“سحر خليل” العرفان في مثواها شموخ “2”

 


 

 

في مقال سابق كنت قد تحدثت عن الرمزية (الحب) التي يستخدمها المتصوفة في إطار البحث عن الذات ومن ثم رحلة المسير الي الله .. قال تعالي :" ياأيها الإنسان إنك كادح الي ربك كدح فملاقيه " واللقاء هنا يكون في ذواتنا لان الذات المطلقة خارج الذمان والمكان بدون شك .. كذلك شرط تحقيق إنسانيتنا هي التحقق من انها تدين بدين الحب كما قال إبن الفارض أحد فلاسفة التصوف الكبار .. لكن قطع شك لايتحقق ذلك مالم تفني بشريتنا في المسير الي الأنسنة(الصيرورة) ..
في التصوف، يرتبط مفهوم "الفناء" بتجربة العاشق الذي يتلاشى في محبة تجليات الله ويذوب في حضوره .. ويُعتبر المحبوب أو العكس في الأدب الصوفي تجسيدًا لهذا الفناء في مستوي بشريتنا في سلم المسير الي الإطلاق .. فناء تمثلاته علي شاكلة هجر عالم الواقع وترك كل شيء من أجل المحبوب او المحبوبة ، هو مثال للفناء في المحبوب.. في الأدب الصوفي "عندما يذوب العاشق في محبوبه، يصبح هو المحبوب." ويحقق ذاته ..

إذ يُعتبر هذا الفناء نقطة جوهرية في التصوف، حيث يتطلب من العاشق أن يتخلى عن ذاته وأن يتلاشى تمامًا في المحبوب.. وهذه هي الحالة التي أعيشها أنا الآن بكل حياد .. أحيا حياة عزلة تماما عن العالم حولي ، وحدة في إطار الجماعة ، أو مستوا من التلاشى في حب زوجتي الأحب الي قلبي وروحي "سحر خليل " التي جعلتي أعيد التفكير والتعريف آلاف المرات في هذا العالم الأرضي وفي السير والمسير الروحي . ربما هي حالة روحية تعكس عمق التجربة الصوفية التي جئتها من وعي مادي محض وإصكاكها بروح "سحر خليل" الممعن في الطهر ، حيث تحولت الي محض كائن ذائب في زوجتي الأحب الي قلبي روحي "سحر خليل " .. عشق كان علي الدوام بوابة خروج لإنعتاق عبرها الي كل مداخل التكوين..
" سحر خليل " صنع الله الذي أتقن كل شئ وكفي ..

غدا نواصل

mohamed79salih@gmail.com

 

 

آراء