بين المؤتمر الوطني والجيش الشعبي!!

 


 

 

زفرات حرى

 

الطيب مصطفي

  

صحيفة الخرطوم مونتر الجنوبية وليس "الانتباهة" اوردت في صفحتها الاولى بتاريخ 14/6/2009م خبراً يقول إن الجيش الشعبي قتل خمسة مواطنين جنوبيين في منطقة ميوم يوم الخميس الماضي واغتصب طفلات تتراوح اعمارهن ص12-13 عاماً وإنهن في حالة خطيرة الان بمستشفي بانتيو !! كما ذكرت ان الخبر نشر في صحيفة جنوبية يرأس تحريرها الفريد تعبان المنتمي الى الحركة الشعبية ونسيت الصحيفة الخبر الى يوهانس بوك المنتمي كذلك للحركة الشعبية ، ويقول الخبر أن القوة التي ارتكبت الجريمة مكونة من 2000 جندي بقيادة العقيد نيال واسكا.

 

اريد فقط أن اذكر ابناء السودان الشمالي أن الجيش الشعبي الذي يقتل ويغتصب اطفال الجنوب هو الذي سيشكل نصف القوات المسلحة السودانية بموجب اتفاقية نيفاشا اذا تمخض عن استفتاء تقرير المصير وحدة بين الشمال والجنوب !!.

 

إنه قرائي الكرام الجيش الذي يفترض أن يحمي الارض والعرض في سودان المستقبل!! ويقيم في الخرطوم ودارفور وشرق السودان ليُحيل نهار سكان السودان الشمالي الى ليل دامس من العذاب!!.

 

في نفس اليوم الذي نشر فيه خبر الخرطوم مونتر نشرت الصحف الاخرى خبر مقتل 400 جندي من الجيش الشعبي على ايدي مليشيات تابعة للنوير وكانت قوات الجيش الشعبي تحرس قافلة إغاثة تابعة للامم المتحدة قادمة من مدينة ملكال وقد إحتجزت مليشيات النوير 22 قارباً محملة بالمواد الغذائية تتبع لبرناحج الغذاء العالمي وتم ذلك على خلفية أن القوارب كانت تحمل اسلحة الى قبيلة المورلي التي خاضت من قبل معارك طاحنة مع النوير مات فيها الالاف!!.

 تُرى اين ياسر عرمان ليحدثنا عن التحول اليمقراطي وعن مشروع السودان الجديد ؟! اين باقان النائم في العسل البرطاني بعد أن توجه الى لندن التي سيغادرها الى واشنطون ليلحق بوفد رفيع من الحركة متوجه الى العاصمة الامريكية ؟! اين باقان وعرمان ليحدثانا عن اكتساح الحركة الشعبية للانتخابات في السودان الشمالي وكأن شعب الشمال تتدلى القنابير من رؤوسه؟!  و "الريالة" من شفاهه؟!.

هذا هو حال جنوب السودان قرائي الكرام الذي تحكمة الحركة الشعبية بالحديد والنار والذي يشتعل تحت اقدام الحركة وجيشها الشعبي جنوب السودان الى سرادقات للعزاء والى دولة منهارة!!.

 

بالرغم من ذلك فإن الحركة تعتزم دعوة القوى السياسية بما فيها حركات دارفور الى جنوب السودان لكي تناقش عددا من القضايا بما فيها ازمة دارفور؟!.

 

المضحك أن باقان اموم قال انه سيناقش مع الاحزاب الشمالية في جوبا التحول الديمقراطي كما سيناقش مع الميرغني تفعيل التجمع الوطني الديمقراطي وان الحركة ستبرم اتفاقاً مع الصادق المهدي حول بعض القضايا الوطنية !! المهم ان الحركة ستعمل على تكوين تحالف عريض ضد المؤتمر الوطني في الانتخابات القادمة يلعب مبارك الفاضل دوراً كبيراً في إنشائه!!.

 

لكن هل يظن باقان وعرمان واولاد قرنق ان الحيلة ستنطلي على الصادق المهدي والميرغني ويقعان في مثل حفرة التجمع الوطني الديمقراطي التي خرج منها المهدي في وقت مبكر بينما لُدغ الميرغني من جحرها الملئ بالثعابين حين خُدع واستخدم من قبل قرنق ثم رُكل في نيفاشا ولم يسمح له او لبقية دُمي التجمع بالمشاركة في المفاوضات التي وظفت لمصلحة الحركة الشعبية وجنوب السودان     بينما لفظت احزاب الشمال كما تلفظ النواة؟!.

 

على كلِّ فقد وعى حزب الميرغني الدرس تماماً وهاهو علي احمد السيد القيادي في الحزب الاتحادي الديمقراطي الصل يقول معلقا على ماسمي بتكتل المعارضة الذي يقوده الشيوعيون واولاد قرنق داخل الحركة والذي من المقرر أن ينعقد في مدينة جوبا بانه "تكتل عدواني" وانه غير مفيد للاجماع الوطني وكأن علي السيد يعضد كلاماً مشابهاً ادلى به الميرغني حول تجمع او تكتل جوبا!!.

 

اما الصادق المهدي الذي قلنا انه كان قد قفز مبكراً من قارب التجمع قبل ان يغادره قرنق الى نيفاشا راكلاً رفاقه بقدمه وتاركا قاربهم تتقاذفه الامواج العاتية.... اما الصادق المهدي فقد قال " من شاء أن يتحالف معنا في السودان العريض من اجل بناء الدولة المدنية الوطنية الديمقراطية الفيدرالية ذات المرجعية المرجعية الاسلامية  فمرحباً واهلاً" ولعل المهدي يعني بقوله هذا ان باقان بمشروعه الذي سبق للصادق ان وصفة بالافريقاني العلماني ليس مؤهلاً للتحالف معه بل إن المهدي وصف مشروع السودان الجديد في وقت سابق "بالسودان البغيض "!! فماذا بقي لباقان وعرمان بعد ان غادرهم الميرغني والمهدي ماذا بقي غير حزب الترابي والحزب الشيوعي السوداني وبعض الاحزاب التي لن تجد عددا كافيا من المرشحين ناهيك عن ان تنافس في الدوائر الجغرافية ؟!.

 

لكن لن افوت هذه الفرصة لاخاطب الاحزاب القومية او التي تنتمي الى تيار القومية العربية مثل البعثيين والناصريين!! بربكم هل يعلم هؤلاء حقيقة ماتدعو اليه الحركة الشعبية من عداء للعروبة ام انهم مجرد شيوعيين يستخدمون هذه الواجهات للإكثار من عدد الاحزاب والتنظيمات السياسية المندرجة تحت مايسمى بالقوى المعارضة؟!.

 

اعود لاقول أن على المؤتمر الوطني ألا يغتر بالشعبية الكبيرة التي يتمتع بها رئيس الجمهورية فليس كل مايؤيد البشير اليوم منتمياً بالضرورة الى المؤتمر الوطني كما إني لادعوالمؤتمر الوطني للتواضع قليلاً ذلك أنه اكثر تاهيلاً لجمع الصف الوطني وتوحيده في جبهة واحدة من اهل القبلة والهوية المشتركة واشعر بان بعض قياداته ليست حريصه على المضي قدماً في مسيرة التراضي مع حزب الامة القومي والاتحادي الاصل واحزاب القبلة وانه ليحزنني ان تنشط الحركة في محاولة جمع مَن لايمتون إليها بصلة بينما ينام المؤتمر الوطني في العسل معتمدا على جماهرية رئيسه وسيطرته على مفاصل السلطة التنفيذية والتشريعية.

 إن الامر يحتاج الى تدخل الرئيس شخصياً لتنشيط تلاقي اهل القبلة استعداداً للانتخابات القادمة. 

 

آراء