المجلس المركزي للحرية والتغيير: نصدقكم مرات ولكن لا نصدقكم أكثر المرات .. بقلم / عمر الحويج

 


 

 

كبسولة:- (1)
مالك عقار: جون قرنق الإنسان من قبره يسألك : هل تعلمت العنصرية من مقعد البرهان الملوث بالخيانة التي حاربناها معاً .
مالك عقار: جون قرنق الإنسان من قبره يسألك : هل خنت شعارنا الخلاص ونحن ثوار نحارب من أجل سوداننا الجديد معاً.
مالك عقار : جون قرنق الإنسان من قبره يسألك هل رأيتنا نقتل شعبنا شيباً وشباباً وتلاميذ مدارس ونحن ثوار نحارب من أجله معاً
جون قرنق الإنسان من قبره يقول :وآه من فجيعتي وخيبة أملي فيك يامالك عقار العار
كبسولة : (٢)
المبعوث الأمريكي: سقف الأخلاق أثناء التفاوض صفر عند عسكر السودان
المبعوث الأمريكي: سقف الأخلاق أثناء التفاوض أعلى الصفر عند الطالبان
المبعوث الأمريكي: فلماذا تريدون لشعبنا أن يتفاوض مع صفر عسكر السودان
***
-نصدقكم لماذا ..!!
نصدقكم : "شئنا أم أبينا" ، بأنكم ضد الإنقلاب المندحر عاجلاً وليس آجلاً ، بأمر الثورة .
نصدقكم : أنكم مع عودة الديمقراطية والحكم المدني ، على الأقل لأنكم لستم حملة سلاح ، فرضت نفسها على الثورة .
نصدقكم : أنكم مع شعارات الثورة "لا تفاوض لا شراكة لا مساومة" .
نصدقكم: لأننا نعرف أن الثورة هي التى فرضت عليكم بعنفوانها وليس عنفها ، القبول صاغرين بشعاراتها ، لأنكم كمجلس مركزي تمثلون أحزاب سياسية ، نعرف أنها ضد الحكم الشمولي ، وهى أول من يستهدفها العسكر . وهي موجودة في الساحة مع باقي القوي السياسية ، ونحن ندخر هذه الأحزاب جميعها وما يأتي منها أو ما يتناسل بعدها من أحزاب ، لتكون موجودة بعد إنتهاء المرحلة الإنتقالية ، فلا ديمقراطية بدون أحزاب . وإن كنا نرغب في تحالفات المتقاربين كما سيأتي في حديثي .
ونصدقكم : لنقول لكم أكثر نحتاج تحالفكم هذا حتى بوجودكم كمجلس مركزي ، أو بمسمى آخر إذا ارتضت بكم أحزابكم التي تمثلونها أو أتت بقيادة أخرى تمثلهم ، فمرحلة الإنتخابات القادمة ، نحتاج لهذا التحالف ، بمسماه أو بغيره ، لأن الأمل كبير ، أن ينتج هذا التحالف الذي يمثل اليمين في الحياة السياسية (الهبوط الناعم دون تجريح لأحد)كتلة متحالفة وليست متخالفة ، وفي مقابله يتكون تحالف آخر وهو في بداياته ، الذي يضم تحالف اليسار العريض بمسماه الذي اقترحوه " تحالف الأقوياء" أو عدلوه سيان . ما يهمنا من وجود هذه التحالفات، ضرورة وحتمية انشائها حسب التصور المستقبلي للسودان ، والذي ستفرضه مجريات ثورة ديسمبر ، بقيمها الجديدة ، التي ستفرض تعديل المشهد السياسي التنافسي الإنتخابي ، فلن نفلح أذا لم تقتصر الإنتخابات على يمين ووسط ويسار ، مثلنا ودول العالم التي أنجحت ديمقراطياتها بهذا التوزيع الحقيقي لطبقات مجتمعاتها ، وها نحن قد أفرزت لنا صراعات ثورة ديسمبر هذين التحالفين أو ثالثهما الآتي من قلب الصراع السلمي ، ولتكن هي بذرة الديمقراطية الجديدة في بلادنا ، ولن تسمح هذه الثورة التي خططت لسودان جديد ،بعد انتصارها النهائي على الأنقلاب المشؤوم ، بفلوله وأرزقيته وتجار دينه وتجار مصالحه ، وتجار سلاحه ، بفوضى القديم الذي أودى بالبلاد إلى الهاوية التي لاقاع لها .
ولكي تنجح أي انتخابات فحتى المجموعات الشمولية بكل توجهاتها الإجرامية سيئة السمعة، يمكنها حين الإنتخابات أن يشكلوا تحالفهم أقصى يمين اليمين ، إن أرادوا الإنتماء إلى لعبة الديمقراطية الحرة والنزيهة " والمافيها خج" فلا إقصاء لأحد بعد نهاية الفترة الإنتقالية ، فبوعي الثورة لن يترك حبل غارب الأحزاب لكل من يرغب في تكوين حزب ، لا وجود له في الواقع ، وقانون الأحزاب الصارم خير ملاذ .
كما المطلوب في السودان الجديد أن لا يعود المشهد السياسي ، وأن لا يكون كما كان في السودان القديم ، حيث كانت تقوم الإنتخابات ، على أساس معوج ، الإيمان ضد الإلحاد ، كما تنهض الدعاية لها ، أو على أساس الطائفة والقبيلة والعشيرة والإثنية ، وكلها أحزاب كانت تتكئ على حائط الدين نفاقاً وستاراً لأغراض الوصول للسلطة لاغير ، فهذا الجيل "الراكب راس" لم يكن ولن يعرف كل هذه المكونات "فزمانها فات وغنايا مات" فبالنسبة لهم المهدية تاريخ يقراؤونه في الكتب ، ويسمعونه في المحاضرات والندوات ، كتاريخ ماضي، فلاهم ينوون استرجاعها كمُلهِم لهم ، ولا هم ينوون استعادتها كسلطة تحكمهم . خاصة وقد جربت ولدغت هذه ، الأجيال بحكومة الإنقاذ الإسلاموية ، التي أعادت تطبيق ذات تعاليم وعذابات المهدية بحذافيرها ، خاصة في عهد خليفة المهدي ، الذي مشى مسحاً بالإستيكة ، على انجاز شيخه المهدي في تحرير السودان من الإستعمار الثلاثي الإنجليزي التركي المصري . ولايرغبون كذلك في طائفة الميرغنية هي الأخرى ، فهي لهم ، مثلها والأولى ، تاريخ ماضي ، يَنْكَبون فقط علي فحصه وتمحيصه في دراسات أكاديمية محورها ، هل مؤسسها عن أجداده السيد الميرغني ، جاء غازياً مع المستعمر ، أم مبشراً دينياً ، أم سلطوياً لاغير ، أو ترياقاً مضاداً للآخر المنافس ، أم كلاهما مصنوعان ، ولماذا انحاز الوسط الأزهراوي وهم النخبة المستنيرة إلى طائفة الختمية ، وما الضرر أو النجاح الذي سببه تحالفهما هذا ، على مسيرة السودان . هل نحو التطور والنهضة أم ساعد على تخلفه وقعوده الطال مكوثه .
ففي السودان الجديد ، الذي بذرت بذوره ثورة دبسمبر المجيدة ، المأمول أن يبدأ ، مشهده السياسي الديمقراطي ، بصراع حضاري بين مُكَوِنات مُستنيرين ، توعويين ، كل من موقعه ، يحمل في أضابيره ، برنامجه العلمي الموضوعي الواقعي والمفصل لتطوير ونهضة السودان الجديد ، وليس الإتكاء على تاريخ الأباء والأجداد والنخب الفاشلة ، بشعاراتها فارغة المضمون مثل - حَرَّرت الناس يا اسماعين الكانوا عبيد يا اسماعين ، أو البلد بلدنا ونحن أسيادها.
نصدقكم :ونقول ما قلنا لنؤكد لكم أننا نصدقكم فقط لهذه الإعتبارات ، فعناوين أفعالكم السابقة ، لاتدعوا للتصفيق لكم ، لكنا مجبورين عليك ، وأنت مامجبور علينا ،كما تردد البلبلات في زمانهن الجميل .
(2) - لا نصدقكم لماذا ..!!
من المؤكد والمتعارف عليه ، أن يحمل الابن اسم والده وليس معكوس الأمر ، فأنتم الإبن والمولود الشرعي لثورة ديسمبر التى تولى أمر النهوض بها والسير بزخمها وبسالتها ونبلها ، والدم المبذول في استمراريتها حتى حينها ولحظتها الراهنة ، ودماء شبابها تسيل في شوارعها التي لاتخون ، وهي جهة معلومة لديكم ، اسمها لجان المقاومة .
ولكن ماهو حاصل ومفهوم للجميع ، أنكم وحتى تاريخ موتمراتكم الأخيرة التبريرية لفعلتكم الشنيعة في نقض العهود ، لا تفاوض لا شراكة ولا مساومة ، وإن كان ما علينا بهذا ، فهذا خياركم ، وأنتم أحرار في اتخاذ قراراتكم السياسية ، ما يعنينا هو أنكم لا زلتم الأب الذي يصر أن يحمل اسم ابنه ، والحقيقة الساطعة أنكم بمثابة الابن الضال والمشاكس والجاحد للأب الصابر ، لجان المقاومة وهي الأب الشرعي لكم ، فلماذا تريدون قيادتها من آذانها ، لتتبعكم وكأنكم الأولون والآخرون والأوحدون في قيادة الثورة . صحيح في أقوالكم ترددون ، صباح مساء أنكم لستم وحدكم في الساحة ، بل يصحبكم شباب المقاومة وقوى ثورية أخرى ، هكذا تخرج باردة من أفواهكم وبخروج الروح لسامعها ومتلقيها ، أما أفعالكم فهي بغير ذلك ، تؤكدون للكل وخاصة وأنتم تنفردون ، دونهم بمؤتمراتكم التي تنظمونها بحيث يفهم منها الجميع ، إنطباعاً واحداً مشتركاً ، أنكم حملة مشاعل الثورة ، ولا أحد غيركم في ساحاتها ، وكذلك في فضائياتكم التى تقوم جهدها وتركيزها وسياسة تحرير برامجها في إبرازكم كقيادة لثورة ديسمبر المجيدة ، ويتم ذلك وبموافقتكم ورضائكم ، تستمرئون ذلك ، دون اعتراضهم ، بشفافية الثوار ، ولكنها الأضواء ، تجعل تلك الفضائيات ذات الغرض ، تتحدث وتدير معكم حواراتها ولقاءاتها بوصفكم الممثل الشرعي الوحيد لشعب السودان ، كما كانت تردد منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني ، قبل ظهور منظمة حماس وأخواتها الإرهابية ، سنوات الراحل ياسر عرفات ، وذلك تاريخ مضى . واللا مش كدة يا رفيقنا ياسر عرمان.
أنتم تعترفون وتكررون ، أيضاً بأن الثورة لن تنجح ولن تحقق أهدافها إلا بوحدة قوى الثورة ، وهذه كلمة حق منكم أردتم بها باطل ، فأنتم تريدون أن يأتي اليكم الأخرون حتى تحققوا رغباتكم السلطوية المكبوتة ، في إدعائكم أنكم قيادة الثورة ، والآخرون تابعون لكم ، تواضعوا يا مجلس يامركزي فأنتم لستم بمجلس عسكري .
وحقيقة أخري تجعلنا لانصدقكم فأنتم أيضاً تعترفون بأن سلاحكم الوحيد الذي تنازلون به الإنقلاب هو سلاح الأب الشرعي سلاح لجان المقاومة ، فلماذا لا تتواضعوا وتلزموا حدود مسار صراط الثورة المستقيم ، وتعترفوا لها بقيادة ثورتها الظافرة المظفرة .
بذا نُصَدِقكم ، وتُصادِقكم الثورة العظيمة.
omeralhiwaig441@gmail.com
////////////////////////////////

 

 

آراء