غازي بن عبدالرحمن القصيبي-حياة في الادارة

 


 

 

ismailadamzain@gmail.com

اسماعيل ادم محمد زين

حياة في الادارة،واحد من مؤافات الشاعر،غازي القصيبي التي بلغت حوالي 20 كتابا ،كثير منها في الشعر وبعضها في الادارة أو سيرته في الادارة ،فقد تقلب في المناصب في سن مبكرة منذ تخرجه من الجامعة في مصر وحصوله علي درجة الماجستير من اميركا وبعدها علي درجة الدكتوراة من انجلترا ،فقد تاهل بشكل جيد في القانون.وقد ساعدته سمعة عائلته في تسنم المناصب لقربها من الأسرة المالكة في السعودية ولكفاءته،فقد اثبت جدارته.بالعمل في الجامعة في سلك التدريس،بدءا من أوله وصعودا حتي تبوا منصب عمادة كلية التجارة.ومنها انتقل مديرا للسكة حديد،حيث ساعد في تطويرها وادارتها بشكل جيد مع ميناء الدمام الذي كان يتبع للسكة حديد.. بدأ عمله مسافرا علي القطار ليتسلم مهام عمله! تري لم غابت السكة حديد في السودان عن العمل في هذا الوقت ،لتخفيف معاناة المواطنين في السفر وفي نقل البضائع،ويبقي السؤال الاهم ،لم لم تتطور السكة حديد ؟ ولماذا لم تمتد خطوطها لاقصي الغرب ،الي الجنينة؟ وغيرها من المناطق؟ ولماذا انهارت ؟ ولماذا لم نستفد من علاقات البلاد مع الصين ؟
فقد كانت له،اي غازي فلسفته،اذ يري انه من واجب العاملين في الخدمات العامة،مثل التعليم والصحة ان يجربوا خدماتها،اذ لا يعقل ان يدخل وزير التربية والتعليم في بلد ما اولادهم في مدارس خاصة! كذلك وزير الصحة ،لا بد له من تلقي العلاج في مشافي الحكومة القذرة! ليتعرف علي تلك الخدمات من قرب و من ثم يعمل علي تطويرها وترقيتها..
لقد كان د.غازي مبادرا وله اسهامات جديرة ان تذكر ،فقد جاء بفكرة انشاء مؤسسة حكومية لتطوير الصناعة وتشجيعها في المملكة العربية السعودية وهي مؤسسة سابك،والتي اضحت من ضمن اكبر 500 شركة في العالم،ضمن قائمة فوربز.فقد هيأ للصناعة قاعدة متينة بتجهيز الاراضي باسعار قليلة وخصة من النفط الخام! اضافة لاشراف من البنك الدولي وعبر مؤسسات عالمية لاعداد المشاريع ودراسات الجدوي.وقد ادخل سياسة لدعم الصناعة الوطنية،بشراء منتجاتها! مع اقامة المعارض للمنتجات الصناعية.في الداخل والخارج. مع نزاهة لا مثيل لها لمن اختارهم لمساعدته في العمل.وقد روي حكاية عن كمين لمن حاول رشوة احد المدراء والاعلان عن ذلك في وسائل الاعلام،مما أخاف الرشاة! ايضا محاولته استخدام معلومة وفرها آه الملك فهد،حول طلب رئس دولة ان تعطي احدي شركاتهم فرصة في عطاءات الوزارة..وزارة الصناعة والكهرباء..وعند زيارة سفير تلك الدولة له ذكره بضرورة ارساء العطاء علي شركتهم! وهنا طلب منه غازي بانهم سيمنحوها العطاء،اذا ما خفضت من قيمة عطائها! وقد حدث وخفضت الشركة العطاء بمبلغ 100 مليون دولار اميركي! وكان الوزير يعلم بان عطائها هو الأقل وهي أصلا فائزة..وبذلك قدم خدمة كبيرة للمملكة.واضاف بان رئيس تلك الدولة ،ىبما ارسل خطابا يشكر الملك علي المعاملة الخاصة! هكذا يخدم الاذكياء بلادهم،وشعبهم.
يعني الوزير غازي الي ادخال الكهرباء الي كافة مدن وقىي السعودية وقد افلح في ذلك ،ىغم كبر مساحة الدولة.اذ الكهرباء في رايه ،تعني كل شئ! توفير خدمات التكييف،تبريد الطعام،التلفاز،الاتصالات،نوعية الحياة.مع التصنيع والزراعة...الخ
كان د.غازي يواجه التحديات،فقد كانت السكة حديد ضعيفة،وكذاك خدمات الكهرباء ومنها انتقل الي وزارة الصحة ،فقد كانت الخدمات الصحية متدهورة،في كافة جوانبها،الادارة،البنية الاساسية ،من مشافي و مراكز والكوادر الصحية..وكان من رايه ان بهتم بالمستشفيات الخاصة بذات اهتمامه بمشافي الدولة ،فهي تساعد في تخفيف اعباء العلاج علي الدولة! اما في الادارة ،فقد لاحظ مكوث بعض الاداريين،لعقود من الزمان! مما اقعدهم عن رؤية الاوضاع بشكل جيد ،فسعي لنقل الكثير منهم.وجاء باخرين من خارج مجال الصحة ،ففي رايه،ليس مهما ان يكون مدير القطاع الصحي طبيبا ولا ان يكون الوزير طبيبا،ليتمكن من ادارة شوؤن الصحة علي الوجه الاكمل!.كان يمارس الادارة بالاهداف وكان في الميدان ،خيث يقوم بزيارات مفاجئة لمؤسسات الوزارة وللمشافي..وكان قريبا من الاعلام.لم يمكث في الصحة طويلا، بعد عام ونصف،تم اعفائه! ربما بناء علي رغبته،لعد ان شعر بفقدانه لثقة الملك!
تم تعيينه سفيرا في البحرين وهي بلد عاش فيها و نال تعليمه في المرحلة الثانوية هنالك،لذلك يعرف كثيرا عنها وعن المسؤلين في تلك الدولة الصغيرة! وقد كانت اسرته ترعي مصالح السعودية التجارية في مملكة البحرين.وقد اوضح خلال فترة عمله سفيرا ،الفوارق بين السفراء العرب و الغربيبن ! وهي فوارق تعكس التربية العاطفية للعرب.ورسوخ الدبلوماسية الغربية.مع فارق آخر يتمثل في ان غالب سفراء الغرب محترفين للدبلوماسية وهم بقومون بتمثيل بلادهم بشكل جيد ويشكلون السياسة الخارجية أو يساهمون في تشكيلها،علي خلاف سفراء الدول العربية!
وقد يكون مناسبا ان اختم بملاحظة السفير د.غازي حول السفراء العرب بعد ان وصف اوضاع السفارات من حيث الامكانيات "لا ينبغي والحالة هذه ،ان نلوم السفير العربي الذي اخفق بعد ان جردناه من كل وسائل النجاح و اسبابه،وعلينا والحالة هذه،ان نشيد ايما اشادة بالسفير العربي الذي ينجح في مهمته معتمدا علي مؤهلاته الشخصية،وعليها وحدها ،المعجزة ان عددا من السفراء العرب يتمكنون،في ظل ظروف العمل التعسةهذه،من تمثيل دولتهم بفعالية ،و قد رأيت بنفسي،عددا من هؤلاء. واضاف ،قال لي الصديق الراحل السبر انتوني بارسونز،الذي سبق ان اولي منصب الوكيل الدائم لوزارة الخارجية البريطانية ان هذه الوزارة "لم تاخذ ماخذ الجد اي سفير عربي في لندن باستثناء حالة أو حالتين،واصاف" كنا نظرك أنهم بعيدون عن صنع القرار،وان مهماتهم بروتوكولية محضة ،وكنا تتعامل معهم علي هذا الاساس " قبل ان نلوم بريطانيا ،او اي حكومة عربية اخري،علي اتخاذ موقف كهذا يجب ان نلوم الحكومات العربية.واضيف بان بعض السفراء يمثلون بدولهم ولا يمثلونها! ولا حاجة لشواهد! فهي معروفة!
وللاسف نجد الاعلام ،ليس كله يلوم السفير الاميركي علي زياراته للشيوخ ورجالات الادارة الاهلية...وهو عمل من صميم الدبلوماسية.معرفة البلاد وثفافتها.ليت الجامعات والمدارس تدعو السفراء لمخاطبة احتفالاتها أو مناسباتها.وليت الطلاب يكونون جمعيات للصداقة بين الشعوب عبر جمعياتهم! وليت تلك الجمعيات تكون صداقات مع مدن في مختلف دول العالم ،لتصبح نافذة علي العالم ومعرفة الشعوب واكتساب الصداقات وتعزيز الصلات...وليت السلام يعود قريبا...

 

 

آراء