حكومة 9 طويلة
حسن ابوزينب
27 April, 2022
27 April, 2022
سياط تلهب وخراطيش تدمي وكفوف تورم وأجساد تتلوى تحت وقع أسلحة تستبيح كل ما تطاله. غضب عارم وانتقام أعمى لا يراعي حساسية المنطقة .. صرخات الألم تذهب أدراج الرياح والدموع المعجونة بالدم لا تحرك ساكنا بعد ان حول الجوع الكافر الانسان يا(كافي البلا) الى ناهب وسالب والشعب الطيب الكريم المتكافل الى منتقم منزوع الرحمة . جل عصابات 9 طويلة هاربون من مناطق نزاعات وحروب اهلية بحثا عن ملاذات آمنة و وحينما ضاق بها الحال وعصرها الحرمان من توفير متطلبات المعيشة في أدنى صورها بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية لجأت الى النهب والسلب .
(2)
جرت العادة ان يستهدف أعضاء هذه العصابات ضحية قاصية في منطقة مظلمة وأن يكون التهديد بالمطاوي والسواطير . الان ومع استفحال الغلاء وضغوطات الحالة الاقتصادية المتردية الى متواليات هندسية فان ظاهرة السلب والنهب لم تنتقل الى الشارع جهارا نهارا فحسب بل تلتها حوادث اقتحام البيوت الامنة بالقفز من فوق الاسوارمع الاستعانة بآليات جديدة لللسلب والنهب وهي الأسلحة النارية لتصطدم أيضا باليات جديدة للمقاومة والدفاع
عن النفس تبدأ من المسدس ولا تنتهي بالكلاش .. الذي يلفت النظر هنا ان معظم المتورطون
في جرائم السرقات اثنيات محددة وهذه تهمة جاهزة بأنها مستهدفة وهو المسمار الاخير الذي يدق في نعش الوحدة الوطنية في هذا الوطن الذي تحول الى غابة ياكل فيه القوي الضعيف .
(3)
العام الماضي استيقظت مدينة بورتسودان ذات صباح على اضطرابات عنيفة تعالت في سمائها اعمدة الدخان وتبعثرت في شوارعها قطع الانترلوك فتعطلت الحركة وحينما سألنا عن السبب قال لنا مدير الشرطة وقتها اللواء طارق البدراوي وكنا جلوس في مكتبه ان احد جنود قوات الدعم السريع قتل في شجار ليس له علاقة بالسياسة أحد أبناء النوبة وقد تم اعتقال القاتل وتم ايداعه السجن ايذانا للمحاكمة بعد تسجيله اعترافات موثقة بالادلة وتسائل الرجل محتارا اذن ماسبب ترويع الامن وايقاف الحركة ؟
(4)
العنف والعنف المضاد في جرائم السلب والنهب في واقع الامر عملة ذات وجهين ..الوجه الأول منها هو ألاحساس الذي يعترينا وأصح قناعة وهو ان السودان (مريض الانعاش) فتح عينيه لاول بعد ثلاثون عاما عجافا بعد تلقية جرعة من المحاليل المنقذة ضخها في عروقه اليابسة المتكلسة المجتمع الدولى والتي تمثلت في رفع قوانين المقاطعة عن رقبته وتمرير برامج لاعفائه من الديون ووعود تنفيذ برنامج تسهيل ائتماني بملغ 2,5 مليار دولار ومنح ومساعدات ب700 مليون دولار فضلا عن ابداء العديد من الدول استعدادها للولوج من باب الاستثمار في السودان وهي أهداف ومساعى لم يجد اليشيربابا الا وطرقه ولا حجرا الا وقلبه لتحقيقها بل بلغ به الامر مغازلة دولة الكيان الصهيوني والركض ورائها حتى حفيت قدماه .. رحل الانقاذ وأشرقت الارض بنورربها ولكن حتى اذا مااخذت الارض زخرفها فار التنور والتنورالذي يعرفه الجميع هنا هو انقلاب البرهان في 25 اكتوبر الماضي والذي قلب عاليها سافلها وأعادنا مجددا الى المربع الاول منبوذين كالبعير الأجرب ونحن أشبه والعياذ بالله بملوك البوربون لا نقرأ واذا قرأنا لا نفهم .
(5)
نحن نرفض أن يفرض علينا أحد كائنا من كان وصايته علينا ويسوقنا كالنعاج الى حيث يريد ولكننا بالمقابل ينبغي ان نعرف أننا نعيش في عالم نتأثر به ونؤثر فيه بما لدينا من قوة ومن رباط الخيل ولذلك فان المجنون هو الذي يقودنا الى مواجهات وصدامات عبثية مع المجتمع الدولي نعرف سلفا نهايتها..التحديات والعنتريات التي لا تقتل ذبابة حبلها قصير ولا تجدي هنا . الوجه الآخرمن العملة هي السيولة الامنية وشيوع ظاهرة العنف والعنف المضاد والتي سببها الغياب المميت للأجهزة الامنية وتقاعسها عن أداء واجباتها التي تأسست من أجلها فهل يعود هذا لضعف امكانياتها ومعيناتها من اجهزة ووسائل تحرك ؟
(6)
الجواب لا ثم لا فهذه الاجهزة التي تغطي عينيها و تسد اذنا بالطين واخرى بالعجين لانفلاتات الشارع أصابها تجريف وتجريد من هيبتها ومسئوليتها الأصلية والدليل نعومتها في حماية المواطن المعتدى عليه وحماسها وشراستها أمام مظاهرات اطفال الناس في الشارع ( أسد على وفي الحروب نعامة ) ..فقد اختفت وأصبحت اثرا بعد عين مشاهد لا تخطئها عيوننا ترعرعنا عليها ونحن صغار وهي عن الاعراب الذين كانوا يطلقون سيقانهم للريح في ديم العرب (بورتسودان) خوفا من مصادرة رجال الشرطة لعصيهم وليس (سواطيرهم) .. جزء من معاناة المعيشة الان أن الحكومة تستقطع من احتياجات الطحين وأقراص الدواء وتكتفي بالفرجة على المواطن وهو يصارع مكشوف الظهرمعتل الجسم وحش الغلاء الكاسروهو يفترس القدرات وبدلا من ذلك تسعى وتخطط لتوفيرالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والذخيرة الحية للعسكر.
المؤلم هنا أن المواطن الذي ليس له بعد الله معين آخر لحمايته غير الاجهزة الامنية لجأ بسبب غيابها واختفائها على انتزاع حقه بقوة ذراعه في هذه الغابة التي اختلط حابلها بنابلها على رافعة تراث اعتقدنا انه اندثرمنذ زمن بعيد (حقك تلاويه وتقلعوا) .
(7)
نحن الآن ممزقون امام مشهدين بطعم الحنظل استقرا في طوايا الذاكرة ..مشهد (ابن البلد) مطفيء العينين متورم الوجه دام الجسد وقد اختلطت دموعه بدمائه وهو يتلقى الركل والرفس والضرب بالعصى وسياط العنج و الأحذية وقبضات اليد أينما وقعت تواكبها صرخات تتعالى فوقه من الضحايا (أرفع راسك فوق.. دقو.. أهرسو.. ود الكلب ..تاني تجي) وفي الواجهة الاخرى مشهد الام التي أطارت فاجعة قتل ابنها من قبل اللص صوابها فتركت الحكومة واتجهت تستجدي شعب السودان ( عشت 32 سنة في السعوية في أمن وأمان وجيت عشان اتبهدل في وطنى ..أنا ولدي مابخليه لو كتلوني ..ساعدوني عشان نقتص من الكاتل ماتخلوني براي) .
hassan.abozinab4@gmail.com
//////////////////////////
(2)
جرت العادة ان يستهدف أعضاء هذه العصابات ضحية قاصية في منطقة مظلمة وأن يكون التهديد بالمطاوي والسواطير . الان ومع استفحال الغلاء وضغوطات الحالة الاقتصادية المتردية الى متواليات هندسية فان ظاهرة السلب والنهب لم تنتقل الى الشارع جهارا نهارا فحسب بل تلتها حوادث اقتحام البيوت الامنة بالقفز من فوق الاسوارمع الاستعانة بآليات جديدة لللسلب والنهب وهي الأسلحة النارية لتصطدم أيضا باليات جديدة للمقاومة والدفاع
عن النفس تبدأ من المسدس ولا تنتهي بالكلاش .. الذي يلفت النظر هنا ان معظم المتورطون
في جرائم السرقات اثنيات محددة وهذه تهمة جاهزة بأنها مستهدفة وهو المسمار الاخير الذي يدق في نعش الوحدة الوطنية في هذا الوطن الذي تحول الى غابة ياكل فيه القوي الضعيف .
(3)
العام الماضي استيقظت مدينة بورتسودان ذات صباح على اضطرابات عنيفة تعالت في سمائها اعمدة الدخان وتبعثرت في شوارعها قطع الانترلوك فتعطلت الحركة وحينما سألنا عن السبب قال لنا مدير الشرطة وقتها اللواء طارق البدراوي وكنا جلوس في مكتبه ان احد جنود قوات الدعم السريع قتل في شجار ليس له علاقة بالسياسة أحد أبناء النوبة وقد تم اعتقال القاتل وتم ايداعه السجن ايذانا للمحاكمة بعد تسجيله اعترافات موثقة بالادلة وتسائل الرجل محتارا اذن ماسبب ترويع الامن وايقاف الحركة ؟
(4)
العنف والعنف المضاد في جرائم السلب والنهب في واقع الامر عملة ذات وجهين ..الوجه الأول منها هو ألاحساس الذي يعترينا وأصح قناعة وهو ان السودان (مريض الانعاش) فتح عينيه لاول بعد ثلاثون عاما عجافا بعد تلقية جرعة من المحاليل المنقذة ضخها في عروقه اليابسة المتكلسة المجتمع الدولى والتي تمثلت في رفع قوانين المقاطعة عن رقبته وتمرير برامج لاعفائه من الديون ووعود تنفيذ برنامج تسهيل ائتماني بملغ 2,5 مليار دولار ومنح ومساعدات ب700 مليون دولار فضلا عن ابداء العديد من الدول استعدادها للولوج من باب الاستثمار في السودان وهي أهداف ومساعى لم يجد اليشيربابا الا وطرقه ولا حجرا الا وقلبه لتحقيقها بل بلغ به الامر مغازلة دولة الكيان الصهيوني والركض ورائها حتى حفيت قدماه .. رحل الانقاذ وأشرقت الارض بنورربها ولكن حتى اذا مااخذت الارض زخرفها فار التنور والتنورالذي يعرفه الجميع هنا هو انقلاب البرهان في 25 اكتوبر الماضي والذي قلب عاليها سافلها وأعادنا مجددا الى المربع الاول منبوذين كالبعير الأجرب ونحن أشبه والعياذ بالله بملوك البوربون لا نقرأ واذا قرأنا لا نفهم .
(5)
نحن نرفض أن يفرض علينا أحد كائنا من كان وصايته علينا ويسوقنا كالنعاج الى حيث يريد ولكننا بالمقابل ينبغي ان نعرف أننا نعيش في عالم نتأثر به ونؤثر فيه بما لدينا من قوة ومن رباط الخيل ولذلك فان المجنون هو الذي يقودنا الى مواجهات وصدامات عبثية مع المجتمع الدولي نعرف سلفا نهايتها..التحديات والعنتريات التي لا تقتل ذبابة حبلها قصير ولا تجدي هنا . الوجه الآخرمن العملة هي السيولة الامنية وشيوع ظاهرة العنف والعنف المضاد والتي سببها الغياب المميت للأجهزة الامنية وتقاعسها عن أداء واجباتها التي تأسست من أجلها فهل يعود هذا لضعف امكانياتها ومعيناتها من اجهزة ووسائل تحرك ؟
(6)
الجواب لا ثم لا فهذه الاجهزة التي تغطي عينيها و تسد اذنا بالطين واخرى بالعجين لانفلاتات الشارع أصابها تجريف وتجريد من هيبتها ومسئوليتها الأصلية والدليل نعومتها في حماية المواطن المعتدى عليه وحماسها وشراستها أمام مظاهرات اطفال الناس في الشارع ( أسد على وفي الحروب نعامة ) ..فقد اختفت وأصبحت اثرا بعد عين مشاهد لا تخطئها عيوننا ترعرعنا عليها ونحن صغار وهي عن الاعراب الذين كانوا يطلقون سيقانهم للريح في ديم العرب (بورتسودان) خوفا من مصادرة رجال الشرطة لعصيهم وليس (سواطيرهم) .. جزء من معاناة المعيشة الان أن الحكومة تستقطع من احتياجات الطحين وأقراص الدواء وتكتفي بالفرجة على المواطن وهو يصارع مكشوف الظهرمعتل الجسم وحش الغلاء الكاسروهو يفترس القدرات وبدلا من ذلك تسعى وتخطط لتوفيرالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والذخيرة الحية للعسكر.
المؤلم هنا أن المواطن الذي ليس له بعد الله معين آخر لحمايته غير الاجهزة الامنية لجأ بسبب غيابها واختفائها على انتزاع حقه بقوة ذراعه في هذه الغابة التي اختلط حابلها بنابلها على رافعة تراث اعتقدنا انه اندثرمنذ زمن بعيد (حقك تلاويه وتقلعوا) .
(7)
نحن الآن ممزقون امام مشهدين بطعم الحنظل استقرا في طوايا الذاكرة ..مشهد (ابن البلد) مطفيء العينين متورم الوجه دام الجسد وقد اختلطت دموعه بدمائه وهو يتلقى الركل والرفس والضرب بالعصى وسياط العنج و الأحذية وقبضات اليد أينما وقعت تواكبها صرخات تتعالى فوقه من الضحايا (أرفع راسك فوق.. دقو.. أهرسو.. ود الكلب ..تاني تجي) وفي الواجهة الاخرى مشهد الام التي أطارت فاجعة قتل ابنها من قبل اللص صوابها فتركت الحكومة واتجهت تستجدي شعب السودان ( عشت 32 سنة في السعوية في أمن وأمان وجيت عشان اتبهدل في وطنى ..أنا ولدي مابخليه لو كتلوني ..ساعدوني عشان نقتص من الكاتل ماتخلوني براي) .
hassan.abozinab4@gmail.com
//////////////////////////