نظف بيتك قبل أن تصف الآخرين بالقذارة ياباقان!!
10 September, 2009
زفرات حرى
هل يعلم القراء الكرام أن الحركة الشعبية التي يملاً أمينها العام باقان أموم ورئيس قطاعها السياسي ياسر عرمان الدنيا ضجيجاً وزعقاً حول التحول الديمقراطي وحرية التعبير في الشمال ترفض استصدار قوانين الحريات الصحفية في جنوب السودان؟!
لم أعلم بهذا إلا من خلال المقال الملتهب الذي كتبه نيال بول رئيس تحرير صحيفة "سيتزن" الجنوبية بتاريخ 23/2009م بعنوان "نظف بيتك قبل أن تصف الآخرين بالقذارة"!!
والذي كان موجهاً لباقان أموم تعقيباً على ما قاله في مؤتمره الصحفي الذي انعقد في مدينة جوبا وخاطب به الصحافة الجنوبية وطالبها بان تطور قدراتها من أجل محاربة الفساد!!
وقال نيال بول الذي سبق له أن اعتقل أكثر من مرة في جنوب السودان من قبل السلطات المختصة "أريد أن أذكر القائد باقان بأنه من المستحيل على دورنا الصحفية أن تحارب الفساد الذي يتحدث عنه لأن قيادة الحركة الشعبية تجلس على القوانين التي تنظم عمل الوسائط الإعلامية وتحمي الصحفيين وانشطتهم كما تجلس على ميثاق السلوك والشرف" وقال نيال بول "إن الحركة تبدو كما لو كانت تفضل ممارسات الفساد مضيفاً أن قوانين الوسائط الإعلامية كانت الأولى التي تقدم إلى رئيس الحركة الشعبية سلفاكير ورئيس البرلمان جيمس ولني وإلى وزير الإعلام السابق سامسون كواجي ووزير الشئون القانونية والتطور الدستوري مايكل لوث إلا أنه منذ عام 2005م تم توقيع اتفاقية نيفاشا وتنصيب الحركة حاكماً على الجنوب-حتى لحظة كتابة هذا المقال فإن القادة الذين ذكرتهم يجلسون على القوانين الأربعة التي كان يفترض أن تنظم عمل الوسائط الإعلامية ، أن معظمنا يعتقدون أن الحركة لا تريد لهذه القوانين أن تصل إلى البرلمان لأنها ستحد من الفساد المستشرى الآن ومن حصانة القادة"
وقال نيال بوا أن تصريحات أموم لا يقصد بها غير الاستهلاك العام وأظن أنه كان يمزح عندما أدلى بحديثه هذا"!!
وقال نيال بول في الختاك مخاطباً باقان اموم بألا يصف الآخرين بالقذارة إذا كان بيته ليس نظيفاً!!
ألم أقل أن الأولى بباقان وعرمان أن يلتفتا إلى الجنوب الذي يقتك به الجوع والمرض والموت الزؤم ويعصف به الاقتتال والفوضى والفساد؟
أهذا هو مشروع السودان الجديد الذي بشرونا بأنه سيملاً الأرض عدلاً بعد أن ملئت جوراً من قبل حكومات المندكور والجلابة؟؟!!
وكان نيال بول قد كتب بتاريخ 1/7/2009م مقالاً بعنوان "جنوب السودان والوسائط الإعلامية ..عندما يعذب الصحفيون" وسرد في ذلك المقال سلسلة من المضايقات وممارسات التعذيب والاعتقالات التي تعرض لها الصحفيون " ذاكراً وقائع محددة وبالأسماء والتواريخ وكان بعضها مضحكاً ولا يمكن ان يحدث إلا في غابة "غير متحضرة" أي أنه حتى في شريعة الغاب لا يمكن أن يصدق أحد أن تلك الممارسات يمن أن تحدث في غابة تسود فيها شريعة اللاقانون ناهيك عن أن تكون في بلد ينعق قادته صباح مساء بشعارات التحول الديمقراطي والحريات الصحفية وحرية التعبير!!
نيال بول ينس ان يستشهد باعتقاله لمجرد أنه كشف عن مبالغ دفعت بلا مبرر في وزارة الشؤون القانونية في عام 2008م اي أن وزارة القانون هي التي تنتهك القانون والدستور في حكومة السودان الجديد!!، وذكر أن الصحفي منيانق ميوم طرد من ولاية البحيرات لأنه لم يكتف بإيراد أخبار الحركة الشعبية وإنما تجاوزها إلى غيرها!!
واستهشد نيال بول بحادثة اعتقال إيزاك فوني في برلمان الجنوب الذي يفترض أنه حريص على دور الصحافة الرقابي وكان ذنب ذلك الصحفي انه تحدث عن انهيار بنك النيل الأزرق وكذلك عن اصطدام الموكب الرئاسي بعربة هربت بعد الحادث، وسأل نيال بول :ماذا ينبغي للصحافة أن تفعل عندما تفعل الحكومة شيئاً جيداً وبالعكس؟!
وتحدث عن وقائع أخرى لكن ما ورد في نفس الصحيفة في عدد آخر بتاريخ 21/6/2009م كانة عجيباً بحق فقد اعتقل صحفيان بجوار جسر جوبا لمجرد محاولتهما إجراء استطلاع لسائقي الشاحنات وطلب من الصحفيين أن يدفعوا مبالغ من المال حتى ينجوا من الاعتقال وهددوا لأنهم صوروا الشاحنات وقالوا للصحفيين "هذه الشاحنة التي تريدون تصويرها تحت حراستنا وعليهم أن يدفعوا قبل تصوير الشاحنات!!
اردت بإياد هذه الوقائع أن أشير إلى أحوال الصحافة والصحفيين ومدى تطابق كلام باقان وعرمان عن حرية التعبير بواقع الحال في جنوب السودان الذي تفتك به المجاعة والأمراض والفقر انعدام الخدمات