من يصدق مسيلمة
صفاء الفحل
15 April, 2023
15 April, 2023
عصب الشارع -
من يقنعنا بأن ما يجري بين قائد الانقلاب البرهان وقائد مليشيات الدعم السريع، ليس لعبة لإلهاء الناس عن التوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري، وقد تعودنا من كلاهما الكذب، وأصبحنا لا نصدق حديثهما حتى ولو كان عن (كارثة) مرتقبة، يحاولون تصويرها بأنها نهاية البلاد رغم قناعة الجميع بأن هذا الوطن محروس برعاية المولى عز وجل وطيبة وكرم وسلمية أهله البسطاء.
أولا كان لا يحق للبرهان تسليم مطار مروي لجهة أجنبية، ولكنه يتصرف في البلاد كـ(ضيعة) تخصه لا كـ(وطن) يضم مئات الاثنيات والقبائل، كما لا يحق ايضا لقائد مليشيات الدعم السريع محاصرة المطار رغم قوله انه فعل ذلك مجبراً اخاك لا بطل، بعد تعنت البرهان واصراره على خبر تسليم البلاد لتكون رهنا لقوى خارجية، واصراره على عدم زج البلاد في الصراع المصري الإثيوبي على سد النهضة.
ورغم أننا لا نصدق بأن هناك صراع أساسا بين الجنرالين الذين يتحكمان في مصير أكثر من أربعين مليون مغلوب على أمره، إلا أن محاولاتهما (ايهام) الناس والعالم، بأن هناك صراع يجب ايقافه أولا قبل المضي في العملية السياسية، سيضر بالبلاد وسيستمر بكل تأكيد الركود الذي تعاني منه كافة القطاعات، ويعود على المواطن البسيط ضنكاً في العيش، وهو بكل تأكيد لن يخدم مصالحهم وقد يؤخر العملية السياسية لفترة ولكنه لن يوقفها نهائيا، ونعلم أيضا أن كل ما قلناه لا يهمهما كثيرا طالما أنهما على قمة الدولة ولو الى حين.
في السياسة تكمن المعادلات الغريبة فالكل (يلعن) وقوفه مع رغبة الشعب، في الوصول إلي حكومة مدنية ديموقراطية، بينما الجميع يعمل ضد ذلك فالبرهان يدعم الحركات الإسلامية التي لا تريد حكومة ديموقراطية بينما يدعم الرئيس المصري الذي تهدد الحركات الإسلامية وجوده البرهان، والخليج الذي يدعم حميدتي الذي يدعم الاتفاق الاطاري، يريد في ذات الوقت استمرار البرهان الدكتاتور حتى لا يواجه بحكومة مدنية يصعب التعامل معها، واليسار الذي يرفض التفاوض مع العسكر والحركات يدعم جهود حركة عبدالواحد، والكل يكذب ويظهر مالا يبطن والوطن يغلي بالمؤامرات والمواطن البسيط يقتله الجوع، فتبا للسياسة واكاذيبها.
علينا جميعا أن اردنا خيرا لمستقبل هذا الوطن أن نتجاوز جميع القوى السياسية الموجودة بالساحة اليوم من أحزاب عقائدية (الختمية والانصار) الى أحزاب يسارية (الشيوعي والبعث) الى تلك الاحزاب التي تتاجر باسم الدين، وابعاد العسكر والحركات المتمردة، ونلتف جميعا حول هؤلاء الشباب الذي دفع الغالي والنفيس وضحى بالأرواح من أجل هذا الوطن فهم المستقبل الحقيقي له.
والثورة ستظل مستمرة
والمجد والخلود للشهداءِ
الجريدة
من يقنعنا بأن ما يجري بين قائد الانقلاب البرهان وقائد مليشيات الدعم السريع، ليس لعبة لإلهاء الناس عن التوقيع النهائي على الاتفاق الاطاري، وقد تعودنا من كلاهما الكذب، وأصبحنا لا نصدق حديثهما حتى ولو كان عن (كارثة) مرتقبة، يحاولون تصويرها بأنها نهاية البلاد رغم قناعة الجميع بأن هذا الوطن محروس برعاية المولى عز وجل وطيبة وكرم وسلمية أهله البسطاء.
أولا كان لا يحق للبرهان تسليم مطار مروي لجهة أجنبية، ولكنه يتصرف في البلاد كـ(ضيعة) تخصه لا كـ(وطن) يضم مئات الاثنيات والقبائل، كما لا يحق ايضا لقائد مليشيات الدعم السريع محاصرة المطار رغم قوله انه فعل ذلك مجبراً اخاك لا بطل، بعد تعنت البرهان واصراره على خبر تسليم البلاد لتكون رهنا لقوى خارجية، واصراره على عدم زج البلاد في الصراع المصري الإثيوبي على سد النهضة.
ورغم أننا لا نصدق بأن هناك صراع أساسا بين الجنرالين الذين يتحكمان في مصير أكثر من أربعين مليون مغلوب على أمره، إلا أن محاولاتهما (ايهام) الناس والعالم، بأن هناك صراع يجب ايقافه أولا قبل المضي في العملية السياسية، سيضر بالبلاد وسيستمر بكل تأكيد الركود الذي تعاني منه كافة القطاعات، ويعود على المواطن البسيط ضنكاً في العيش، وهو بكل تأكيد لن يخدم مصالحهم وقد يؤخر العملية السياسية لفترة ولكنه لن يوقفها نهائيا، ونعلم أيضا أن كل ما قلناه لا يهمهما كثيرا طالما أنهما على قمة الدولة ولو الى حين.
في السياسة تكمن المعادلات الغريبة فالكل (يلعن) وقوفه مع رغبة الشعب، في الوصول إلي حكومة مدنية ديموقراطية، بينما الجميع يعمل ضد ذلك فالبرهان يدعم الحركات الإسلامية التي لا تريد حكومة ديموقراطية بينما يدعم الرئيس المصري الذي تهدد الحركات الإسلامية وجوده البرهان، والخليج الذي يدعم حميدتي الذي يدعم الاتفاق الاطاري، يريد في ذات الوقت استمرار البرهان الدكتاتور حتى لا يواجه بحكومة مدنية يصعب التعامل معها، واليسار الذي يرفض التفاوض مع العسكر والحركات يدعم جهود حركة عبدالواحد، والكل يكذب ويظهر مالا يبطن والوطن يغلي بالمؤامرات والمواطن البسيط يقتله الجوع، فتبا للسياسة واكاذيبها.
علينا جميعا أن اردنا خيرا لمستقبل هذا الوطن أن نتجاوز جميع القوى السياسية الموجودة بالساحة اليوم من أحزاب عقائدية (الختمية والانصار) الى أحزاب يسارية (الشيوعي والبعث) الى تلك الاحزاب التي تتاجر باسم الدين، وابعاد العسكر والحركات المتمردة، ونلتف جميعا حول هؤلاء الشباب الذي دفع الغالي والنفيس وضحى بالأرواح من أجل هذا الوطن فهم المستقبل الحقيقي له.
والثورة ستظل مستمرة
والمجد والخلود للشهداءِ
الجريدة