هيفاء وتعليم السياسة … بقلم: عزيزة عبد الفتاح محمود

 


 

 

zizetfatah@yahoo.com

 

كامل الأبعاد حواها الخبر الذي أوردته إحدي الصحف وحمل عنوان : وزعت الصحف علي (قدمي) لأكمل دراستي الجامعية ويحكي لقاء مع شابة جميلة وشجاعة ، قامت بتجميد دراستها الجامعية لمدة عام كامل من أجل توفير المصاريف الجامعية. البعد الأول مؤشر لمستوي الفقر الذي وصلت اليه بلادنا حتي أصبح إغتيال الطموح جائزاً بدواعي الرسوم الجامعية ،دعك عن الصفحات الأسبوعية التي تحوي عشرات الطلبات لمساعدة طالب جامعي علي أعتاب التخرج أو يوشك، لتكملة دراسته أو سداد الرسوم حتي لا يمنع من الجلوس للإمتحان ، فصول من الدراما اللا متناهية . عودة الي الطالبة الشجاعة وتكملة الأبعاد، البعد الثاني ، عمق واقعية هذه الشابة في حل مشكلتها ، تخطت مشكلة النسبة والتناسب في مدي (اللائق) أن (تجوب) شابة جميلة وأنيقة الشوارع لبيع الصحف. لسنا واثقين من حصيلة اليوم النقدية ل(هيفاء) من عائدات بيع الصحف ،إن كانت ستكفيها لبقية يومها ،فضلا عن توفيرها لسداد رسوم الجامعة. أضف الي ذلك الإنهاك الجسدي والنفسي الذي ستتعرض له يوميا.. وهذه الطالبة ليست الوحيدة فكثير من  الطلاب والطالبات نحوا هذا المنحي رغم ما تأثر به تحصيل بعضهم أكاديمياً ،المشكلة أن الشعب السوداني (فتر) من تعليم ساستنا وسياسيينا وقياديينا وولاة أمرنا، إنتهاج المنهج الواقعي و(الحار) لحل تراكم التراكم في مشاكل السودان ،فلو أن هؤلاء السياسيين إتفقوا ولا إنفصلوا ولا (ساروا) البحر ولا البرلمان فلن يجدي غير التعامل مع القضايا إلا تعامل هيفاء مع مشكلتها ، الواقعية وإحتمال المعاناة والصبر(والحمد لله كلها متوفرة في الشعب السوداني) ، ثم هؤلاء السياسيين (من أين أتوا ؟ مش من الشعب دا ذاتو)، وما يبين الآن أنهم يخرجون علينا بفنون التعقيد وفشل المفاوضات فيما نهديهم الحلول ومزيد من الصبر..(اللهم زدنا منهما)، أقصد الصبر والصبر.

وزعت الصحف على «قدمي» لأكمل دراستي الجامعية

 

آراء