتهاجها لأخس وأحقر الأساليب في عملها السياسي ، فكل ما يخطر لك على بال من أساليب الخيانة والغدر والتزوير الممنهج وحتى القتل و الإغتصاب كل هذه الأساليب الشيطانية مغلفة بادعاء الدين مارسها جماعة الكيزان .
جموع الشعب السوداني خبر اساليبهم وحيلهم ، في الوصول للحكم ، وعرف أن ما وجدوه في دول أخرى من التنكيل و الضرب بلا هواده هو الأسلوب الانجع معهم ، فمهما كان السيسي في مصر فهو ارحم ألف مرة من حكم الكيزان . فما كان ينتظر مصر من هاوية تتردى فيها على يد الاخوان المسلمين أشد هولا من كل مايجده المصريون على يد السيسي .
لا اقول ذلك تمجيدا للسيسي ولا لحكم العسكر لكني اقرر واقعا وكارثة كانت ستحل بمصر لو استمر حكم الاخوان فيها ، والتجربة السودانية أوضح دليل .
لقد دمر الكيزان البلد وفرقوا اهلها شيعا واستضعفوهم ومكنوا شهوتهم من التملك و شراهتهم لاشباع ذواتهم المريضة فأفسدوا بكل معاني كلمة فساد ولا يزالون .
ولعلنا لو خضنا في تفاصيل ما فعلوه في البلد لاحتجنا لمجلدات لحصر ما فعلوه ، كالكلب المحبوس في غرفة ، فهل تجد فيها مكانا طاهرا تصلي فيه ؟ فكل مكان حلوا فيه لوثوه ودنسوه بحيث لا يعود طاهرا الا بعد طرد الكلب وغسل المكان سبع مرات كلها بالتراب .
وآخر ما تفتقت عنه عبقريتهم الإجرامية هو حكم البلد عبر ثلة من العسكر صنعيتهم ونتاج فسادهم في الجيش ، مجموعة من القتلة برتب عسكرية عالية تذكرني بجنرالات امريكا الجنوبية مع مجموعة بقيادة جاهلة جنجويدية ، يتمسحون بالعسكرية وينالون الرتب دون تمييز.
مجموعة من الجهلة القتلة يوظفيهم التنظيم الفاسد للعودة للحكم ، لا يهم كيف ؟ فالوسيلة دائما عندهم لا مشكلة فيها قتلا أو اغتصابا أو رشوة .
الآن نشهد فصلا جديدا من فصول تخطيطهم للعودة للسلطة ، عبر القلاقل الأمنية وزعزعة استقرار الناس بتوظيف المجرمين والمحتاجين للقيام بعمليات النهب والسرقة والتعدي على الناس لخلق حالة يتمنى معها الناس عودة الكيزان للحكم .
وفي هذا الوقت تتخلص افعى الكيزان من قميصها القديم لتلبس ثوبا جديدا ، وتخرج للناس لتطرح نفسها كمخرج للأزمة التي هم صانعوها .
الكيزان هم احد اضلاع الازمة السياسية والاقتصادية في البلد ، بل هم اس البلاء . ولو كان عبد الفتاح البرهان كعبد الفتاح السيسي لأيدته بلا تحفظ ، لأن القضاء على هذه الفئة الضالة أوجب من إقامة الديمقراطية .
لكن للأسف فإن البرهان هو نفسه أداة من أدوات الكيزان وصنعيتهم ، شأنه شأن الجاهل حميدتي ، كلاهما رضع ونما وترعرع على يد التنظيم اللئيم .
الضلع الثاني هو التنظيم الخبيث الذي عرف بالشيوعي وله مقال مفرد .
والضلع الثالث هو الحركات المسلحة ولها مقال ثالث بإذن الله
حتى نعرى هؤلاء المجرمين الذين تسلطوا علينا ، والثورة لازالت تعيش في وجدان كل حر غير منتم لأحد من الفجرة الثلاثة .

zahidzaidd@hotmail.com

 

آراء