السهل الممتنع فى شعر فضل محمد والحان محمد الامين

تذوق الموسيقى والغناء يختلف من شخص لاخر،ولكل شخص ذائقته فى ذلك، لست موسيقيا متخصصا لكن اعتقد أن لدي أحساس جميل واذن موسيقية تميز النغم الجيد من النشاز وأطرب للموسيقى وعندي مزاج خاص مع التوزيع الموسيقي للفنان محمد الامين ومقدماته الموسيقية واراه بارعا فى هذا الجانب.(ربما للمهتمين والمتخصصين راي أخر)
(ملاحظات مستمتع ):-
١-يلاحظ أن الفنان محمد الامين يفرد مساحةً لألة العود فى توزيع الموسيقي،واعتقد هذا يعود لتمكنه وبراعته فى العزف عليها ومهارته الفائقة فى تقديم اضافات اثناء الاداء غير موجودة من قبل واظن هذا هو السبب الذي جعله يقول:(يا تغنوا انتو يا اغني انا)وربما يريد توظيف الالهام الذي يحل عليه اثناء الاداء ..
٢-يتيح الموسيقار محمد الامين لبعض الالات مساحات اثناء الغناء(ماعارف بتسموها شنو ناس الموسيقى)مثلا يمنح الة الكمان فى اغنية(الحب والظروف)مساحة زادت عن الدقيقة
هذا الاسلوب اظهر مهارته وبراعته فى توظيف بعض الالات الموسيقية الوترية داخل النص الغنائي،لذلك تحس أن هناك تناغما عجيبا بين النص واللحن وانت تستمتع تظل(تساسق) بين النص واللحن،حتى تروي ظماك من الى الابداع فى هذه الاغنية.ونجده يوظف ألة(البيكلو)فى مقدمة أغنية الحب والظروف بين الفينة والاخرى واحيانا يمنح الجيتار او البيانو او الاورغ)مساحات تظهر فى خلفية الاغنية..
ثانيا :-يظهر فى بعض النصوص الشعرية التي تغني بها محمد الامين سمة(الحوار)وهو التحدث الى المحبوب(الأخذ والعطاء ونجدها سمة بارزة فى اغنيات فضل الله محمد مثل أغنية (الجريدة والحب والظروف)وأغنية عيوناتك لمبارك بشير تلاحظ ان هذه الاغنيات اعتمدت الحوار وهذا الاسلوب برع فيه فضل الله محمد وربما تجدها سمة فى معظم اغنياته بينما أجاد ود الامين فى توصيل الفكرة عبر الاداء الصوتي وتوظيف اللحن واستخدم فضل الله محمد في اغنية الجريدة مفردات موغلة فى المحلية مثل هسه(يعنى لازم تقرى هسه مقال)وسيبك (سيبك أقرى أحسن فى الجريدة)هذه الكلمات يستخدمها الناس فى ونستهم العادية ونجح فضل فى نقلها من الكلمات المستهلكة الى السهل الممتنع وبرع محمد الامين فى الاداء الصوتي وتلحظ ذلك عندما يردد (والدقيقة وإنت ماااااا في مرة ما بنقدر نطيقها).
وتتضح بصمات محمد الأمين في الغناء العاطفي من خلال اغنيته المليئة بالشجن(الحب والظروف)للشاعر فضل الله محمد وايضا رائعته (زاد الشجون) التي تعد علامة فارقة في ابراز قدرات محمد الأمين في اللحن العاطفي وقد جمد محمد الأمين هذه الاغنية اربع سنوات قبل ان ترى النور يقول محمد الامين فى مقابلة صحفية مع هنادي ابراهيم نشرتها سودارس أنني استلمت النص في اواخر 1964-1965ووضعت لحنها في العام 1965م وذلك لاسباب فنية،فتنفيذ السلم الموسيقي لم يكن متفقا عليه وبعد أن بدأت في البروفات شعرت انه لا يمكن تنفيذها ثم تركتها مؤقتا حتى خرج معهد الموسيقى دفعتين ونفذتها في منتصف السبعينات وقدمها لأول مرة بمسرح ود مدني وفي 1981م وقدمتها بلندن في حفل مسرحي وبدأت الاغنية بمقدمة موسيقية بالبيانو وترد عليه الفرقة بمقدمتها صولو جيتار وفي داخل الاغنية صولو للأورغن وصولو في الكوبليه الثاني بالكمان.
ويقول الموسيقار د.محمد سيف:تعد اغنية زاد الشجون من الاغنيات الكبيرة وتتميز بمقاطع كثيرة ومتنوعة"ويضيف الموسيقار أسامة بيكلو:تعد زاد الشجون من الاغنيات الكبيرة في عالم الفنان محمد الأمين الموسيقي وهي اغنية بمقياس اربع اغنيات في التأليف الموسيقي..
ثالثا:-بدأ الفنان محمد الامين تجربته مع الشعر النضالي او الوطني باكرا منذ ان كتب له فضل الله نشيد اكتوبر 21 وتغنى به لثورة أكتوبر بعد شهر واحد فقط من قيام الثورة وكتبه داخل السجن الحربي اثناء اعتقاله قبل انهاء الحكم العسكري ١٩٦٤م وخرج فضل الله وفي معيته نشيد أكتوبر واحد وعشرين ثم شارك الاستاذ محمد الأمين باوبريت الملحمة من كلمات هاشم صديق،بالغناء مع خليل إسماعيل وعثمان مصطفي وبهاء الدين ابوشلة والفنانة أم بلينة السنوسي،وكان هذا في ذكرى ثورة أكتوبر بحضور الزعيم إسماعيل الأزهري والسيد محمد احمد المحجوب،١٩٦٦م.و تغنى بنشيد المتاريس من كلمات د.مبارك حسن خليفة والحان مكي سيد احمد وكذلك لحن وغنى مساجينك من كلمات الشاعر محجوب شريف وتعرض الفنان محمد الأمين لتجربة للاعتقال بعد فشل انقلاب هاشم العطا وربما لتغنيه لاكتوبر التى تغنى بها فحمد الامين لا يعرف له انتماءا حزبيا وإنما انتماءا وطنيا ولايذكر دوره فى هذا الجانب الا من خلال الملحمة.
الرحمة والمغفرة لهما ..
ملاحظة : بعض المعلومات منقولة بتصر

khalidoof2010@yahoo.com