مايكل أشر وركوب الصعاب

 


 

 

الحلقة الرابعة
بقلم: د. محمد حمد مفرح
غادر أشر مدينة ود بنده في اليوم التالي ليوم وصوله لها متجها صوب مدينة الدم جمد، بعد قضاء ساعات بود بندة اخذ خلالها قسطا من الراحة و الاستجمام. كان، برغم النصب الشديد الذي تغلغل في جسده، متهيأ نفسيا لمواصلة رحلته و تحمل المشاق في ظروف صعبة و غير معلومة.
و في تقديري أن أشر، و هو يخوض غمار رحلته الشاقة و المجهولة العواقب، يؤكد، من حين لاخر، أنه يمتلك إرادة قوية و يتمتع بشجاعة نادرة مع أصرار على ركوب المخاطر من أجل بلوغ مرامه. و من المعلوم أن هذه الصفات تتوافر لدى الغربيين اكثر من غيرهم، ما جعل منهم رواد في اكتشاف المجهول في الكثير من المناحي و لهم قصب السبق في التوثيق.
ذكر أشر أن رحلته من النهود و هو متجه غربا صوب دار فور كانت الأصعب مقارنة برحلته من الابيض الى النهود. و علل ذلك بقوله انه كان يعتمد، اثناء عبوره مناطق شرق النهود، علی معرفة حمر، و بالذات مرافقيه،علي و عثمان، بتلك المناطق، ما جعل رحلته، وهو يعبر تلك الديار، تتسم باليسر و عدم المشقة. و مضی قائلا انه واجه مشكلة تمثلت في نفور جمله من مواصلة السير وحيدا، حيث اكتشف ان الجمل، مثله مثل الانسان، يعد كائنا اجتماعيا، ما يجعله ينزع الی الرفقة، اي رفقة جمال اخری، اكثر من نزوعه الی السير لوحده، حيث يبدو غير سعيد و الحال تلك. كما ان الجمل، وفقا لأشر، ميال الی المكوث لاطول فترة ممكنة بالقري حيث يجد الرعاية و الاكل الذي يتم تأمينه له. لذا فان سير جمله لوحده كان علی مضض، ما اضطره، حسبما اشار، لحمله علی السير من خلال ضربه بالعصا احيانا.
كان اشر، و هو بعبر النجود و الوهاد و الفيافي الممتدة، متجها صوب دار فور، يحل ضيفا، من وقت لاخر، علی احد الاهالي بالقرية التي ينتوي قضاء ليلته فيها. ثم كان يقدم نفسه و يحيط الناس علما بالهدف من رحلته من خلال ابراز الخطاب الذي منحه له مسؤول الأمن بالنهود. غير انه اكتشف، كما قال، حقيقة ما ذكره له الفريد موبايل، احد مسؤولي الامن بالنهود، و الذي أبلغه بان شيوخ القری اميون. و اشار الی ان الناس كانوا يرحبون به و يستضيفونه دون الحاجة الی خطاب.
وصل أشر مدينة الدم جمد و وجد هناك ثلاث تبلديات وسط المدينة. و قد قاده الفضول لمعاينة و تفحص تلك التبلديات فوجد ،لدهشته، كتابة باللغة الانجليزية علی جذع احدی هذه التبلديات. و ذكر انه عرف ان تلك الكتابة تمت بواسطة أحد الجنود الذين كانوا ضمن قوات ونجت التي عسكرت هناك عندما كانت في طريقها الی دار فور في العام 1916م بهدف مواجهة جنود السلطان علي دينار.
بارح أشر الدم جمد و استمر في سيره غربا قاطعا المسافات الطويلة و كله عزم علی بلوغ هدفه. و قد أشار الی انه، و بعد عبوره حدود دار فور عند قرية شريف كباشي، وصل بعد اسبوع من عبوره الحدود الی ابار ابو كوع (ابيار ابو كوع) حيث وجد عرب الزيادية يتحلقون ببهائمهم حول الابار بغرض الحصول علی الماء لهم و لبهائمهم. و مضی في قوله واصفا مشهد الرجال و النساء و هم مستغرقون في جلبهم للماء و ما الی ذلك. كانت النساء يرتدين، حسب وصفه، انواعا مختلفة من الثياب المزركشة اللامعة، و هن منغمسات في عملية جلب الماء و ذلك في دراما عجيبة.
و روی، كذلك،قصة حدثت ب(ابيار ابو كوع) تقول ان صبيا خطف (كورة/كورية) فتاة اكبر منه في السن قليلا فما كان منها الا و ان امسكت بتلابيبه ثم ضربته بعصا ضربة قوية. و اردف قائلا انها تعاملت معه بعنف و فظاظة بالغين و لم يستطع الفكاك منها الا بعد تدخل أربعة رجال. و قد اشار أشر الی ان العجب قد استبد به ايما استبداد و عقدت الدهشة لسانه جراء العنف الذي صدر من تلك الفتاة ، و الذي جعله يوقن بان نفسيات اؤلائك الأعراب تنطوي علی الوحشية و الفظاظة البالغتين.
ذكر كذلك انه،و بينا كان يتوسط تلك الجموع و يرتدي زيا كزيهم، اذا به يحس بأنه ولج عالما اخر جد مختلف عن عالم كردفان. و زاد بقوله انه أسترعی انتباهه التغير البين في الغطاء النباتي. ذلك انه، و حسب قوله، فقد توارت أشحار التبلدي و الهشاب بعد ان خلف وراءه دار حمر و صار بينه و بينها مسافة بعيدة. و اردف قائلا انه، و لأول مرة، يحل بمنطقة تهب فيها هبوب(وفقا لتسميته لها) من الشمال الی الجنوب مدحرجة رمال الصحراء الليبية و مغطية الاراضي الخصبة للحزام السوداني.
و قد أشار ايضا الى أنه توسط منطقة مأهولة بالعديد من القبائل منها الجليداد و البرتي و بني عمران. كما ذكر انه وجد بدو الصحراء الذين قام برحلته، أساسا، من اجل مرافقتهم.
تعرف اشر في أبو كوع علی رجلين من عرب الزيادية أحدهما يدعی طه و الاخر أحمد. و لما كان الرجلان في طريقهما الی مليط بغرض بيع اربعة جمال من ابلهما فقد وافقا علی مرافقة أشر لهما الی هناك.
سأل طه أشر خلال مرافقته لهما عن الغرض من سفره الی مليط فأفاده بأنه يبحث عن بعض الاعراب هناك لمرافقتهم الی درب الأربعين. غير أن أشرا استشف، علی حد قوله، من خلال رد فعل طه علی ما ذكره استشف ان طه ليس لديه ادنی فكرة عن درب الأربعين.
واصل ثلاثتهم السير غربا، و هم مستغرقون في الأنس و الحكي فضلا عن الأسئلة التي كان يوجهها أحمد و طه لأشر و التي كانت تتمحور حول بلده و قبيلته و ما اذا كان يمتلك ابلا. و قد اشار أشر الی ان مرافقيه قد عرفا أن جمله هواري (جمل هواوير) و علقا بان خطوته في المشي،خلافا لخطوات جمالهم، ليست واسعة.
كان حديث احمد و طه، حسبما ذكر أشر، يدور، في الغالب، عن الابل. و قد كان جملاهما مسرجين بسرجين من النوعية الممتازة و تزينهما شتی انواع الزينة. و قد اخبرا اشرا بأن نوعية سرج الجمل و زينته هما، بالنسبة للزيادية، عنوان وضعية الرجل الاجتماعية و دليل وجاهته، علاوة علی انهما يمثلان مظهرا من مظاهر الجذب للفتيات، يتم تقييم الرجل علی أساسه.
و ذهب اشر في سرده ذي الصلة برحلته مع احمد و طه الی انهما طفقا يتناولان، في حديثهما، العديد من القصص و الحقائق عن قبيلتهما و غيرها. و قد احاطاه علما بفرعيها الرئيسيين و بأنها، مثل قبيلة حمر، تنتمي الی عرب جهينة.
سأل أشر طه عن خبرته في الصحراء فرد بقوله انه سافر الی ليبيا عن طريق الصحراء مرتين. و طفق طه يحدث أشر عن المعاناة التي يواجهها المسافرون الی ليبيا عن طريق الصحراء. و مضی ذاكرا له ان الرحلة الی ليبيا تستغرق ثلاثين يوما و ان المسافرين الی هناك يستقلون جمالا في سفرهم و في معيتهم خبراء. و اردف ذاكرا له ان الكثيرين منهم هلكوا في الصحراء بسبب العطش والتمزق الجسماني نتيجة السفر المتواصل لعدة أيام و نظرا لطبيعة الصحراء القاسية.
و قص طه قصة لأشر فحواها ان احد اقربائه، و الذي يعمل خبير طرق، روی له ان تاجرا بدينا من نيالا سافر بمعية اخرين،ذات مرة، الی ليبيا، و استبد به الاعياء فرفض الركوب في الجمل، ما اضطر معه الخبير الی حمله في سلة (قفة) كبيرة تم ربطها بسرج الجمل. و ذكر طه ان قريبه الخيبر اخبره بان ذلك التاجر عاد من ليبيا و قد صار جد نحيل جراء معاناته من مشقة السفر .
كان الأنس سيد الموقف خلال تلك الرحلة الطويلة التي جمعت أشر بطه و أحمد. و قد كان أشر، و الذي ذكر ان مشاركته في ذلك الأنس قد ادت الی تحسن لغته العربية بشكل ملحوظ، يستمع الی قصص مرافقيه بانتباه شديد مع محاولة استنطاقهما، احيانا، للحصول علی مادة للتوثيق لرحلته تلك.
سأل أشر مرافقيه عن درب الاربعين و لكنه فوجيء بعدم معرفتهما به. و أشار الی انه ادرك، من خلال اسئلته التي كان يوجهها لهما،أحيانا، ان معلوماتهما العامة تنحصر في عالمهما البدوي الصغير ليس الا.
تناولا، ذات مرة، قصص السرقات و (الهمبتة) فقص عليه احمد و طه روايات عن (همبتة) قبيلة البديات التي تقيم في الحدود التشادية. أحاطاه علما بخطورة (همباتة) تلك القبيلة و عدم تورعهم في سرقة (مرحات) بكاملها و قتل كل من يلحق بهم. و روی له أحمد ان البديات سرقوا، ذات مرة، ابل اهله و لحقهم (الفزع)، و الذي كان هو بصحبته، في جبال تقابو و التي دائما ما يختبؤون فيها. و مضی قائلا انهم تبادلوا معهم النار حيث كسر البديات رجل احد رجال (الفزع) لكنهم قتلوا، في نهاية المعركة، رجلين من البديات و هرب البقية تاركين الابل المسروقة وراءهم.
أستفسرهما أشر عما اذا كان هناك لصوص من الزيادية فردا بان كل القبائل بها لصوص. كما احاطاه علما بأن بعض الأسر تعتبر (الهمبتة) اختبارا لرجولة الرجل في حين ان بعضها الاخر لا يزوجون الشاب حتی يسرق و ينزلق في عمليات (همبتة) تثبت رجولته.
و أشار أشر الی انه عندما عاد الی هذه المنطقة بعد سنوات من رحلته هذه علم بأن طه قد قتل رميا بالرصاص في هجوم شنه الكبابيش، و ذلك جراء اتهامه بسرقة بهائم. و اردف قائلا انه رشحت اخبار مفادها ان طه (همباتي) ذا سمعة سيئة.
و أخيرا وصل ثلاثتهم الی مليط بعد أن استبد بهم الكلل و الاعياء، لكنهم كانوا ممتلؤون فرحا، و هم يقتربون من تحقيق أهدافهم.
و يتضح جليا، من خلال وقائع رحلة أشر، انها مدرة للمتعة و التشويق، كما انها تتضمن معلومات تندرج في علم الاجتماع و الانثروبولوجيا و الجغرافيا و التاريخ و غيرها. و ليس أدل على ذلك من مجرى الحديث مع مرافقيه و استنطاقه لهما حيث تنساب المعلومات و الحقائق فضلا عن الروايات و القصص الشيقة التي تمثل مادة توثيقية ثرة بالنسبة لاشر
عقب دخول اشر و مرافقيه الزياديين، طه و أحمد، مليط ذهب كل منهم الی حال سبيله، حيث توجه الأخيران بجمالهما الی السوق لبيعها هناك، في حين اتجه الأول صوب مركز الشرطة.
دخل اشر مكتب مدير الشرطة و وجد المدير مستغرقا في الحديث مع بعض الرجال فحياهم. ردوا التحية و الدهشة مرتسمة علی محيا كل منهم. كانت وجوههم تنطق بالدهشة لدخول(خواجة) عليهم،بصورة مفاحاة، و هو يرتدي زيا سودانيا. ذكر أشر انه كان، وقتها، يلبس (العراقي) و العمامة اللذين اشتراهما من النهود و اللذين لم يغسلهما بعد.
سأل مدير الشرطة أشرا عن مبتغاه فذكر له انه ينتوي مرافقة بعض الأعراب الذين يسافرون عبر درب الأربعين. و ما ان افصح اشر عن مراده حتی عقب المدير بلهجة استغراب قائلا: درب الأربعين!!! ثم انفجر الحاضرون بالضحك مبدين استغرابهم لما قاله (الخواجة).
رد أشر بقوله: نعم، طريق القوافل القديم الذي تسلكه في طريقها الی مصر.
عقب المدير قائلا: نعم أعرفه لكن القواقل لم تعد تستقله منذ مئات السنين. و زاد المدير بقوله لأشر لا يوجد ماء بهذا الطريق حاليا و لم تعد هناك حاجة لاستقلاله نظرا لوجود طرق أخری يتوافر فيها الماء و الامن أكثر منه.
ذكر أشر انه تناهی لسمعه، و هو يحاور المدير، ضحكات من اناس اخرين كانوا يجلسون في الخلف. سأل أشر المدير قائلا له: هل هذا يعني انه لم تعد هناك ابل ترسل الی مصر؟ فرد المدير بقوله: هناك العديد لكنها لا تذهب عبر ذلك الطريق ثم انها لا تذهب من مليط كما انها لا تذهب في هذا الوقت من السنة، حيث يكون جو الصحراء صعبا بالنسبة للبدوي دعك عن الاوربي الذي يكون الجو مميتا بالنسبة له.
و اشار أشر الی انه أضحی، وقتها، مشتتا ذهنيا جراء ما قاله له مدير الشرطة. و قال في نفسه (انني ظللت اخطط لهذا الامر لمدة سنة كاملة و قطعت حوالي خمسمائة ميل لأصل الی هنا).
زاد مدير الشرطة بقوله لأشر انه يتعين عليه بيع جمله و الذهاب الی حيث يريد ب(لوري).
و ذكر، في معرض تعليقه علی ما تضمنه حديث مدير الشرطة من حقائق و معلومات محبطة عن درب الأربعين، ذكر ان جزءا من اريحية السودانيين يتمثل في انهم يقولون لضيفهم ما يود سماعه او ما يروق له. ثم زاد بقوله، مبينا حديثه، ان الذين تحدث اليهم في دنقلا عن الدرب القديم، اي درب الأربعين، قد نقلوا اليه حقائق و معلومات عن ذلك الدرب جعلته يصدق اكاذيبهم نبيلة المقصد، و ذلك لتأثرهم بحماسه الكبير لبلوغ هدفه.
قابل أشر بمركز الشرطة مسؤول غابات يدعی فرح يوسف حيث تجاذب و اياه اطراف الحديث ثم قام فرح باستضافته بمنزله. و ذكر انه بعد ان قام بالاستحمام و تناول وجبة دسمة بمنزل فرح، طفق يفكر في ما يجب عليه القيام به بعدئذ. و أردف واصفا رحلته، بعد ان صدمته الحقائق التي نقلها له مدير الشرطة، بانها لا تعدو أن تكون تمرينا علی اجواء السودان الصعبة خلال فصل الصيف. و مضی قائلا انه، و بالرغم من قدرته علی تحمل تلك الطبيعة السودانية، فان اي مغامرة منه لولوج الصحراء التي تفصل بين ليبيا و السودان تعد ضربا من الجنون.
من جانب اخر فان فرح ذكر له، كما قال، انه جاء لدار فور للمساعدة في ايقاف التعرية و زوال الغطاء النباتي و الغابات بفعل الزحف الصحراوي، حيث تزحف رمال الصحراء جنوبا بمعدل عشر كيلومترات في السنة، مما يؤدي، وفقا لفرح، الی تصحر الحزام السوداني الخصب بعد عقود قليلة.
و ذكر فرح لأشر ان القبائل هنا قد تأثرت تأثرا بالغا جراء التصحر، حيث ان الزغاوة و البرتي و الزيادية نزحوا الی المدن بعد ان نفقت بهائمهم التي تمثل مصدر رزفهم الوحيد. و مضی قائلا ان القبائل صارت تتصارع و تتقاتل علی القليل المتبقی من العشب و مصادر المياه.
و قد علق اشر علی ما ذكره فرح بقوله ان نمط الحياة المعيشية التقليدي لهذه القبائل قد دمر بفعل التغيرات البيئية التي حدثت هناك ثم اردف قائلا ان من المفارقة ان تتمكن ليبيا من حل هذه المشكلة باستخدام منتجات الصناعات البترولية في حين لم يكن بمقدور السودان حلها بعد.
و يتضح مما سبق أن عدم الاهتمام بالبيئة من قبل الحكومات السودانية المتعاقبة و عدم الالتفات الی مشكلة الزحف الصحراوي بدار فور و كردفان و غيرهما قد فاقما المشكلة و اديا الی دمار البيئة بهذه المناطق ما تسبب في تحول ديمغرافي بسبب الهجرة الی المدن، و قادا الی مشكل اجتماعي سياسي ظلت تداعياته قائمة حتی تاريخه و ربما تستمر مستقبلا ما لم يتم حل هذه المشكلة حلا جذريا.
قام أشر، خلال اليوم التالي، بزيارة و استكشاف السوق حيث وقف علی الصناعات الجلدية المحلية الشهيرة بدار الزيادية. و وجد، حسبما ذكر، البائعات الجميلات من نساء العرب بثيابهن المزركشة، صارخة الألوان و اللائي كن يعرضن (القرب) و (السياط) و العقل و الحبال الجلدية و غيرها للبيع. ثم اردف قائلا انه كانت تفوح من المكان رائحة الجلود بشكل سائد، ما جعله يوقن بأن دار فور لا زالت بلد الجمل.
و أشار بعد ذلك الی ان درب الأربعين و الذي كانت تستقله القوافل قديما الی مصر كان يستخدم لأغراض كثيرة. كما ذكر ان الناس بكردفان و دار فور لا يميزون بينه و بين غيره من الطرق حيث يطلقون علی بعضها اسمه في حين انه درب اخر. و مضی قائلا ان الكبابيش و البديات و الميدوب و الزغاوة ما زالوا يتنقلون ببهائمهم في هذه المنطقة لكنهم لا يعرفون علی وجه الدقة درب الأربعين.

mohammedhamad11960@gmail.com

 

آراء