رؤية للخروج من الأزمة. . بقلم: الطيب الزين

 


 

 

أعتقد أن قوى الحرية والتغيير المجلس المركزي ، بدلاً من أن تشغل نفسها بكتابة تصورها للخروج من الأزمة، رداً على طلب مساعدة وزير الخارجية الأميركي والسفير السعودي في الخرطوم.
ودون الخوض في الثرثرة التي لا طائل من ورائها، التي ترعاها الآلية الثلاثية في فندق روتانا، التي يقال إنها قد أجلت، بعد أن ثبت فشلها.

على قوى الحرية والتغيير ممارسة قدراً من العصف الذهني، الذي يُمكنها من تشخيص الأزمة ووضع أصبعها على مصدر وجع الرأس، ومن ثم تقديم وصفة العلاج اللازمة وهي تعّول على شعبها أولاً وأخيراً.
هذا يعني أن تكون صريحة وواضحة وتسأل الإنقلابيين، بطريقة مباشرة ماذا يريدون من ضمانات للخروج من المشهد السياسي وإنهاء الأزمة المفتعلة، قبل أن تنهي السودان برمته، لاسيما بعد أن وقف حمار الإنقلاب في العقبة.!
كما حدث مع كل تجارب الحكم العسكري التي شهدها السودان منذ إستقلاله في منتصف القرن الماضي.
والحاضر طفح بأكاذيب البرهان بتصحيح مسار الثورة التي زادت الطين بلة، وخربت كل ما أنجزته الحكومة الإنتقالية، وأدت إلى سقوط مئات الشهداء والآف الجرحى، كما وضعت البلد كله في كف عفريت.!
وتهديدات حميدتي الفارغة قبل الإنقلاب التي قالت: إن شاء الله تمطر حصو .. أمطرت غضباً شعبياً متسعاً ومتعاظماً يوماً بعد آخر، لم يترك لهم جنباً ينامون عليه.

ضاعف من حدة أزمتهم النفسية جراء الجرائم التي إرتكبوها ضد الشعب السوداني، سواء في عهد النظام السابق، أو بعد سقوطه.!

الإنقلابيون ليسوا جزءاً من الحل، هم الأزمة ذاتها.. لأنهم تربوا وترعرعوا في ظل نظام الإنقاذ الذي قام على الأزمة وأستمر في الحكم ثلاثين سنة يعمق من واقع الأزمة.
هذه هي الحقيقة، التي لا ينكرها سوى مكابر، لذلك الإنقلابيون يعيشون في أزمة نفسية مربكة وخطيرة .. حالهم حال الكيزان وكل من إرتبط بهم خلال سنوات حكمهم المظلمة.

أنهم في حاجة لعلاج نفسي يمكنهم من إستعادة توازنهم النفسي المفقود.!

تفهم هذا الأمر سيكون مدخلاً صائباً
لفك عقدة الأزمة بوعي سياسي براغماتي يستوعب كل تعقيدات المشهد، ويصبح بمثابة ميناء ترسو عليه سفن الحل السياسي.

الأزمة تحتاج إلى حكمة تجيد التعامل مع منطق المقايضات والمافيات الذي عبر عنه حميدتي، في أحدي خطاباته بأنهم يريدون ضمانات كي يسلموا السلطة للمدنيين، وإلا سيكون الأسوأ .. بالمضي قدماً في بناء مملكة الدمار والخراب التي يدعمها من الخارج كل القوى التي لا تريد لبلادنا تحقيق الأمن والإستقرار والتقدم، وفي الداخل يدعمها الكيزان وكل قوة الردة والفساد التي لا تريد رؤية سودان الثورة والديمقراطية والحرية والعدالة والسلام.

لا حوار لا مساومة لا شراكة، بل حكومة مدنية كاملة الدسم، تضع حداً للقتل ولآهات الجوع والخوف.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com
////////////////////////

 

آراء