الانقاذ تكريس لعقلية الجلابة وفكرة البحر والنهر

 


 

 

لم يحكم السودان نظام سياسي مشبع بروح العنصرية البغيضة مثلما كان نظام الانقاذ. فقد كان اكثر الاخوان وفاءا للحركة الاسلامية هم اخوان دارفور قدموا التضحيات الجسام من سجون ومعتقلات ومعسكرات ومعارك وحروب ولكنهم فوجئوا بتهميش واقصاء من بعد وصول الحركة الاسلامية للسلطة. تجلي ذلك في الموقف من الاخ داؤد يحي بولاد ومن الاخ خليل ابراهيم والاخ يوسف لبس وغيرهم .فكان جزاؤهم القتل او التشريد او السجن.ولكم كانت الصدمة قاسية عليهم حين قدموا كل عمرهم فداءا للحركة الاسلامبة ولكنهم فوجئوا بالابعاد بل والتضييق بسبب العنصر واللون والاثنية والجهوية.
لقد كانت قاصمة الظهر والقشة التي قصمت ظهر البعير والقندول الشنقل الريكة. هو ما حدث اتناء ترشيح الاخ الشفيع احمد محمد ففي ذلك المؤتمر الذي اجتمع لاختيار قائد للحزب الجديد وقف عبد الباسط سبدرات ورشح للمنصب غازي صلاح الدين وقرظه تقريظا شديدا واعقبه احد ابناء الاقليم الجنوبي وقام بتثنية ترشيح غازي ثم قام من بعد من رشح الشفيع احمد محمد فضج المكان بالتصفيق والهتاف وتبين ان غالب من في المؤتمر يؤيدون الشفيع هنا قام غازي بكتابة وريقة وبعث بها الي رئيس المؤتمر الزبير محمد صالح ولكن الترابي من موقعه الامامي نظر الي غازي وحرك سبابته وحركها يمنة ويسرة وهكذا فعل مع الزبير استمر المؤتمر حتي وقت متأخر من الليل وفي الصباح فاز غازي.متعللين بانهم وجهوا الفئات للتصويت لغازى صلاح الدين.
ظهر من بعد ذاك الكتاب الاسود ولم نلبث قليلا حتي ظهرت حركة العدل والمساواة وقد غلب المؤتمر الشعبي الوجود الدارفوري.ومابين اسماء تعرفونها جيدا من الشمال النيلي باستثناء المجموعة النوبية.كانت عقلية الجلابة حاضرة وبكثافة وعلي كل المستويات ولايأتي تمثيل من غرب السودان الا في شكل مظهري وليست هنالك سلطة حقيقية الا علي مستوي ولاة تلك الاقاليم.
الانقاذ نظام كرس للعنصرية البغيضة والاقصاء وعلي مدي زممي طويل فلم يكن امام داؤد يحي بولاد سوي ان يخرج شاهرا سلاحه في وجه عقلية الجلابة التي سيطرت علي القابضين علي زمام الامر في الانقاذ .ولقد كرهوا دارفور لانهم فقدوا دوائرها التي كانوا يحلمون بها وقد قابلت الاخ الشهيد داؤد يحيي بولاد الامين العام للجبهة الاسلامية بنيالا والذي تعرض للظلم من قيادات الحركة الاسلامية حينما تركوه يواجه مصيره بعد ان فقدت الجبهة الاسلامية دوائر دارفور وكانوا ينتظرون اكتساحا كبيرا وطلبوا من بولاد الاستدانة لتسيير الحملة الانتخابية ثم تركوه يواجه الديون وحده وعملوا علي اغتيال شخصيته خوفا من تنامي نفوذه في دارفور خاصة وانه يستمتع بشخصية قوية ذات ابعاد مختلفة فبالغوا في عدائه. مما اضطره الي حمل السلاح..
اما الشهيد خليل ابراهيم اصبح متمردا علي كل المفاهيم التي صبت في اذهاننا نحن الاسلاميون ولم ندرك خبلها الافي المحكات فقد كنا نحمل احلام وردية بتحقيق دولة العدل والمساواة قدوتنا في ذلك سيد الخلق محمد عليه افضل الصلوات والتسليم حين كنا نسعي ان نقتفي اثره في سلوكنا الشخصي وفي حياتنا اليومية وعلي مستوي الاسرة والمجتمع وان نقيم دولة تهتدي بدولة المدينة المنورة وكنا ننشد اناشيد تدعوا الي العدالة والحرية والصدق والتجرد ولكننا صدمنا ويالها من صدمة صدمنا في قضيتنا التي كنا نقدم انفسنا فداء لها بين احراش الجنوب ونضحي بكل غال ونفيس في سبيلها كنا مخلصين غاية الاخلاص لفكرة ومتجردين غاية التجرد لمبدأ وكان الدين الاسلامي والقران العظيم هو طريقنا في الحياة ومنهحنا وبينما كنا كذلك كان اخرون منا وفينا وفي هرم القيادة يمدون السنتهم سخرية منا ونحن لاندري لانهم يعلمون ان غايتهم السلطة ومبتغاهم الدنيا ولما بلغوها كان حرصهم التخلص منا زرافات ووحدانا بالزج بنا في محرقة حرب الجنوب نفرغ هنالك الشحنات الثورية والجهادية وننشغل عن ماهم فيه من جمع الاموال والتنافس علي المناصب وافاق منا من افاق باكرا وعرف الحقيقة وتأخر اخرون وباسم الدين والله ورسوله كانت تؤكل اموال الناس بالباطل ويعذب المعارضون في بيوت الاشباح.. كانوا باسم الاسلام والله ورسوله يقتلون النفس التي حرم الله الابالحق وكانوا باسم الله ورسوله يفسدون في الارض ويهلكون الحرث والنسل.
الشهيد الدكتور خليل كان رجلا صادق الي اقصي حدود الصدق مع نفسه ومع الأخرين( قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم لهم جنات تجري من تحتها الانهار) هو رجل مقدام وشجاع حدد مساره واختار طريقه واخترنا طريقا اخر ولكن الذي يجمعنا اننا قد فجعنا في اقوام كنا نظنهم اخوان لنا في الله ولكنهم كانوا يضمرون امرا اخر ويبيتون النية للفساد والافساد والظلم وكان ما كان منهم خلال سني الانقاذ من كتم لانفاس الناس وقهرا لهم واستبدادا وتفرقة لابناء الوطن الواحد وكان لا احد غيرهم في هذا ويزداد الضغط كل يوم علي الناس وضاقت عليهم الارض بما رحبت بينما يعيش، من يدعون حمل راية الاسلام حياة الدعة والترف. ويستبيحون خيرات الوطن فلا صوت يعلو علي اصواتهم ولاينعم في هذا البلد الاذويهم ومناصريهم وسخروا كل امكانات البلد لخدمتهم وكل من قال لا منهم كان جزاؤه الابعاد والافقار والتضييق واغتيال الشخصية ولربما التصفية الجسدية وتفشت الشللية والجهوية والعنصرية وضاعت القضية لم يرعوا حرمة لدماء شهداء قدموا ارواحهم فداء لله والوطن وقد فجعنا في قضيتنا فحمل خليل واخوته السلاح طلبا للعدل المساواة وظللنا نقاوم في اسوأ الظروف واحلك الاوقات نقول كلمة الحق في وجه نظام وسلطان جائر حتي تحقق النصر لكل الامة السودانية ومازالت المعركة مستمرة ضد المؤامرة وهذه العقلية التي اطلت الان بوجهها الكالح فيما يعرف بدولة البحر والنهر ومن خلفها ذات الاشخاص وتحرك هذه الارجوزات التي تبدو علي السطح ذات الاصابع التي فصلت الجنوب وتريد تقسيم السودان.
ومن ضحايا عقلية الجلابة وفكرة البحر والنهر الاخ يوسف لبس وهو مثال للاخ المسلم الصادق الوفي لقضيته عاش زاهدا لم تمتد يده الي مال حرام كان كثير الصمت يحمل بين ضلوعه قلب مؤمن بالله لم يعرف الطريق الي اجهزة المخابرات كما فعل اخرون ولم يخن قضيته وقد ابتلي ابتلاء عظيما. وحينما سمع النبي عليه افضل الصلوات والتسليم بيت الشعر العربي("وظلم ذوي القربي اشد مضاضة... علي المرء من وقع الحسام المهند)، قال عليه السلام (هذا من حديث النبوة الاولي). هذه العقلية عقلية الجلابة او فكرة البحر والنهر لابد من حربها حربا ضروسا والقضاء عليها قضاء مبرما حتي يتعافي الوطن ويرتاح..
////////////////////////////

 

آراء