عودة الندلة !!!!

 


 

بشير اربجي
20 June, 2022

 

اصحي يا ترس -
عنوان الفيلم الشهير عودة الندلة يمكن أن يصلح لوصف حال قائدي الإنقلاب الآن، فها هو قائد الإنقلاب العسكري المشؤوم البرهان يصف الثوار بأنهم غير سلميين ويتعدون على ممتلكات الدولة ومقارها كما أدعت شرطة الإنقلاب كذبا وبهتانا عدة مرات، وقالت أن الثوار السلميين الذين شاهدهم العالم كله يشكلون دروعا بشرية حتى لا يصل الثوار لمقارهم أنهم قد قاموا بتكسيرها وحرقها وسرقتها، على الرغم من أن الجميع يعلم أن قوات الإنقلابيين هى التي تنهب المواطنين والثوار على حد سواء، لكنه ليس بمستغرب منه فهو حال كل دكتاتور فى البحث عن أعذار يبرر بها قتل شعبه الغير أخلاقي، ولن يكون بمنج له مما ينتظره حينما تحين ساعة الحقيقة ونشهد سقوطه الداوي كما حدث لقائده المخلوع ونظامه البائد، ولم يخالف نائب قائد الإنقلاب حميدتي رئيسه برهان فى الحديث عن الثوار السلميين وإن كان هذه المرة حاول أن يوحي للجميع أنه فكر ودبر وقرر، حين قال : سيتم النظر فى تفعيل الخدمة الإلزامية للإستفادة من الشباب وتدربيهم، وهو يعلم مثل قائده فى الإنقلاب العسكري المشؤوم أن هؤلاء الشباب الذين عناهم بحديثه هم من سيسقطونه ويذهبون به هو والبرهان الي حيث يستحقون من مكان للعقوبة، وللمفارقة المضحكة أن نائب قائد الإنقلاب حميدتي لم يتلق تدريبا عسكريا ولو لمدة سويعات قلائل ومن سخرية القدر فهو يحمل رتبة الفريق أول، فكيف إبتداء بمن لا يعرف كيفية أداء التحية العسكرية نفسها أو تفقد حرس الشرف أن يأمر بتفعيل التدريب العسكري للشباب الثائر، عموما ما يتحدث عنه الإنقلابيان برهان وحميدتي عن الثوار السلميين بالبلاد لن يتعامل معه أي ثائر بأي درجة من درجات الجدية، فهما المستهدفان بالإسقاط والمحاسبة على كل الجرائم التي حدثت قبل وبعد فض الإعتصام، وبدلا أن يتطهرا منها حين منحتهما الثورة المجيدة الفرصة لذلك قاما بإضافة جرائم جديدة جعلت الجميع يصر على كنسهم مع النظام البائد وهو ما سيحدث قريبا جدا.
ورغم محاولاتهم العديدة والحثيثة سابقا لإستمالة الشباب الثوري، ودعوات البرهان وحميدتي المتكررة لهم للتفاوض معهم إلا أن هؤلاء الثوار الأشاوس يعلمون تماما من هو عدو الثورة المجيدة والذي يقف ضاغطا على الزناد لمنع تحقيق أهدافها، لذلك يبدو أن قائدي الإنقلاب العسكري المشؤوم قد سئموا من قبول الثوار بهم فقرروا مهاجمتهم بمثل هذه التصريحات، والتي كانت سابقا تطلق فى حق قوي إعلان الحرية والتغيير الشريك المدني فى السلطة الإنتقالية، فى محاولة لشق صف الثورة المجيدة التي لعقت جراحها وتحركت بكل قوتها نحو تحقيق أهدافها فى الحرية والسلام والعدالة، مما أذن بمغيب فجر العسكريين والإنتهازين بالبلاد فجعلهم يصرحون بعدائهم لكل مكونات الثورة المجيدة مجتمعة، ولما لم يتلقوا إستجابة لكل دعوات الكذب والغدر التي أطلقوها قرروا مواجهة الجميع فى معركتهم الخاسرة، وعادوا لنفس المحطة التى توقفوا فيها عقب مجزرة فض الإعتصام التي ارتكبوها بالقيادة العامة للقوات المسلحة، وهى عودة متوقعة وغدر معتاد لكن الشعب السوداني وثواره الأماجد يعلمون ذلك ويتحسبون له حتى لا يفلت مجرم مهما كان غطاء عودته فى هذه المرة، ولن يعود الثوار السلميين والشعب السوداني من الشوارع دون تحقيق كامل الأهداف التي قدم من أجلها الشهداء أرواحهم.
الجريدة

 

آراء