هوامش على حوار سناء حمد: بورتريه جزئي لحميدتي

 


 

أحمد ضحية
9 July, 2024

 

أحمد ضحية
حوار سناء حمد في الجزيرة مباشر، أكد أن الكيزان لا زالوا ينظرون لحميدتي كاعرابي بسيط! تسهل سواقته بالخلا، إذا تم الانفراد به بعيداً عن الشفوت في (قوى تقدم). والكلام ده ما صحيح، ليه:
لأن حميدتي إطلاقاً لم يكن مجرد بدوياً بسيطاً، وإنما كان لفرط ذكائه يُظهر البساطة ليدخل قلوب البسطاء، وقد ساعدته عفويته وحسه الشعبي الريفي على ذلك!
كما أن حميدتي الذي عاش في وديان دارفور، هو شخص آخر مختلف عن حميدتي الذي جاء إلى الخرطوم، ورأى تظاهرات الثوار، ومسيراتهم الهادرة في شارع النيل الخرطوم قادمين من أم درمان عبر الكوبري.
وقطعا هو ليس الشخص نفسه الذي رأى قطار عطبرة، وزحام الهتافات في ميدان الاعتصام. وكذلك هو ليس الشخص نفسه بعد أن التقى بكبار قادة القوى السياسية في السنوات التي سبقت الثورة و"خرطوم الفترة الانتقالية" وتحدث معهم وتحدثوا معه. واهتزت (فكرتهم المسبقة عنه) و(فكرته المسبقة عنهم)!!..
في ظني أن حميدتي في ذلك المناخ الذي وفرته الثورة، ومن بعد الفترة الانتقالية، حدثت تحولات وصراعات كبيرة في وعيه بما كان (يُستغل) لفعله، وما بدا يتكون داخله من أحلام وطموحات وأهداف يريدها لنفسه! خصوصاً وقد جعلته الثورة يكتشف أن للقوّة مصادر أخرى غير "الجواد والسلاح"، وقد رأى عياناً بياناً سيول الثوار الهادرة، وهي تُركع "اللجنة الأمنية" كما ركعت قوش، وتعزل البشير وتعزل ابنعوف وتهز عرش البرهان!
لقد راى وعايش حميدتي من الوقائع والأحداث الكثير الذي هز "قناعاته القديمة" وجعله يرى الأمور بطريقة مختلفة عما كانت تبدو عليه؛ وبهذا الإحساس خاض حربه الضارية ضد الكيزان والفلول!
لكن سناء حمد والكيزان عموماً، لا يزالون يصرون على حميدتي (الذي كان) ويلحون في طلبه، عاجزين عن رؤية حميدتي (الذي أصبح).. وسيظلون أسرى ذاكرتهم القديمة عندما كان البشير يدعوه (حمايتي) قبل أن تضربه رياح التحولات التي أحدثتها فيه الثورة. بل والتي احدثتها فيه هذه الحرب ولا نعلم عنها شيئا حتى الآن!

من الآخر كدة: الكيزان الآن مثل الثوار أيام الاعتصام والجيل الراكب رأس وقطار عطبرة، عندما تصور الثوار، أنهم بمجرد خروجهم وتعبئة الشارع بالمتاريس والهتاف، سيسقط نظام الكيزان وسيسلمهم عسكرهم مؤسسات الدولة والجيش، وينسحبون إلى ثكناتهم، ليصبح الكيزان جميعهم عسكريين ومدنيين مواطنين عاديين مثل بقية خلق الله؟ وبالتالي يصبح ممكناً إقامة نظام ديمقراطي، ودستور مدني مستدام، ومواطنة بلا تمييز ومؤسسات دولة مدنية بنسبة فساد أقل وجيش قومي محترف وحديث وووو.. نعم تصور الثوار أن المشهد سيترتب على هذا النحو بمجرد إطلاق شعار "العسكر للثكنات والجنجويد ينحل؟"
التصورات كالأحلام "حق مشروع" فعلى المرء أن يتصور ما يشاء، لكن ما سيحدث عملياً فتلك قصة أخرى!..
الآن سناء وكيزانها يتصورون -رغم أنف بيان الناطق الرسمي للحركة الإسلاموية- أن بإمكانهم استعادة السلطة مرة أخرى بالتطبيع مع حميدتي والتحالف معه للقضاء معاً على القوى المدنية إلى الأبد!
#لازم_تقيف
#لن_نكافئ_الكيزان_بمصافحتهم

ahmeddhahia@gmail.com

 

آراء