مُذَكِّرَات مُغتَرِب في دُوَل الخَلِيجِ العَرَبي ( ٣٤ )

 


 

 

" مرَّتْ الأيّام كالخَيال أحلاَم... مرَّت ومرَّ نَعِيم كان ظنِّي فيه يطول ... لكنُه مرَّ سرِيع " . كانِ ذلك هو لسانُ الحالِ وقد انقضى الحَوْلُ إثرَ الحَولِ منذُ أن بدَأنا العملَ بمركز التَّدريب التابع للشركة السعودية للكهرباء في الدمام. ثلاثةُ حُؤولٍ انصَرمتْ منذُ البَدءِ وحتى نوفمبر ٢٠٠٦م ، بقيتْ لنا ثمانيةُ أشهرٍ على العقدِ المُبرمِ بيننا وشرِكة الحُقيط. سارَ العملُ في تدريسِ المُتدَرِبين سيراً حسناً وحثيثاً إذ تَخرَجتْ دُفعةٌ منهم وشَمِلتْ عدداً من التَّخصُّصاتِ المُرتبطةِ بأعمالِ الشركة السعودية للكهرباء والذين سيتَفرَقونَ على محطاتِ الكهرباء في المدنِ المختلفة . وهنالك دفعةٌ أخرى سوف تتخَرّجُ مع انتهاءِ تعاقُدِنا الذي يتواءمُ مع انتهاءِ العامِ الدِّراسي ٢٠٠٧م .
على صعيدٍ آخر ، انضمَّ أبنائي عمر وأحمد منذُ حُلولِنا بحي الرَّاكة بالخُبر إلى حلقاتِ تحفيظِ القرآنِ الكرِيم المُقامةِ بعد صلاةِ العصرِ يومياً بأحدِ المساجدَ . فكانَ أنْ حَفِظَ عُمَر عشرينَ جُزءاً بنهايةِ الثلاثةِ أعوام وحَفِظ أحمد إثني عشرةَ جُزءاً. ذلك فضلٌ مِن اللهِ ونِعمَةٌ .
ظلَّ حبلُ الوُدِّ بيننا وبين معارِفنا وأصدِقائنا وأهلِنا في الجُبيل البلد والجُبيل الصناعية ممدوداً بِتَبادُل الزياراتِ الأُسرِية بيننا ، وازْدَدْنَا كيلَ بَعِير بعلاقاتٍ أُخَر يانعاتٍ مع مجموعةٍ أخرى من الأُسر السُّودانية بالدَّمام والخُبر مِمّن جَمعَتنا بهم صلاتُ العملِ أو الرَّحِم، وكذلك ظلَّ الوصل حميماً معهم .
وهكذا كانتْ تلك السُّنونُ الثلاثُ ونَيْف برداً وسلاماً علي وعلى أبنائي وزوجتي وانجازاً شمِلَ حياتَنا المادِّيةَوالمَعنوِية وكان جبراً لخَواطِرنا وتَعوِيضاً عمَّا عانَيْنا منه في السَّابِق . ونحمدُ اللهَ أنْ أراد بنا خيراً وهيّأ لنا تلك النِّعم . فللَّهِ الحمدُ كلُّه والشُّكرُ كلُّه . ولم يقتصرْ التوفيقُ والخيرُ علينا فقط بل امتَدَّ إلى الأهلِ بالسُّودان .
انصَرمتْ كذلك الأشْهرٌ الثَّمانيةُ الأخيرةُ من عُمرِ التَّعاقُد مع SCECO وخُتِمتْ في يوليو ٢٠٠٧م بالامتِحاناتٍ النِّهائيةِ والنًّتائِج التي أسْفَرتْ عن تَخرِيجِ دُفعةٍ أخرَى مُؤهلةٍ تماماً في مجالاتِ تَخَصُّصِها ، بِمهْنِيةٍ مُستَحقةٍ وجدارةٍ شَمِلتْ حتى اللُّغة الإنجليزية well- deserved merits لكلِّ الخِرِّيجين من مركزِ التَّدريبِ التَّابع للشّركةِ السَّعودية للكهرُباء .

محمد عمر الشريف عبد الوهاب

m.omeralshrif114@gmail.com

 

آراء