حميدتي وتضييق هامش المناورة
زين العابدين صالح عبد الرحمن
10 March, 2023
10 March, 2023
تصاعدت حدة الخلافات بين الفريق أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للقوات المسلحة وقائد قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة. و الخلاف الدائر بين الجانبين ليس خلافا تقديريا يدور حول قضية ( الإتفاق الإطاري) و تسليم السلطة للمدنيين، و أنسحاب القوى العسكرية من المشهد السياسي، و لكن محور الصراع من الذي له الاحقية في القبضة على مفاصل السلطة بين كل الأطراف المتشابكة مصالحها.
في أخر تصريح لقائد الدعم السريع قال أمام قواته "ليس هناك خلاف بين الجيش و الدعم السريع، و ما يثار في وسائل الإعلام مجرد شائعات" و أضاف قائلا " لا يمكن أن نختلف مع الجيش، نحن خلافنا مع الناس المكنكشين في السلطة" و الفقرة تؤكد هناك خلاف بين الدعم السريع و المكون العسكري في مجلس السيادة" بمعنى أصح المكون العسكري السياسي. و انحياز حميدتي لجانب القوى المدنية في ( للإتفاق الإطاري) و مطالبته بتسليم السلطة للقوى الموقعة على الاتفاق، تؤكد أن حميدتي ينظر للعملية السياسية من زاوية واحدة تأمين نفسه و المجموعة التي تلتف حوله من خلال إيجاد قاعدة اجتماعية تناصره ضد خصومه، و تحفظ له مصالحه بعد الخروج من السلطة. و رغم حدة اللغة و استخدام مفردة ( المكنكشين) لكن إيضا يمكن أن تفهم من باب البحث عن حلول مع خصومه العسكريين. فإذا كان حميدتي وصل لقناعة للخروج من اللعبة السياسية و تسليم السلطة للمدنيين، كان عليه أن يعجل بتقديم استقالته من مجلس السيادة، و الابتعاد عن أي حوار سياسي و ينتظر عملية الدمج. لكنه لم يفعل ذلك... و أكتفى بالتصريحات باعتبارها مناورة استقطابية تصب في مجرى قوى الحرية و التغيير المركزي، لجعلها القوى القيم على العملية السياسية، و هو أيضا موقف سياسي يلعبه حميدتي في محاولة للضغط على المكون العسكري.
أن حديث البرهان لمديرة الدائرة الأفريقية للعمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي السفيرة ريتا لارانجينا الذي قال فيه " أن القوات المسلحة ملتزمة بالإنسحاب من العملية السياسية، و تشكيل حكومة مدنية ذات قاعدة اجتماعية واسعة تقود البلاد خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية" هو حديث قد كرره البرهان في معظم أحاديثه في منابر مختلفة. بمعنى واضح أن البرهان لن يسلم السلطة للحرية المركزي، لأسباب يجب أن تكون معلومة لقيادة الحرية المركزي. لا يمكن قائد عسكري انقلب على سلطة يعيد عناصرها مرة أخرى لكي يكون تحت رحمتهم، الثاني البرهان يريد توسيع قاعدة المشاركة حتى لا يصبح القرار في يد الحرية المركزي، الثالث منع تيار واحد يكون مؤثرا على التشريعات في المستقبل، الرابع ابتعاد الجيش من العملية لا يعني ابتعاده عن الفترة الانتقالية بل سوف يكون المراقب لها و له حجر الزاوية في السلطة، خامسا أن توسيع قاعدة المشاركة سوف يكون الاتجاه تكوين حكومة كفاءات غير حزبية، و بالتالي تعود الأحزاب لدائرة السلطة بعد الانتخابات الأمر الذي يحدث فيه تغييرا كبيرا على الساحة السياسية، حيث تخرج بعض الأحزاب من دائرة الضوء.
و يصبح السؤال موجه إلي رئيس قوات الدعم السريع: كيف يعود حميدتي للساحة السياسية بعد عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟ هو خيار واحد قد تحدثت فيه في مقال السابق أن يكون حميدتي ( حزب سياسي) يخوض به العملية السياسية، أو أن ينخرط في حزب الأمة و يقدم عددا من المرشيح للانتخابات في دوائر مختلفة.
أن القرارات التي أصدرها البرهان مؤخرا بضم عدد من التكوينات العسكرية للقوات المسلحة منهم ( حرس الحدود – هيئة عمليات جهاز الأمن – قوات الدفاع الشعبي) أيضا من باب المناورة و الحشد بهدف الضغط على الجانب الأخر. و هو أيضا من باب الصراع السياسي على السلطة. و تحريك بعض من قوات الدعم السريع في دارفور مباشرة للخرطوم بهدف التدريب، هي عملية استعراض للقوى، لكن في كل هذه المناورات الخاسر هي قوى الحرية و التغيير المركزي، باعتبار أن البرهان لن يسلمهم السلطة وفقا للمراحل التي كانوا قد أعلنوها، إلا إذا وفقت مجموعة المركزي بتوسيع قاعدة المشاركة ما يراها البرهان نفسه. بعض قيادات الحرية المركزي يدركون ذلك جيدا، حيث قالت الدكتورة مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة و عضو الحرية المركزي قالت " يجب علينا النظر في بدائل موضوعية، و هناك مقترح لم نبحثه بعد، يتعلق بتشكيل حكومة تسيير أعمال لوزراء" و أضافت قائلة " أنهم سعوا لإعلان الحكومة في مارس الجاري لكن ثمة تحديات ضاعفتها التراشقات الإعلامية بين رئيس مجلس السيادة و نائبه" أن التراشق بين الجانبين هل هو حقيقة صراع و فرز للكيمان أم هو مجردة مناورة يريد العسكر ممارسة العملية السياسية برأسين.
إذا كان الخلاف بين المجموعات التابعة للمكون العسكري، و استخدام اللغة الحادة بين الجانبية، كلها من باب المناورة أن تشغل مساحة كبيرة من المتابعين، بهدف تمرير أجندة أخرى، أو خلق صراع محتدم بين المدنيين و العسكريين، تصبح القوى المدنية بعيدة عن التحكم في آلة الضبط في الساحة السياسية. و لكن لن يكون هناك نكوص عن إدماج كل القوى العسكرية في جيش واحد، و يصبح حميدتي في طريق ذو اتجاه واحد. نسال الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com
في أخر تصريح لقائد الدعم السريع قال أمام قواته "ليس هناك خلاف بين الجيش و الدعم السريع، و ما يثار في وسائل الإعلام مجرد شائعات" و أضاف قائلا " لا يمكن أن نختلف مع الجيش، نحن خلافنا مع الناس المكنكشين في السلطة" و الفقرة تؤكد هناك خلاف بين الدعم السريع و المكون العسكري في مجلس السيادة" بمعنى أصح المكون العسكري السياسي. و انحياز حميدتي لجانب القوى المدنية في ( للإتفاق الإطاري) و مطالبته بتسليم السلطة للقوى الموقعة على الاتفاق، تؤكد أن حميدتي ينظر للعملية السياسية من زاوية واحدة تأمين نفسه و المجموعة التي تلتف حوله من خلال إيجاد قاعدة اجتماعية تناصره ضد خصومه، و تحفظ له مصالحه بعد الخروج من السلطة. و رغم حدة اللغة و استخدام مفردة ( المكنكشين) لكن إيضا يمكن أن تفهم من باب البحث عن حلول مع خصومه العسكريين. فإذا كان حميدتي وصل لقناعة للخروج من اللعبة السياسية و تسليم السلطة للمدنيين، كان عليه أن يعجل بتقديم استقالته من مجلس السيادة، و الابتعاد عن أي حوار سياسي و ينتظر عملية الدمج. لكنه لم يفعل ذلك... و أكتفى بالتصريحات باعتبارها مناورة استقطابية تصب في مجرى قوى الحرية و التغيير المركزي، لجعلها القوى القيم على العملية السياسية، و هو أيضا موقف سياسي يلعبه حميدتي في محاولة للضغط على المكون العسكري.
أن حديث البرهان لمديرة الدائرة الأفريقية للعمل الخارجي بالاتحاد الأوروبي السفيرة ريتا لارانجينا الذي قال فيه " أن القوات المسلحة ملتزمة بالإنسحاب من العملية السياسية، و تشكيل حكومة مدنية ذات قاعدة اجتماعية واسعة تقود البلاد خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية" هو حديث قد كرره البرهان في معظم أحاديثه في منابر مختلفة. بمعنى واضح أن البرهان لن يسلم السلطة للحرية المركزي، لأسباب يجب أن تكون معلومة لقيادة الحرية المركزي. لا يمكن قائد عسكري انقلب على سلطة يعيد عناصرها مرة أخرى لكي يكون تحت رحمتهم، الثاني البرهان يريد توسيع قاعدة المشاركة حتى لا يصبح القرار في يد الحرية المركزي، الثالث منع تيار واحد يكون مؤثرا على التشريعات في المستقبل، الرابع ابتعاد الجيش من العملية لا يعني ابتعاده عن الفترة الانتقالية بل سوف يكون المراقب لها و له حجر الزاوية في السلطة، خامسا أن توسيع قاعدة المشاركة سوف يكون الاتجاه تكوين حكومة كفاءات غير حزبية، و بالتالي تعود الأحزاب لدائرة السلطة بعد الانتخابات الأمر الذي يحدث فيه تغييرا كبيرا على الساحة السياسية، حيث تخرج بعض الأحزاب من دائرة الضوء.
و يصبح السؤال موجه إلي رئيس قوات الدعم السريع: كيف يعود حميدتي للساحة السياسية بعد عملية دمج قوات الدعم السريع في الجيش؟ هو خيار واحد قد تحدثت فيه في مقال السابق أن يكون حميدتي ( حزب سياسي) يخوض به العملية السياسية، أو أن ينخرط في حزب الأمة و يقدم عددا من المرشيح للانتخابات في دوائر مختلفة.
أن القرارات التي أصدرها البرهان مؤخرا بضم عدد من التكوينات العسكرية للقوات المسلحة منهم ( حرس الحدود – هيئة عمليات جهاز الأمن – قوات الدفاع الشعبي) أيضا من باب المناورة و الحشد بهدف الضغط على الجانب الأخر. و هو أيضا من باب الصراع السياسي على السلطة. و تحريك بعض من قوات الدعم السريع في دارفور مباشرة للخرطوم بهدف التدريب، هي عملية استعراض للقوى، لكن في كل هذه المناورات الخاسر هي قوى الحرية و التغيير المركزي، باعتبار أن البرهان لن يسلمهم السلطة وفقا للمراحل التي كانوا قد أعلنوها، إلا إذا وفقت مجموعة المركزي بتوسيع قاعدة المشاركة ما يراها البرهان نفسه. بعض قيادات الحرية المركزي يدركون ذلك جيدا، حيث قالت الدكتورة مريم الصادق نائبة رئيس حزب الأمة و عضو الحرية المركزي قالت " يجب علينا النظر في بدائل موضوعية، و هناك مقترح لم نبحثه بعد، يتعلق بتشكيل حكومة تسيير أعمال لوزراء" و أضافت قائلة " أنهم سعوا لإعلان الحكومة في مارس الجاري لكن ثمة تحديات ضاعفتها التراشقات الإعلامية بين رئيس مجلس السيادة و نائبه" أن التراشق بين الجانبين هل هو حقيقة صراع و فرز للكيمان أم هو مجردة مناورة يريد العسكر ممارسة العملية السياسية برأسين.
إذا كان الخلاف بين المجموعات التابعة للمكون العسكري، و استخدام اللغة الحادة بين الجانبية، كلها من باب المناورة أن تشغل مساحة كبيرة من المتابعين، بهدف تمرير أجندة أخرى، أو خلق صراع محتدم بين المدنيين و العسكريين، تصبح القوى المدنية بعيدة عن التحكم في آلة الضبط في الساحة السياسية. و لكن لن يكون هناك نكوص عن إدماج كل القوى العسكرية في جيش واحد، و يصبح حميدتي في طريق ذو اتجاه واحد. نسال الله حسن البصيرة.
zainsalih@hotmail.com